فی القصص القرآنی (2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی القصص القرآنی (2) - نسخه متنی

أحمد الشایب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في القصص القرآنى

في القصص القرآنى

للاستاذ أحمد الشايب

وكيل كلية دار العلوم

-2-

6- و الان نتقدم إلى قصص القرآن الكريملبيان أهدافه و منهجه، كما تدل عليه الايات و الاساليب القصصية نفسها.

اشتمل القرآن على كثير من قصص الانبياء و الامم الخالية، ساقها الله تعالى للعبرة و الموعظةبأحوالهم: ((لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الالباب، ما كان حديثاً يفترى))(1)، كما ساقها ليثبّت فؤاد النبى و يصبره على مشاق الدعوة الاسلامية ((و كلا نقص عليك من أنباء الرسلما نثبت به فؤادك و جاءك في هذه الحق و موعظة و ذكرى للمؤمنين))(2)، و هكذا يعرض شئون الماضين و كفاح المرسلين و كيف، انتهى بهم الأمر و بشعوبهم حين صدقوهم أو كذبوهم، كل ذلكتحقيقاً لاهدافه، فوق ما قد يكون في قصصه من تشريع.

و معنى ذلك أن القرآن حين يقص - مع صدق ما حكى من أنباء - ليس يهدف أساسياً إلى تعليم التاريخ، و لا ينهج منهج كتبهالمدرسية من حيث التبويب و التفصيل و الترتيب و الاستقصاء و التزام المقومات الزمانية و المكانية و الوقوف عندالجزئيات، و انما يسوق القصة بأسلوبه البليغ منوها بمواطنالعبرة فيها، و هو يسوقها في المواضع التي تناسبها، موجزاً مرة و مطنباً أخرى، و معنى ذلك طبعاً أن القصة قد تحكى أكثر من مرة متى جاءت مناسباتها، و تحتوى في كل مرة منالحوادث و الانباء ما يستلزمه المقام دون التشبث بالاستقصاء و التفصيل.

ــــــــــ

(1) يوسف: الاية 111

(2) هود: الاية /120.

/ صفحه 251/

كذلك يقالبالنسبة للقصص، فمن المعروف أن القصة في العصر الحديث تتناول حوادث تاريخية أو خيالية، و هي حين تتناول التاريخ لاتلتزم بواقعه الحقيقى، و هي بعد ذلك تخضع لمنهج مقرر منالتبويب و التفصيل و المناظر و الاستيعاب، بحيث تكون سلسلة مترابطة من الافكار و الاحداث ينتهى تسلسلها إلى الغاية اليت كتبت من أجلها، فهى كتاب يؤرخ أحداثاً أوأفكاراً، ولكنه لايتشبث بالواقع، و من حقه أن يخترع، و يزيد و ينقص، و يصور و يتخيل، لا حرج عليه في ذلك ما دام يتخذ من هذه الوسائل ما يحقق هدفه المنشود.

ولكن القصصالقرآنى ليس من هذا الاسلوب الحديث، فهو - كما قلنا - يَرِد بحسب المناسبات الوعظية، و يقتصر من القصة على ما يناسب المقام، و يعرضه بأسلوب رائع، و يتحرى الحقائق و الواقع،فلا تزوير و لاتزييف، ولا كذب و لاتدليس، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

و بهذه المناسبة يقول الأستاذ الشيخ محمد عبده عند تفسير قوله تعالى: ((و اذ استسقى موسىلقومه))(1): ((ان كثيراً من أعداء القرآن يأخذون عليه عدم الترتيب في القصص، و يقولون هنا ان الاستسقاء و ضرب الحجر كان قبل التيه، و قبل الأمر بدخول تلك القرية، فذُكر هنابعد تلك الوقائع، و الجواب عن هذه الشبهةُ يفهم بما قلناه مراراً في قصص الانبياء و الامم الواردة في القرآن، و هو أنه لم يقصد بها التاريخ و سرد الوقائع مرتبة بحسب أزمنةوقوعها، و انما المراد بها الاعتبار و العظة ببيان النعم متصلة بأسبابها لتطلب بها، و بيان النقم بعللها لتتقى من جهتها، و متى كان هذا هو الغرض من السياق فالواجب أن يكونترتيب الوقائع في الذكر على الوجه الذي يكون أبلغ في التذكير و أدعى إلى التأثير)).(2)

و مع أن القصص القرآنى لم يهدف إلى تعليم التاريخ، و لم يلتزم أشكاله المدرسية فإنأخباره تاريخية أى أنها صادقة واقعية لاتبديل فيها و لا زيادة، و بذلك يعتمد عليه في التحقيق للتاريخى من هذا الوجه.

