فی القصص القرآنی (3) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی القصص القرآنی (3) - نسخه متنی

أحمد الشایب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في القصص القرآني

للأستاذ أحمد الشايب

وكيل كلية دار العلوم

16 ـ والآن، كيف ندرس القصص القرآني?!.

إن الخطأ الذي تردي فيه خصوم القرآن أنهم وجدوا ما يوجه إلى التوراة والإنجيل من نقد يتصل بالمتن والسند جميعاً، نقد يتبين به ما فيهما من خلط، وتناقض، ووضع، واعترافمن أصحابهما بذلك، فأرادوا أن يسلكوا بالنسبة للقرآن نفس للمسلك خطأ وزوراً، ولم لا يتهم القرآن عندهم بمثل ما اتهم به كل من التوراة والإنجيل? أليست كلها كتب دياناتسماوية? أليس من المنطق، عند هؤلاء، أن نسوى بينهما في الحكم? وما شأننا وشأن توثيق القرآن وصيانته من العبث والكذب والإفتراء? فلنتهمه بما اتهم به سواه، ولنفرض عليه هذهالتهم مقدماً، ثم تتناول قصصه تعسفاً في التفسير، ورمياً بالباطل، وفرضاً بلا دليل، لنصل من وراء ذلك إلى ما نزيد، أما أننا، نبتعد عن هذا الوضع المعكوس، ونخضع فيدراساتنا للمنهج العلمي الطبعي فنبدأ من نصوص القرآن وندرسها في بيئتها، وفي جوها، وفي أهدافها، وفي طبيعتها، وننهى من هذه الدراسات إلى نتائجها المنطقية الطبعية، أماأننا نفعل ذلك نزولاً على سلامة المنهج وصحة المادة، فلا، لا، قالوا ذلك، وادعوا أن الغرض من قصص القرآن هو الذي يبين قيمته التاريخية، وما الغرض عند هؤلاء? الضحك علىالناس بأية وسيلة ولو كانت الخروج على التاريخ، والكذب، والإفتراء، والتدليس، تملقاً للناس لينحازوا إلى جانب القرآن، أما الهدف الحقيقي المباشر الذي تحدث به القرآن عننفسه، وأكده كثيراً من مثل العظة والإعتبار وتثبيت فؤاد النبي فليس له عندهم حساب، إن هؤلاء قد عكسوا

/ صفحة 40 /

الوضع، ووضعوا العربة أمام الحصان، إنهم بدءوامن حيث يجب أن ينتهوا، إنهم بدءوا فقرروا النتائج أولاً ولو لم تنتجها المقدمات، ويجب، عندهم، على القرآن أن يقبل هذه التهم الباطلة، هكذا يفعل الجهلاء، لماذا? لأنهميريدون أن يكون القرآن متهماً بالكذب والتزييف والتدليس، هي عندهم بطولة على كل حال، وإن كانت مزيفة جاهلة ضالة فاسدة، يفعلون ذلك وأمام أعينهم الإبطال لهذه التهم والردعليها، حيث نهض بذلك الأقدمون والمحدثون أمثال الإمامين: الفخر الرازي ومحمد عبده، وسنرى فيما يلي كيف تقول هؤلاء على الإمامين وعلى غيرهما، وكيف قالوا كلامهم بالتحريفوالبتر لعلهم يصلون إلى ما يدعون.

هذا، وقد قال العلماء إن التفسير بالرأي يتعرض لخطرين يجب الحذر منهما:

أحدهما: حمل ألفاظ القرآن على معان اعتقدها المفسرون منقبل، وأرادوا فسر النصوص القرآنية عليها تأييداً لعقائدهم، فجعلوا مذاهبهم أصولاً والقرآن فرعاً لها يحمل عليها، وهذا شر أنواع البدع.

وثانيهما: التفسير بمجرددلالة اللغة العربية، وما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بها من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن (الله تعالى الصادق) والمنزل عليه (محمد صلى الله عليه و سلم)والخطاب به ، وهذا رد على من يتناولون القرآن مستقلاً عن مقوماته الدينيه والأدبية كأنه كتاب بشري، بل إن الكتب البشرية لا يمكن أن تدرس بنجاح إذا أهملت ملابساتهاالمكانية والزمانية والشخصية.

