ابعاد الحج فی کلام الامام الخمینی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابعاد الحج فی کلام الامام الخمینی - نسخه متنی

جمعیة المعارف الاسلامیة الثقافیة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في جوار بيت الله المليء بالبركات، راعوا
آداب الحضور في الساحة المقدّسة للعلي
العظيم، وحرّروا قلوبكم أيُّها الحجّاج
الأعزّاء من جميع الارتباطات المتعلقة
بغير الله، وأخرجوا من قلوبكم غير حب
الله، ونوّروها بأنوار التحليات الإلهية،
حتى تكون الأعمال والمناسك في سيرها إلى
الله مليئة بمضمون الحج الإبراهيمي وبعده
بالحج المحمدي، وبمقدار تخفيف الحمل من
أفعال الطبيعة يسلم الجميع من أوزار المنى
والمنية، وبحمل ثقل معرفة الحق وعشق
المحبوب تعودون إلى أوطانكم وتجلبون
للأصدقاء هدايا النعم الإلهية الأزلية
بدل الهدايا المادية الفانية، وبقبضات
مليئة بالقيم الإنسانية الإسلامية التي
بعث لأجلها الأنبياء العظام من إبراهيم
خليل الله إلى محمد حبيب الله صلى الله
عليه وآلهم أجمعين، تلتحقون بالرفاق
عشّاق الشهادة. هذه القيم والدوافع التي
تحرِّر الإنسان من أسر النفس الأمَّارة
بالسوء، وتنجّي من الارتباط الشرق
والغرب، وتوصل إلى شجرة الزيتون المباركة
اللا شرقية واللا غربية.
الحج سؤال الله:

إنتبهوا إلى أن السفر إلى الحج ليس سفراً
للتجارة، وليس سفراً لتحصيل أمور الدنيا،
إنما هو سفر إلى الله. أنتم ذاهبون إلى بيت
الله الحرام، فأتمّوا كل الأمور والأعمال
المطلوبة منكم بطريقة إلهية. إن سفركم
الذي يبدأ من حين التهيّؤ هو وفادة إلى
الله، سفر إلى الله تعالى وكما أن
المسافرين إلى الله أمثال الأنبياء (عليهم
السلام) والعظماء من ديننا، مسافرون إلى
الله في جميع أحوالهم وأوقات حياتهم، ولم
يتخلّفوا خطوة واحدة عن أي شيء في برنامج
الوصول إلى الله، أنتم أيضاً تذهبون الآن
وفوراً إلى الله، في الميقات الذي تذهبون
إليه تلبون فيه نداء الله، وتقولون لبّيك
اللهم لبّيك، يعني أنت تدعونا ونحن نجيب
الدعوة، معاذ الله أن تقوموا بعمل لا
يرضاه الله تبارك وتعالى أنا لا أقبل ولا
أريدكم إذا كنتم غير إسلاميين. معاذ الله
أن تجعلوا هذا السفر سفراً للتجارة أو
تبحثوا الأمور والمسائل التجارية فيما
بينكم، أيها السادة أهل العلم، أيتها
القوافل، يا رؤساء القوافل، يا سائر
الحجاج، هذا السفر سفر إلى الله وليس
سفراً إلى الدنيا، فلا تلوّثوه بها.
أخلصوا في الحج:

إن أهم الأمور في جميع العبادات هو
الإخلاص في العمل وإذا قام شخص لا سمح الله
بعمل ما لأجل التظاهر به أمام الآخرين،
وعرض عمله الجيّد أمامهم، فإنه يصبح
باطلاً. ولينتبه الحجّاج المحترمون
وليواظبوا على عدم إشراك غير الله في
أعمالهم، إن الجهات المعنوية للحج كثيرة،
والمهم أن يعرف الحاج إلى أين يذهب ودعوة
من يلبّي؟ وأنه ضيف من؟ وما هي آداب هذه
الضيافة؟
وليعلم أن الغرور والنظرة الذاتية لا
يجتمعان مع حب الله وطلبه، ويتناقضان مع
الهجرة إلى الله، وبالتالي تكونان سبباً
لنقص معنويات الحج. وإذا ما تحققت هذه
الجهة المعنوية والعرفانية للإنسان، وإذا
ما تحققت لبّيك صادقة ومقرونة بنداء الحق
تعالى، حينها ينتصر الإنسان في جميع
الميادين السياسية والاجتماعية الثقافية
وحتى العسكرية، ومثل هذا الإنسان لن يعرف
الهزيمة، إلهي اجعل جزءاً من هذا السير
والسلوك المعنوي والهجرة الإلهية من
نصيبنا جميعاً.
ليلتفت أولئك الذين يذهبون إلى الحج أن لا
يخلطوا للحظة حجهم بالمعاصي. ينبغي أن يكون
كل شيء إسلامياً وكل شيء عبادة، لتكن
المظاهرات عبادة خالية من معصية، ولتكن
الشعارات عبادية، خالية من المعصية، لتكن
على النحو الذي أراده الله، وأما أن يفعل
كل واحد ما يريد ، وأن يقول لمن يريد
كلاماً سيّئاً. كلا، ليس الأمر كذلك، يجب
أن تكون هذه المسائل طبق برنامج صحيح قد
خطّط له من قبل ويجب أيضاً الانتباه لهذه
المسائل.
سرُّ المناسك:

إن الطواف حول الكعبة المشرّفة يعني أن
الإنسان لن يطوف لغير الله. ورجم العقبات
هو رجم شياطين الإنس والجن، وأنتم عندما
ترجمون عاهدوا الله أن تقتلعوا شياطين
الإنس والقوى العظمى من البلاد الإسلامية.
اليوم كل العالم الإسلامي أسير بيد
أمريكا، أحملوا من الله رسالة إلى مسلمي
القارات المختلفة للعالم الإسلامي، رسالة
أن لا تخضعوا لغير الله ولا تكونوا عبيداً
لأحد.
عندما تلفظون لبّيك لبّيك، قولوا لا
لجميع الأصنام، واصرخوا لا لكل الطواغيت
الكبار والصغار، وأثناء الطواف في حرم
الله حيث يتجلى العشق الإلهي، خلّوا
قلوبكم من الآخرين، وطهّروا أرواحكم من أي
خوف لغير الله. وفي موازاة العشق الإلهي،
تبرأوا من الأصنام الكبيرة والصغيرة

/ 16