ــــــــــ

(1) البقرة / 58 - 60.

(2) تفسيرالمنار: ج 1 ص 337.

/ صفحه 252/

ثم يقف بعض الناس عند تفسير المنار لقوله تعالى: ((ألم تر إلى الملإ من بني اسرائيل من بعد موسى...)) الايات(1)، يقول الأستاذ الشيخ محمدعبده في هذا المكان: ((يظن كثير من الناس الان - كما ظن كثير من قبلهم - أن القصص التي جاءت في القرآن يجب أن تتفق مع ما جاء في كتب بني اسرائيل المعروفة عند النصارى بالعهدالعتيق أو كتب التاريخ القديمة، و ليس القرآن تاريخاً و لا قصصاً، و انما هو هداية و موعظة فلا يذكر قصة لبيان تاريخ حدوثها و لا لاجل التفكه بها أو الاحاطة بتفاصيلها، وانما يذكر ما يذكر لاجل العبرة)).(2) و هنا يقف هؤلاء المعارضون عند قوله: ((و ليس القرآن تاريخاً و لا قصصاً)) ظانين خطأ أنه يريد بذلك أن أنباء القرآن ليست واقعية و لا حقيقة،ولكن سائر كلامه في هذا المكان و في غيره كما قدمنا و كما يلى يدل على أنه يريد أن قصص القرآن لايخضع لشكليات التاريخ المدرسية، و لا لشكليات القصص الحديثة من حيث التبويبو التفصيل و الاستقصاء كما بينا منذحين، و يجب أن نذكر هذا النص فانه ينفعنا حين نوازن بين قصص القرآن و بينالتاريخ القديم و التوراة و الانجيل، و ليس هذا فقط هو ما تورطوافيه، بل سنجد أنهم تقولوا على الشيخ محمد عبده ما لم يقله اما جهلا و اما كذباً.

7- و أحب هنا أن أطيل بعض الشىء لاؤكد للقراء مذهب الأستاذ الامام في فهم القصص القرآنىدفعاً لما يحمله عليه من لم يفهم غرضه أو مذهبه، فالاستاذ الامام عند تفسير قوله تعالى: ((و اذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة...)) الايات(3) يقول ما نصه: ((جاءتهذه الايات على أسلوب القرآن الكريم الخاص الذي لم يسبق اليه و لم يلحق فيه، فهو في هذه القصص لم يلتزم ترتيب المؤرخين و لا طريقة الكتاب في تنسيق الكلام و ترتيبه على حسبالوقائع حتى في القصة الواحدة، و انما ينسق الكلام فيه بأسلوب يأخذ بمجامع القلوب، و يحرك الفكر إلى النظر تحريكاً، و يهز النفوس إلى الاعتبار هزاً، و قد راعى فى

ــــــــــ

(1) البقرة / 246.

(2) تفسير المنار: ج 2 ص 464 / ط 1325 هـ.

(3) البقرة / 67-71.

/ صفحه 253/

قصص بني اسرائيل أنواع المنن التى منحهم اللهتعالى.. إلى آخر ما قال))(1)، وقد جاء في تفسير المنار ما نصه: ((قد علمنا من سنة القرآن و أساليبه في قصص الانبياء مع أقوامهم أن المراد بها العبرة و الموعظة ببيان سنن اللهتعالى في البشر، و هداية الرسل عليهم الصلاة و السلام لا حوادث الامم و ضوابط التاريخ مرتبة بحسب الزمان أو أنواع الاعمال، و قد حكى هذا عن صالح (عليه السلام) أنه ذكرالاية التي أيده الله تعالى بها عقب تبليغ الدعوة(2)، و في قصته من سورة هود أنه ذكر لهم الاية بعد ردهم لدعوته و تصريحهم بالشك في صدقه، و زاد في سورة الشعراء طلبهم الايةمنه، و كل ذلك صحيح و مراد و هو المسنون المعتاد)).

