سلمان الفارسی فی مواجهة التحدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سلمان الفارسی فی مواجهة التحدی - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بالإنسان، ولا هي تمنحه الفرصة ليسمو هو
بها على الاُقل..
بل هي تكبله بما شاءت من قيود، وحدود،
وتشده إلى الأرض؛ ليخلد إليها. وليتعامل ـ
من ثم ـ مع كل شيء، بنظرة ضيقة، وعقلية
متحجرة، وروح ممسوخة، وقاسية، وحتى حاقدة
أيضاً..
وليواجهك ـ من ثم ـ بكل الأساليب
الملتوية، والممارسات الخاطئة، والمواقف
المهزوزة، والمشينة في كثير من الأحيان..
(10)
دراستنا لسلمان المحمّدي:
ومن هنا.. فإننا لن نسمح لدراستنا لحياة
سلمان المحمّدي، أن تتخذ إلا طابع
الاستفادة من التجربة الفاضلة، لتسمو
بنا، ونسمو نحن بها، لتكون ربيعاً لنا
نتخير من أزهاره، ونجني من أثماره، ونلتذ
بأفانين تغريد أطياره.
ونكون نحن لها التجسيد الحي، والنموذج
الفذ، والمثل الأعلى..
ولكننا.. إذ نؤمن بأن قضايا التاريخ، مما
لا يمكن حسم الأمر فيها، بسهولة، الأمر
الذي يتخذ صفة الضرورة، قبل أن يمكن
استيحاء العبرة والفكرة من أية قضية..
فإننا وجدنا أنفسنا تائهين في آفاق
التحقيق والتقصي، لا نكاد نلتفت إلى
أنفسنا، ولا أن نعي موقعنا حتى يشدنا تيار
تحقيقي آخر إليه، لنصبح ـ من ثم ـ أسرى بين
يديه..
ولأجل ذلك.. فقد أصبح من الطبيعي أن نقدم
دراسة تكاد تكون متمحضة في هذا الاتجاه،
لولا لفتات هنا، ولمحات ولمعات هناك..
ولكننا قبل أن نقدم إلى القارىء الكريم
حصيلة تلك الجولة نود أن نقدم إليه باقة من
حياة سلمان، على شكل معلومات أولية، من دون
ذكر مصادر لها فعلاً (1).
ما دمنا نشعر بالحاجة إلى التعرف ـ نسبياً
ـ على بعض مفاصل حياته رضوان الله وسلامه
عليه.. فنقول:
معلومات أولية:
اسمه: سلمان.
ــــــــــــ
(1) ويكفي للاطلاع على جانب من حياته رحمه
الله مراجعة كتاب بحار الأنوار وكتاب
سفينة البحار، وكتاب نفس الرحمن في فضائل
سلمان.
(11)
كنيته: أبو عبد الله‏، أو أبو الحسن، أو
أبو إسحاق.
ولادته: لا مجال لتحديدها.
وفاته: سنة أربع وثلاثين للهجرة.
عمره: قيل: عاش ثلاث مائة سنة، وقيل: أقل،
وقيل: أكثر.
بلده: جي (قرية في أصفهان). وقيل: إنه من
رامهرمز، من فارس.
محل دفنه: المدائن.. بلد قرب بغداد، فيه
قبره رحمه الله، وقبر حذيفة بن اليمان..
أبوه: كان أبوه دهقان أرضه.
عداده: وهو يعدّ من موالي رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم.
وكان قد تداوله بضعة عشر رباً، حتى أفضى
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان قد قرأ الكتب في طلب الدين.
حرفته: كان يسفّ الخوص، ويبيعه ويأكل منه،
وهو أمير على المدائن.
إسلامه: عدّ في بعض الروايات هو وعلي عليه
السلام من السابقين الأولين. كما قال ابن
مردويه ويقال: بل أسلم أوائل الهجرة، كما
سيأتي.
مشاهده: روي: أنه شهد بدراً وأحداً، ولم
يفته بعد ذلك مشهد.
عطاؤه: خمسة آلاف، وكان يتصدق به، ويأكل
من عمل يده.
بيت سكناه: لم يكن له بيت يسكن فيه، إنما
كان يستظل بالجدر والشجر، حتى أقنعه البعض
بأن يبني له بيتاً، إن قام أصاب رأسه سقفه،
وإن مدّ رجليه أصابهما الجدار.
من خصائص سلمان:
قد عرفنا من بيت سكناه ومن حرفته، ومما
يصنعه بعطائه زهد سلمان، وعزوفه عن
الدنيا، ولا نريد استقصاء ذلك هنا أكثر من
ذلك..
(12)
وقد وصفه البعض بأنه: كان خيراً فاضلاً،
حبراً عالماً، زاهداً، متقشفاً (1). وكانت
له عباءة يفرش بعضها، ويلبس بعضها..
كان يحب الفقراء ويؤثرهم على أهل الثروة
والعدد.
وكان ـ حسبما يقال: يعرف الاسم الأعظم.
وكان من المتوسمين.
والإيمان عشر درجات، وكان سلمان في
الدرجة العاشرة.
وكان يحب العلم والعلماء.
إن سلمان ـ حسبما روي عن الإمام الصادق
عليه السلام ـ كان عبداً صالحاً، حنيفاً،
مسلماً، وما كان من المشركين. وفي حديث عنه
صلى الله عليه وآله وسلم: لا تغلّطنّ في
سلمان، فان الله تبارك وتعالى أمرني أن
أطلعه على علم البلايا والمنايا
والأنساب، وفصل الخطاب..

/ 58