17 ـ فلنترك هؤلاء في غيهم وضلالهم، ولنحاول أن نشير في إجمال إلى معالم المنهج السديد لدراسة القصص القرآني، تاركين التفاصيل إلى دراسةمستفيضة نرجو أن ينهض بها من يوفقه الله:

1 ـ يجب التمهيد لهذه الدراسة بالفرق بين القصص القرآني وبين القصص بهذا الإصطلاح الحديث، وذلك نزولاً على طبيعة قصص القرآنومنهجه وأهدافه، كما بينا فيما سبق.

/ صفحة 41 /

2 ـ كذلك يجب أن نفرق بين قصص القرآن وبين التاريخ من حيث المنهج والهدف، كما شرحنا ذلك من قبل.

3 ـ فإذا تقدمناإلى قصص القرآن كان علينا أن نجمع آيات كل موضوع متصل بشخص أو أمة، وأن نرتبها بحسب النزول، وأن نفهم مناسباتها من جو القرآن نفسه أولاً، ومن أسباب النزول إذا صحترواياتها.

4 ـ يجب أن نضع نصب أعيننا أن هذه الآيات المتصلة بموضوع ما، لا يلزم أن تكون مستوعبة جميع عناصره، وبذلك لا نتهمها بالقصور، فما كانت إلا نقرات واردةلمناسبات بيانية في سبيل التبليغ الإسلامي، ولذلك يجمعها جميعاً هدف العظة والإعتبار وتثبيت فؤاد الرسول.

5 ـ ويأتي بعد ذلك عرض الفكرة القصصية مكررة، وهنا نلاحظ،كما قدمنا، أن التكرار تختلف عناصره، فقد ترد بعض العناصر مرة، وقد تحذف أخرى، وأهم من ذلك أن الموقف الواحد قد يجرأ ما يرد فيه من أحداث، فيرد بعضه مرة وبعضه الآخر مرةأخرى، وذلك حتى لا يقال إن هناك تناقضاً في قصص القرآن الكريم، وقد يتكرر الموقف وترد فيه عبارات أخرى مناسبة له أو مشابهة لنظيرتها.

6 ـ وإذا تم التنسيق التاريخيوالموضوعي بين مجموع ما ورد في الموضع الواحد، أمكننا ـ في حدود ما ورد ـ أن نتبين حال المخاطبين بهذه القصة، ما طرأ على مواقفهم من الإسلام والرسول، ومقدار ما تأثرتنفوسهم بعناصرها، كما نتبين تاريخ سير البلاغ الإسلامي نفسه، وذلك يجعل القصص مصدراً تاريخياً من حيث أنباؤه أولاً، ومن حيث حياة الرسالة الإسلامية من وجه آخر.

7 ـفإذا صحت لدينا أنباء تاريخية وثيقة كان لنا أن نضعها في الاعتبار، وأن نستعين بها في تفسير أي القصص، وأن نوازن بينها وبين قصص القرآن مع ملاحظة الفرق بين المنهجينحسبما وضحنا فيما مضى.

8 ـ وهنا يمكن أن نعقد موازنة ـ ولا أقول مقارنة ـ بين القرآن وبين التوراة

/ صفحة 42 /

والإنجيل في هذا الباب ـ مع عدم تحكيم هذين فيالقرآن ـ وإنما يكتفي بالعرض أولاً وبيان خصائص كل في قصصه، فإذا تعارضت النصوص كان علينا أن نتحرى الحقيقة من التاريخ الوثيق إن وجد، وإلا كنا مضطرين بحكم المنهج أننتبع النص الوثيق، وقد بينا ذلك فيما مضى.

9 ـ وبتسجيل الخصائص العامة لقصص القرآن، سواء فيما يتصل به مستقلاً، أو فيما ينتج عن الموازنة بينه وبين غيره، يمكن وصفالقصص القرآني وصفاً يتناوله ويتناول ما يقومه من ملابسات زمانية ومكانية وإنسانية، أو بالاختصار يمكن تأريخية تأريخاً إن لم يكن كاملاً فهو مقارب على كل حال.