8- و القرآن الكريم حين يقص أخبار الماضين يوردها على حقيقتها و واقعها التاريخى غير كاذب، سواء أكانت أقوالهم وعقائدهم - في ذاتها - حقاً أم باطلا، فليس القرآن مسئولا عن أكاذيبهم و جهالاتهم التي يحكيها عنهم، فإن المهم أنه يسوقها كما هي لايزيد و لايبدل(3)، و في ذلك يقول الأستاذالشيخ محمد عبده ما نصه: ((بيّنا غير مرة أن القصص جاءت في القرآن لاجل الموعظة و الاعتبار، لا لبيان التاريخ و لا للحمل على الاعتقاد بجزئيات الاخبار عند الغابرين، و انهليحكى من عقائدهم الحق و الباطل، و من تقاليدهم الصادق والكاذب، و من عاداتهم النافع و الضار لاجل الموعظة و الاعتبار، فحكاية القرآن لاتعدو مواطن الهداية، و لا بد أنيأتى في العبارة أو السياق و أسلوب النظم ما يدل على استحسان الحسن و استهجان القبيح))(4)، و ذلك كقوله تعالى: ((و ينذر الذين قالوا اتخذالله ولداً ما لهم به من علم و لالابائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون الا كذباً))(5)، و قد حكى القرآن ترديد اليهود و جهالاتهم في عدد أصحاب الكهف، ثم عقب على ذلك بقوله: ((قل الله أعلم بعدتهم مايعلمهم الا قليل))(6)، ثم يقول

ــــــــــ

(1) تفسير المنار: ج 1 ص 346.

(2) الاعراف / 73.

(3) راجع تفسير الرازى: ج 2 ص 487.

(4) تفسير المنار: ج 1 ص 399.

(5) الكهف، / 5 و راجع أوائل سورة البقرة.

(6) الكهف / 22، و راجع سورة: المنافقون / 1، و سورة البقرة / 8-16.

/ صفحه 254/

الأستاذ الامام بعقب ما مر و ما أشرنااليه من قبل: ((و قد يأتى في الحكاية بالتعبيرات المستعملة عند المخاطبين أو المحكى عنهم، و ان لم تكن صحيحة في نفسها كقوله: ((كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)) وكقوله:((بلغ مطلع الشمس)) و هذا الاسلوب مألوف، فاننا نرى كثيراً من كتاب العربية و كتاب الافرنج يذكرون آلهة الخير و الشر في خطبهم و مقالاتهم، و لا سيما في سياق كلامهم عناليونان و المصريين القدماء، و لا يعتقد أحدهم شيئاً من تلك الخرافات الوثنية، و يقول أهل السواحل: غربت الشمس، أو سقط قرص الشمس في البحر أو في الماء، و لا يعتقدون ذلك، وانما يعبرون به عن المرئى)).(1)

و الغريب بعد هذا أن يقول خصوم القرآن انه يقر هذا الباطل و هو يحكى الماضى ((كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون الا كذباً)) و كل هذهالمحاولاات الباطلة يقصدون بها أن قصص القرآن تخليط بين الكذب و الخطأ و التزييف، كأنهم مأجورون على ذلك البهتان و الزور.

9- ولما كان القرآن يرمى من وراء قصصه إلىالعظة و الاعتبار تراه يكرر القصة و يعيدها في كل مناسبة تقتضيها، منوها في كل مرة بما توحى به من عبرة و موعظة، مقتصراً منها على ما يستوجبه المقام موجزاً أو باسطاً حيثيحسن هذا أو ذاك، لان القصة الواحدة ينتفع بها في أكثر من موضع(2)، و من هنا كانت القصص المكررة متكاملة و ان لم تكن مستوعبة دائماً، فهى يكمل بعضها بعضا، فقد ترد بعضعناصرالقصة أول مرة، فاذا أعيدت وردت عناصر أخرى لم ترد في المرة الاخرى، لان المقام يقتضى ذكرها هذه المرة. و الأمر اذاً، هو اختيار الحوادث و المواقف التي تناسب كلموطن(3)، و في ذلك يقول الشيخ محمد عبده: ((بينا أن قصة نوح (عليه السلام) جاءت في عدة سور، في كل سورة منها ما ليس في

ــــــــــ

(1) تفسير المنار: ج 1 ص 399.

(2) الرازى: ج 7 ص 464.

(3) الرازى: ج 7 ص 109 و ج 6 ص 405، و قصة ابراهيم في سورتى الانبياء و الصافات، و قصة لوط في سورتى هود و الشعراء.

/ صفحه 255/

سائرها، ولهذا لم يذكر فيها من حادثة الطوفإن الا ما يفيد العبرة و الموعظة المقصودة بالذات منها، فذكرت في بعضها بآية و في بعضها بآيتين فما فوقهما من جمع القلة، و ما في هذهالسورة - سورة هود - هو أطولها جميعاً))(1)، و بهذا يندفع ما يورده المبشرون و أضرابهم من اتهام القرآن بالتناقض و الاختلاف.

