لا یأتون بمثله نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

لا یأتون بمثله - نسخه متنی

محمد قطب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وكافيا- وحده- لإقامة التحدى أمام الإنس
والجن إلى قيام الساعة‍‍‍‍‍‍!
القرآن معجز فى جميع مجالاته، وعلى جميع
أصعدته00
وإذا كان القدامى- لأسباب مفهومة- قد
وجهوا أكبر اهتمامهم للإعجاز البيانى،
الذى تحدى القرآن به الجاهلية العربية
وآلهتها المزيفة، فقد آن لنا أن نتدبر
جوانب الإعجاز الأخرى فى هذا الكتاب
المعجز، التى لا تقل إعجازا عن الإعجاز
البيانى، والتى نحن فى حاجة إلى تدبرها،
وبيانها، وإبرازها، لتحدى الجاهلية
المعاصرة، التى تتخذ صورة ((العلمانية))،
وترفع
شعارات((العلم))و((العقلانية))و((التنوير))؛
لتفتن الناس عن ربهم ودينهم،
وتؤله((الإنسان)) بدلا من الله، وتسعى-
بحماقة- إلى تدمير الإنسان، بإبعاده عن
مصدر النور الحقيقى:
((الله نور السموات والأرض))(^)0
((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله
متم نوره ولو كره الكافرون* هو الذى أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون))(^)0
ولن يفى كتاب واحد- مهما تضخمت صفحاته-
بالحديث عن كل مجالات الإعجاز فى القرآن،
فهى فى حاجة إلى أن يتفرغ لها كتاب
وباحثون، بحيث تتكون من مجموع بحوثهم
مكتبة كاملة من إعجاز القرآن، سواء
الإعجاز البيانى الذى لا تنفد عجائبه، أو
الإعجاز الدعوى، بوصفه كتاب دعوة قد أبرز
عقيدة التوحيد الصافية كما لم يبرزها كتاب
قط، ودخل بها إلى قلوب البشر من جميع
منافذها وأقطارها كما لم يفعل كتاب قط، أو
الإعجاز التشريعى الذى تضمن شريعة
متكاملة وافية بحياة البشر ومتطلبات
وجودهم لا فى زمان نزولها فحسب، بل مهما
امتد بهم الزمن وتعددت مجالات الوجود، أو
الإعجاز التربوى الذى أخرج خير أمة أخرجت
للناس، أو الإعجاز العلمى الذى تتكشف
آياته كلما زاد البشر علماً بما حولهم من
الكون00
ولكن ضخامة الجهد المطلوب، وسعة الميادين
المفتوحة للدراسة والبحث، لا تمنعنى أن
أدلى بجهدى المتواضع الذى لا أبغى به أكثر
من أن يكون مجرد إرشادات، لعلها تحفز
الباحثين إلى أن يبحثوا، والمفكرين إلى أن
يتدبروا كما أمرهم الله: (أفلا يتدبرون
القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافاً كثيراً) (^) 0
أرجو الله أن يجعل هذا العمل خالص لوجهه،
وأن يتقبل منى جهدى على ضآلته، وأن يعيننى
على ذكره وشكره وحسن عبادته؛ فما أحوجنى
إلى عونه، وما أحوجنى إلى رضاه، وما
أحوجنى إلى عفوه عن الزلات والهفوات
والغفلات00 اللهم عفوك ورضاك يا أكرم
الأكرمين0
من الإعجاز البيانى
كتب الكثير عن الإعجاز البيانى
للقرآن،ولست هنا أضيف شيئاً إلى ما قيل،
وإنما هى وقفات سريعة تمثل بعض إنطباعاتى
فى هذا المجال0
أشرت من قبل فى كتاب ((دراسات قرآنية)) إلى
ما يطلق عليه ظاهرة التكرار فى القرآن0
وقلت إن القرآن نادر جدا فى القرآن الكريم
لا يتجاوز آيات معدودة جاءت بنصها فى أكثر
من سورة0 ولكن الظاهرة الحقيقية ليست هى
التكرار إنما هى التشابه الذى يؤدى إلى
التنوع، وقلت إنها كثمار الجنة تبدو لأول
وهلة أنها هى هى، ولكنها عند المذاق يتبين
الفرق بينها وبين ما كان من قبل: (كلما
رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذى
رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً) (^)0
وهذا التشابه الذى يؤدى إلى التنويع هو
ذاته لون من الإعجاز0 فالموضوع الواحد
يعرض مرارا، ولكنه يعرض فى كل مرة مختلفا
عما سبقه نوعا من الاختلاف، فيكون جديدا
فى كل مرة، ويكون- مع التلاوة المستمرة
للقرآن- متجددا على الدوام0
وقد يكون الاختلاف فى حرف واحد، ولكنه
يغير الصورة!
خذ هذا النموذج:
((وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء
العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم
وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم)) (^)0
((وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله
عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء
العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم
وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم))(^)0
هناك نوعان من الاختلاف بين الآيتين - وإن
كان موضوعهما واحدا - فالآية الأولى خطاب
من الله تبارك وتعالى إلى بنى إسرائيل
يذكرهم بنعمه عليهم، ويمن عليهم بأنه
نجاهم من آل فرعون الذين يسومونهم سوء
العذاب، والثانية خطاب من موسى عليه
السلام إلى قومه يذكرهم بنعم الله عليهم،
ويذكرهم بالذات بتلك النعمة الكبرى، وهى
تنجيتهم من آل فرعون الذين يسومونهم سوء
العذاب، بالإضافة إلى التغيير فى صيغة
الفعل: نجيناكم وأنجاكم، أحدهما متعد

/ 83