10 ـوأخيراً يجب الوقوف طويلاً عند أسلوب القصص القرآني وتبين ما فيه من خواص بيانية، ولعل أسلوب القرآن في مقدمة ما عاجز به البشر وتحداهم، وفي هذا الدرس البلاغي تتركزخصائص لعلها خلاصة ما بينا في هذا المنهج الوجيز.

18 ـ والآن نورد مثالاً موجزاً لبيان طبيعة القصص القرآني ومنهجه، تطبيقاً لما ذكرنا هنا، وقد اخترنا ما ورد في القرآنمن أنباء صالح عليه السلام.

وردت قصة صالح مع قومه ثمود في السور الآتية مذكورة بحسب ترتيب النزول الوارد في المصحف المتداول في مصر الآن: هود، والأعراف، والشعراء،والنمل، والشمس، والقمر.

1 ـ ففي سورة هود خلاصة موجزة لمعالم القصة: (وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركمفيها ستغفره ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب (61) قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا، وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب (62) قال يا قومأرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير (63) ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوهابسوء فيأخذكم عذاب قريب (64) فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب (65) فلما جاء أمرنا نجينا

/ صفحة 43 /

صالحاً والذين آمنوا معه برحمته مناومن خزى يومئذ إن ربك هو القوي العزيز (66) وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين (67) كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود (68).

2 ـ وفيسورة الأعراف: (وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم، هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوءفيأخذكم عذاب أليم 073) واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين (74)قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم بهكافرون (76) فعقروا الناقة وعتوا من أمر ربهم وقالوا يا صالح إئتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين (77) فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين (78) فتولى عنهم وقال يا قوم لدقأبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تجبون الناصحين (79).

ويمكنك منذ الآن ملاحظة ما بين آيات السورتين من تقديم وتأخير وإجمال وتفصيل وغيرها، كما يمر بك بعد يحن، وكماترى في آيات السور الآتية.

3 ـ وفي سورة الشعراء: (كذبت ثمود المرسلين (141) إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون (142) إني لكم رسول أمين (143) فالتقوا الله وأطيعون (144) وما أسألكمعليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين (145) أتتركون فيما ههنا آمنين (146) في جنات وعيون (147) وزروع ونخل طلعها هضيم (148) وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين (149) فاتقوا اللهوأطيعون (150) ولا تطيعوا أمر المسرفين (151) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون (152) قالوا إنما أنت من المسحرين (153) ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين (154) قال هذهناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم (155) ولا تمسوها بسوء فيأخذكم

/ صفحة 44 /

عذاب يوم عظيم (156) فعقروها فأصبحوا نادمين (157) فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كانأكثرهم مؤمنين (158) وإن ربك لهو العزيز الرحيم (159)).

4 ـ وفي سورة النمل: (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون (45) قال يا قوم لمتستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون (46) قالوا اطيرنا بك وبمن معك، قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون (47) وكان في المدينة تسعة رهط يفسدونفي الأرض ولا يصلحون (48) قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون (49) ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون (50) فانظر كيف كانعاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين (51) فتلك بيوتهم خارجية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون (52) وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون (53)).

وهنا ورد من التفصيل مالم يرد في السور السابقة فلننتظر.

5 ـ وفي سورة الشمس، وهي من قصار السور: (كذبت ثمود بطغواها (11) إذا انبعث أشقاها (12) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها (13) فكذبوهفعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها (14) ولا يخاف عقباها (15).

وهنا تنويه بعقر الناقة وعاقرها وبآثار ذلك.

6 ـ وفي سورة القمر: (كذبت ثمود بالنذر (23) فقالوا أبشراًمنا واحداً نتبعه إنا إذاً لفي ضلال وسعر (24) أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر (25) سيعلمون غداً من الكذاب الأشر (26) إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم وصطبر (27)ونبئهم أن الماء قسمه بينهم كل شرب محتضر (28) فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر (29) فكيف كان عذابي ونذر (30) إنا أوسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر (31)).

وهنا عنايةبالجدل حول صالح ودعوته.