و إذا كانت قصص القرآن متكاملة فهى أيضاًمتشابهة، أى يشبه بعضها بعضاً في المنهج و الاسلوب و الهدف، فهى متشابهة في طريقة الاداء القائمة على اختيار المناسب لكل موضع تحقيقاً للعظة و الاعتبار، و هي متشابهة فيالاسلوب البليغ الذي يتفرد به القرآن الكريم، و هي متشابهة في الهدف الذي يرمى اليه من بعث الهداية و التأثير، يكون ذلك عند تكرار القصة الواحدة كما هو بين القصص كله، وكذلك تتحقق هذه المشابهة عند تكرار المعانى و ان اختلفت الالفاظ.

10- و هنا نقف لحظة عند من يقولون ان القصص القرآنى من المتشابه بذلك المعنى الاصطلاحى الذي يدور بينالتفويض و التأويل جرياً منهم وراء الذهاب في نصوص القصص مذهب التفويض و التأويل حسبما يرغبون من فروض يفرضونها على القرآن لايمكن أبداً أن تقبلها نصوصه و أساليبهالقصصية، يعلم ذلك من وقف عند قوله تعالى: ((و الارض جميعاً قبضته يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه)) و قوله: ((الرحمن على العرش استوى)) و قال انه من المتشابه الذي يجرىفيه التسليم أو التأويل، و أن ظاهره مما يتنافى مع التنزيه، و أنه يفهم على طريقة التمثيل أو المجاز(2).

أما القصص القرآنى فليس من هذا الباب، اذ ليس في نصوصه ما يستوجبهذا التأويل، و لم يقل الشيخ محمد عبده و لا غيره من الثقات ان القصص من المتشابه بذلك المعنى الدائر بين التفويض و التسليم، و انما عرض الشيخ محمد عبده في تفسير المنارلقصة الخليفة و أول فيها، لا من حيث أنها قصه و انما قال ما قاله هناك لانه

ــــــــــ

(1) راجع تفسير المنار: ج 12 ص 101، و تفسير الرازى: ج 5 ص 16.

(2) راجع تفسيرالمنار: ج 1 ص 252.

/ صفحه 256/

رأى أنها من الايات المتشابهات التي لايمكن حملها على ظاهرها، لانها بحسب قانون التخاطب اما استشارة، و ذلك محال على الله و امااخبار منه سبحانه للملائكة و اعتراض منهم ومحاجة و جدل، و ذلك لايليق بالله أيضاً و لا بملائكته، و لا يجامع ما جاء به الدين من وصف الملائكة بكونهم، ((لا يعصون الله ماأمرهم و يفعلون ما يؤمرون))(1)، فالاستاذ الامام لم يؤوّل في هذه القصة الا لمجرد أنه جاء فيها ما ينافي ظاهره التنزيه والعصمة، و هذا شأن عام في كل ما جاء على هذا النحو منقصص و غيره و لاريب أن القصص القرآني لم بجي كله و لا معظجه على هذا الغو المخالف بظاهره لما يجب لله من تنزيه حتى يصح اجراء التأويل فيه)) و سنفرد فيما بعد مقالا لقصةالخليفة و كيف وقف منها الأستاذ الشيخ محمد عبده.

و يجدر بنا هنا - كما يقول الأستاذ الاكبر الشيخ محمود شلتوت - أن نشير في ايجاز إلى فرق واضح بين ما يكون تأويلا، و مايكون على خلااف الواقع: ((فالتأويل أن يصرف اللفظ عن ظاهره المعروف إلى معنى آخر ثابت مقرر قريباً كان أو بعيداً، فيكون هناك معنى يحمل اللفظ عليه، و مثاله أن يفسر النملمثلا في قصة سليمان بقبيلة ضعيفة، أو يفسر احياء الموتى في قصة عيسى بتعليم الجاهلين و ارشاد الضالين، أو تفسر الكواكب في قصة ابراهيم بجواهر نورانية نورها عقل لا حس،كماذهب إلى ذلك بعض الباطنية، أو يفسر ((و السموات مطويات بيمينه)) بالاستيلاء و التمكن و القوة، كما هو مذهب أهل البيان، فاللفظ في كل هذا له معنى عند المؤوّل و ان كان غيرظاهره، أما في مثل القصة التي يقال فيها انها لاتتحرى الصدق و لا التعبير عن واقع حدث، و انما يراد بها مجاراة واقع نفسى لأحد من الناس، أو يراد بث غرض من الاغراض التيتترتب على مضمونها، فليس هذا بتأويل، لان ألفاظ القصة على هذا لاتعبر عن معنى من المعانى لا ظاهراً و لا تأويلا))(2).

ــــــــــ

(1) تفسير المنار: ج 1 ص 252 و مابعدها، و تعليق للاستاذ الاكبر الشيخ محمود شلتوت من تقرير له، و ذلك عند تفسير المنار للايات الكريمة: ((و اذ قال ربك الملائكة انى جاعل في الارض خليفة)) من سورة البقرة.

(2) من تقرير للاستاذ الاكبر الشيخ محمود شلتوت بشأن مشروع رسالة ((الفن القصصى في القرآن الكريم)).

/ صفحه 257/

11- و إذا كان المبشرون و من لف لفهم يطعنون فيصدق القصص القرآنى و يدّعون لذلك أنه مخالف للتاريخ القديم من جهة، و لما في التوراة و الانجيل من جهة ثانية، ثم يستغلون اسم الأستاذ الامام الشيخ محمد عبده استغلالاجاهلا كاذباً في هذا المجال، فقد آن الاوان لتناول هذا الجانب من البحث في هذه الفصول.

إلى أى مدى يصح لنا الاعتماد على التاريخ لنحكمه في قصص القرآن؟ كان المعقول أننتخذ من التاريخ الوثيق مقياساً نحتكم اليه في بيان القيمة الواقعية الحقة لقصص القرآن، ولكن صحة المنهج تقضينا أن نوثق التاريخ أولا، و أن ننتهى إلى أنه حق مطلق لاتحريففيه و لا تبديل، و هنا نسير مطمئنين في ضوء الحق اليقين لنقيس عليه القصص القرآنى و نفصل في قيمته التاريخية، ولكن أنّى لنا هذه الثقة الحاسمة في أخبار التاريخ القديمالذي لم يدوّن في حينه، و لم تستكشف وثائقه و مصادره، و ان ما يروى منه نتف مضطربة، و أساطير تافهة، و روايات مخلطة، لاتنتهى أبداً إلى يقين يمكن الاطمئنان اليه أوالاعتماد عليه في تحقيق صور الماضى و اتخاذها مقياساً حاسماً نحتكم اليه في بيان صدق القرآن أو ضد ذلك.

و عن هذا التاريخ القديم نجد الرازي عند تفسير قوله تعالى: ((وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحاً لعلى أبلغ الاسباب أسباب السموات فأطلع إلى اله موسى))(1) يورد الاعتراض على هذه الاية بأن هامان لم يكن موجوداً زمن موسى و فرعون، ثم يقول:((والجواب أن تواريخ موسى و فرعون قد طال بها العهد و اضطربت الاحوال و الادوار، فلم يبق على كلام أهل التاريخ اعتماد في هذا الباب، فكان الاخذ بقول الله أولى)).(2)

ويقول الأستاذ الشيخ محمد عبده عن حال التاريخ قبل الاسلام: ((كانت مشتبهة الاعلام، حالكة الظلام، فلا رواية يوثق بها، و لاتواتر يعتد به بالاولى)) يقول هذا الكلام في نسبةقصص القرآن إلى التاريخ، و قبل ذلك قال: ((يظن كثير من الناس الان - كما ظن كثير من قبلهم - أن القصص التي جاءت في القرآن يجب أن

ــــــــــ

(1) غافر: 36 و 37.

(2)تفسير الرازى، ج 7 ص 218.

/ صفحه 258/

تتفق مع ما جاء في كتب بني اسرائيل المعروفة عند النصارى بالعهد العتيق أو كتب التاريخ القديمة)) ثم يقول في هذا الشأن نفسه:((و إذا ورد في كتب أهل الملل أو المؤرخين ما يخالف بعض هذه القصص، فعلينا أن نجزم بأن ما أوحاه الله إلى نبيه ونقل الينا بالتواتر الصحيح هو الحق و خبره الصادق، و ما خالفههو الباطل، و ناقله مخطىء أو كاذب فلا نعده شبهة على القرآن و لا نكلف أنفسنا الجواب عنه)) و يقول: ((و قد قلت لكم غير مرة انه يجب الاحتراس في قصص بني اسرائيل و غيرهم منالانبياء، و عدم الثقة بما زاد على القرآن من أقوال المؤرخين و المفسرين، فالمشتغلون بتحرير التاريخ و العلم اليوم يقولون معنا انه لايوثق بشىء من تاريخ تلك الازمنةالتي يسمونها أزمنة الظلمات الا بعد التحرى و البحث و استخراج الاثار، فنحن نعذر المفسرين الذين حشوا كتب التفسير بالقصص التي لايوثق بها لحسن قصدهم، ولكننا لانعول علىذلك بل ننهى عنه و نقف عند نصوص القرآن لانتعداها و انما نوضحها بما يوافقها إذا صحت روايته.(1)))

و نحن مع ذلك لن نغلق باب الجدل في وجه المعارضين، فليأتوا بدليل يثبتدعاواهم ان كان عندهم دليل، أما أن يعكسوا الوضع و يفرضوا على القرآن تهماً من عند أنفسهم، ثم يلجئوا إلى آى الذكر الحكيم فيتعسفوا في فهمها، و إلى أقوال العلماءفيفهموها خطأ أو يحرفوها و يبتروها و يزوروا فيها - كما سترى - فإن ذلك لايستحق الوقوف عنده، و لا الاستماع اليه.