19 ـ 1 ـ فإذا اتخذنا ما ورد في سورة هود على أنه إجمال لمعالم القصة وترتيب لوقائعها، مع ملاحظة عدم الاستقصاء رأينا الدعوة إلى عبادة إله واحد

/ صفحة 45 /

أنشأ ثمود واستعمرهم في الأرض، فيجب أن يستغفروه ويتوبوا إليه، ولكنهم يقولون: إن صالحاً خيب ظنهم به إذ كانوا يعدونه لمهام الأمور، فكيف ينهاهم عندين آبائهم بدين يشكون في أمره، ولكنه على بينة من ربه الرحمن الذي لا قبل له بمعصيته، ثم قدم لثمود آيته، وهي الناقة تأكل في أرض الله ولا تمس بسوء فعقروها، فأنذرهمثلاثة أيام، ثم أخذتهم الصيحة ـ إلا صالحاً ومن آمن به ـ فأصبحوا في ديارهم جاثمين.

2 ـ فإذا انتقلنا إلى سورة الأعراف ظفرنا بتفصيل يتصل باستخلاف ثمود في أرض عاد،وإغداق النعم عليهم، وبانقسامهم بين مستضعف مؤمن، ومستكبر كافر، وبتقديم ذكر الناقة بعد أن كانت متأخرة في ترتيب آيات هود، ثم يسجل عليهم صالح عدم الإستماع إلى نصحه،فباءوا بالعذاب المبين.

ومن الواضح تشابه الأسلوب في القصتين وضوحاً وقوة وجمالاً.

3 ـ وفي سورة الشعراء يقدم النص على تكذيب ثمود لصالح، ويؤخر الآية في الذكر،ويفصل بذكر ما دار من جدل حول رسالته، واستنكارهم أن يكون الرسول بشراً مثلهم، وتحديه أن يأتيهم بآية، فكانت الناقة.

4 ـ وفي سورة النمل تفصيل جديد يحكي افتراق ثمودفريقين يختصمان أمام دعوته، وباستعجالهم السيئة قبل الحسنه، وتطيرهم به وبمن آمن معه، وبهؤلاء الرهط المفسدين، والمتآمرين عليه، وبما مكروا فكانت عاقبة مكرهم أن دمرواوخويت بيوتهم بما ظلموا، ولم يصرح هنا بالآية (الناقة).

ويجب أن نلاحظ منذ الآن أن الموقف الواحد في القصص قد ترد فيه عبارات مرة غيرها في مرة أخرى، وتفسير ذلك أنالقرآن يحكي جزأ مما حصل في المرة الأولى، وجزاء آخر في المرة الأخرى، وهكذا.

5 ـ وما سورة الشمس فقد نوهت بعقر الناقة وعاقرها، وما تبع ذلك من عذاب حل بثمود، وهذاتصوير رائع يرتفع بقوته إلى الغاية.

/ صفحة 46 /

6 ـ وفي سورة القمر تكرار ـ ولكن بأسلوب جديد ـ للمعاني التي وردت في بعض السور الأخرى من استنكار أن يكون الرسولبشراً، ومن تكذيب صالح، توعد القرآن لهم، وذكر الآية، وقسمة الماء بينهم وبينها ـ وهذا جديد ـ ثم عقر الناقة وما أعقب ذلك من عذاب.

20 ـ فإذا لاحظنا ما ورد في سورةالأعراف بعد هود، تبين لنا أن ثمود كانوا في جملتهم معاندين ينتظرون دليلاً أو آية، فعجل لهم القرآن بذكر الناقة، ونبههم إلى عاد قوم هود الذين سبقوهم إلى الأرض التييعيشون فيها، ثم نراهم انقسموا فريقين مؤمن وكافر به، ثم كان عقر الناقة والعذاب، وخروج صالح من العهدة بعد ما نصح لثمود فلم ينتصحوا، وفي الشعراء ما يدل على تعنت القومورمي صالح بأنه من المسحرين، فإذا كانت النمل رأينا المؤامرة بصالح، وفي الشمس كانت العاقبة الوخيمة لثمود، وقد تكررت في سورة القمر بأسلوب مفصل.

ذلك ما يتسع لهالمقام هنا مما يتصل بمنهج القصص القرآني، وربما كان الواجب أن نلم ببعض الشبهات التي يوردها خصوم القرآن.

/ 1