12- أما عن التوراة و الانجيل و مكانهما من التوثيق، و ماعسى أن يكون لهما من حجية في هذا السبيل، فإن الأمر فيهما سهل نترك الكلام فيه لاصحابهما و قبل ذلك أرجو أن يلاحظ القراء أن ما أورده هنا ليس الا نقطة صغيرة جداً مما نشر فيهذا الموضوع، و لم يقصد به مهاجمة أهل الكتاب، و ان كان يحتمه البحث العلمى المنصف المستنير، و نبدأ بالتوراة.

يعترف القرآن الكريم بالتوراة كما أنزلت على موسى، أى فيصورتها الاصيلة،

ــــــــــ

(1) تفسير المنار: ج 1 ص 347.

/ صفحه 259/

غير المبدلة، و سأترك شهادة القرآن بذلك الان، و أورد ما قاله العلماء الغربيونأنفسهم، فالتوراة عبارة عن الاسفار الخمسة الاولى من العهد القديم: تكوين - خروج - لاويون - عدد - تثنية. فالسفر الاول يتناول قصة خلق العالم، و الثانى خروج بني اسرائيل منمصر و فيه الوصايا العشر من صورتين مختلفتين يرجح أنها ليست لموسى، و سفر اللاويين خاص بالطقوس الدينية و هارون و أبنائه، و سفر التثنية أو تثنية الشريعة أو اعادتها، و لميصلنا هذا السفر في صورته الاولى، بل تناولته يد التغيير و التبديل، و النص الموجود يدل على أنه خليط من نسخ متنوعة مختلفة، و يرجح أن تأليفه كان بعد عصر النبوة، و لا يوجدفي التوراة التي بين أيدينا خبر يدل على أن موسى هو الذي جاء بها، أو أنها هي التي أنزلت عليه، بل على النقيض من ذلك يوجد فيها ما يؤيد عكس ذلك(1) من ذلك ما جاء في الايةالسادسة من الاصحاح الرابع و الثلاثين من سفر التثنية عن وفاة موسى: ((و لايعرف شخص قبره حتى يومنا هذا)) فبعيد كل البعد أن يكون هذا الخبر صادراً عن موسى نفسه، و في الايةالعاشرة من نفس الاصحاح: ((لم يقم بعد نبى في بني اسرائيل مثل موسى)) و بعيد جداً أن يكتب موسى عن نفسه في الاية الثالثة من الاصحاح الثانى عشر من سفر العدد فيقول: ((و أماالرجل موسى فكان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الارض)) فمثل هذه الايات تدل على أن المؤلف شخص آخر غير موسى.

و قد أثبت النقد العلمى الذي نهض به ربانيواليهود أن التوراة التي بين أيدينا ليست من تأليف شخص واحد، و نتيجة هذا و غيره أن التوراة ليست من الثقة بحيث يحتج بها على قصص القرآن و يحتكم في قيمه اليها.

فاذارجعنا إلى القرآن الكريم بعد ما سبق نجده يقول في سورة الانعام: ((و ما قدروا الله حق قدره إذا قالوا ما أنزل الله على بشر من شىء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها و تخفون

ــــــــــ

(1) رجعت في هذا الفصل إلى مجلة لواء الاسلام عدد 9 من السنة 4 للاستاذ عبدالوهاب حمودة.

/ صفحه 260/

كثيراً))(1) و في سورة آل عمران: ((ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم و هم معرضون))(2) يقول الأستاذ الشيخ محمدعبده في تفسير هذه الاية: ((ان ما يحفظونه من الكتاب هو جزء من الكتاب الذي أوحاه الله اليهم، و قد فقدوا سائره، و هم مع ذلك لايقيمونه بحسن الفهم له و التزام العمل به، و لاغرابة في ذلك، فالكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى (عليه السلام) التي يسمونها بالتوراة لا دليل على أنه هو الذي كتبها، و لا هي محفوظة عنه، بل قام الدليل عند الباحثين منالاوربيين على أنها كتبت بعده بمئات السنين)) و يقول القرآن الكريم: ((و ان منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب و ما هو من الكتاب و يقولون هو من عندالله وما هو من عندالله و يقولون على الله الكذب و هم يعلمون)).(3)

13- كذلك يعترف القرآن الكريم بالانجيل، ولكن في صورته الاصلية التي أوحيت إلى عيسى (عليه السلام)، و لمينلها التبديل و التحريف: ((وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة و آتيناه الانجيل فيه هدى و نور))(4). و الاناجيل كثيرة جداً، حتى قيل آنهابلغتنيفاً و مائة انجيل، ولكن الكنائس و المجامع الدينية المسيحية تعترف بأربعة منها، هي انجيل متى، و انجيل مرقس، و انجيل لوقاً، و انجيل يوحنا، و لم يكتب شىء من هذهالاناجيل و لاغيرها في زمن المسيح (عليه السلام) و في حياته، فهى منقطعة السند، و لاتوجد نسخة انجيل بخط من تلاميذ ذلك المؤلف. يقول (هورن) في تفسير التوراة في الفصلالثانى بالقسم الثانى من المجلد الرابع: ((ان الاخبار التي يقصها المؤرخون القدامى للكنيسة عن تأليف الاناجيل بتراء و غير موثوق بها، بل هي هزيلة جداً، حتى لايستطيعالباحث أن يستخلص مها أمراً معينا أو يصل إلى نتيجة ما، و الشيوخ القدماء الاولون صدقوا هذه الروايات الواهية و كتبوها، و جاء الذين بعدهم فقبلوا

ــــــــــ

(1)الاية: 91.

(2) الاية: 23

(3) راجع تفسير الكشاف، ج 1 ص 197.

(4) المائدة: 46.

/ صفحه 261/

ما وجدوه مكتوباً تعظيماً لسلفهم، على أن ما في تلكالاناجيل من الاخبار و القصص بعضها باطل، و بعضها صادق، و بعد مضى مدة اعتبرت كأنها فوق النقد)).(1) ثم يثبت أن تلك الاناجيل كتبت بعد المسيح بأزمنة بعيدة، و تقول دائرةمعارف الكتاب المقدس (ص 4980) من المجلد الرابع: ((ان العهد الجديد كتبه كتاب مسيحيون للمسيحيين، هذا و انه كتب باللغة اليونانية، و كان أسلوبه باللغة الدارجة و ان ما بينالاناجيل من التناقض مع ذلك لم يكن اتفاقاً و مصادفة، بل كان عن قصد و عمد، و الظاهر أن يد التغيير في نصوصها قد امتدت إليها من عهد قديم منذ طفولتها و الحق الذي ينبغى أنيقال ان العهد الجديد لم يكن يعتبر منذ نشأته أنه كتاب موحى به، لذلك كانت التنقيحات التي تتناوله يقدم عليها في غير ما تردد، و لا تحرج كلما دعت الضرورة إلى ذلك)) و كتب(موريس غوغويل) من علماء فرنساً يقول: ((ان كثيراً من روايات الاناجيل غير واقعية، بل مطبقة على التقاليد النصرانية تطبيقاً لمجرد الدعاية أو بحسب الاعتقاد، و ان هذا فيواد، و التاريخ في واد)).

و التناقض شائع بين الاناجيل، نذكر منه مثالا واحداً هنا، فقد ورد في انجيل يوحنا الاصحاح 1: أرسل اليهود الكهنة و اللاويين إلى يوحنا (يحيى)ليسألوه من أنت; فقالوا له: هل أنت ايليا؟ فقال لهم: لست ايليا، و قال متى ص 11: ان المسيح قال ان أردتم أن تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع أن يأتى، يريد بذلك يوحنا (يحيى) و قالمتى أيضاً ص 17: و سأله تلاميذه قائلين: فلما ذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغى أن يأتى أولا؟ فأجاب يسوع و قال لهم: ان ايليا يأتى أولا و يرد كل شىء، ولكنى أقول لكم ان ايليا قدجاء و لم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا، كذلك ابن الانسان أيضاً سوف يتألم منهم، حينئذ فهم المسيح أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا).

فأى النصين نصدقه:قول يحيى الذي قال اننى لست بايليا و هو رسول لايكذب أم قول عيسى الذي قال انه ايليا؟ و هذا من أثر المصنفين.

ــــــــــ

(1) راجع في فصل الانجيل مجلة لواء الاسلامسنة 4 عدد 10 للاستاذ عبدالوهاب حمودة.

/ صفحه 262/

و يقول القرآن الكريم: ((يأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب و يعفو عن كثيرقد جاءكم من الله نور و كتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات إلى النور باذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم))(1)، و قال عن اليهود: ((فويل للذينيكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا))(2)، و يقول: ((يأهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة و الانجيل))(3) و هكذا ليس الانجيل منالثقة متناً و سنداً حتى يحتج به على قصص القرآن كما يدعى المغرضون.

14- ننتهى بعد ذلك إلى القرآن الكريم لنعرف مكانته في التوثيق أولا، و موقفه من التاريخ و التوراة والانجيل ثانياً، و رأيه في قصصه ثالثاً.

و قد بينا منذ حين أن التاريخ القديم الذي يوازنونه بالقرآن، و يريدون أن يحكموه في قصصه، هذا التاريخ لايمكن الاعتماد عليه أوالثقة به، فلا سلطان له على القرآن، و يبقى القرآن بذلك صادق القصص واقعى الانباء، و لا سيما أنه وثيق المتن و السند، كذلك كان موقفه من التوراة و الانجيل، فهو قد أثبتعليهما التغيير و التبديل، و أيده في ذلك ما قاله علماء اليهود و النصارى، و اذاً فلا قيام لشبهة يوردها المبشرون، و أضرابهم على قصص القرآن و تاريخه، كما لاقيمة لمايوردونه على تشريع القرآن و عقائده، فالقرآن مهيمن على كل ما سواه من تاريخ و كتب سماوية، و هو مصدق لها فيما لم يحرف، و مبين لما كانوا يخفون و يحرفون: ((يأهل الكتاب قدجاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب)).(4) ((ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون))(5)، ((و أنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بينيديه من الكتاب و مهيمناً عليه))(6).

و القرآن يقول عن قصصه كثيراً و دائماً انه القصص الحق، و يقول عن الرسل: ((لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الالباب ما كان حديثاً يفترىولكن تصديق الذي بين يديه)).(7)

ــــــــــ

(1) المائدة: 15.

(2) البقرة: 79.

(3) المائدة: 68.

(4) المائدة: 15.

(5) النمل: 76.

(6) المائدة:48.

(7) يوسف: 111

/ صفحه 263/

15- و لسنا في حاجة إلى الكلام في توثيق القرآن لولا أننا نكتب هذا سداً لحاجة المنهج من وجه، و لمن يريد أن يلم بذلك ممن لميستوعبوا تاريخ القرآن، ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظه: ((انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون))(1) ((و انه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل منحكيم حميد))(2)، لذلك توافرت له كل أسباب الحفظ، و تكاملت له عوامل الصيانة، فبقى كما أنزله الله على محمد لم ينله تغيير و لا تبديل(3).

فقد كان للرسول كتاب يكتبون الوحىبين يديه على أثر نزول الايات، و من أشهرهم زيد بن ثابت شيخ هؤلاء الكتاب، و كان الرسول حريصاً على أن لايفلت شىء منه، فكان يحرك به لسانه و شفتيه حرصاً على حفظه، فأنزلالله عليه: ((لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه و قرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه))(4)، كما كان يشجع القراء على حفظ القرآن و يحتم على الناس قراءة شىء منه في الصلاة، وهكذا جمع القرآن في حياة الرسول أول ما جمع كاملا وثيقاً، و لما توفي عليه الصلاة و السلام و كانت حركة الردة و قتل فيها كثير من القراء أمر أبوبكر زيد بن ثابت فجمع القرآنمما كتب فيه من العسب و اللخاف، مستأنساً بما حفظ الحافظون، و سجل القرآن في صحف بقيت عند أبى بكر فعمر فابنته حفصة حتى أخذها عثمان و عمل على كتابة عدة مصاحف وزعها بينبعض الامصار الاسلامية، و هي التي بقيت صورتها إلى الان، و يقول الناس دائماً المصحف العثمانى لذلك.

و خلاصة هذا البحث أن القرآن الكريم لايمكن أن يتحاكم إلى التاريخالقديم و لا التوراة و الانجيل، اذ ثبت أنه الثقة الحجة، و أنه هو الذي يهيمن على ما سواه و أن قصصه حق لا شك فيه، و أن الشك فيه ضلال كبير لا يليق بمسلم و لا بعالم، و لنقلبعد ذلك في المنهج السليم لدراسة القصص القرآنى، ثم في مادته و ما يدور حولها من شبهات.

ــــــــــ

(1) الحجر: 6.

(2) فصلت: 42.

(3) راجع مجلة لواءالاسلام سنة 4 عدد 8 للاستاذ عبدالوهاب حمودة.

(4) القيامة: 16.

 

/ 1