(و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)
(النجم/3 و 4) (و لو تقول علينا بعض الأقاويل
لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين)
(الحاقة/44ـ46)بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،و الصلاة على محمد
و آله الطاهرين،و السلام على أصحابه
البررة و الميامين.
و بعد:تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل
الخلاف في الداخل ففرق أعداء الإسلام من
الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر،و ضعفنا عن
الدفاع عن بلادنا،و سيطر الأعداء علينا،و
قد قال سبحانه و تعالى: (و أطيعوا الله و
رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم)
(الأنفال/46) .
و ينبغي لنا اليوم و في كل يوم أن نرجع إلى
الكتاب و السنة في ما اختلفنا فيه و نوحد
كلمتنا حولهما،كما قال تعالى: (فإن
تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول)
(النساء/59) .
و في هذه السلسلة من البحوث نرجع إلى
الكتاب و السنة و نستنبط منها ما ينير لنا
السبيل في مسائل الخلاف،فتكون بإذنه
تعالى وسيلة لتوحيد كلمتنا.
راجين من العلماء أن يشاركونا في هذا
المجال،و يبعثوا إلينا بوجهات نظرهم على
عنوان :بيروتـص.ب 124/24 العسكري
مخطط البحث
نص الرسول على عدد الأئمة 9الأئمة الاثنا عشر في التوراة 14
خلاصة الأحاديث الآنفة 19
حيرتهم في تفسير الحديث 21
أسماء الاثنى عشر لدى مدرسة الخلفاء 31
تراجم الأئمة الاثني عشر بعد الرسول 33
نص الرسول على عدد الأئمة
حديث عدد الأئمة
أخبر الرسول أن عدد الأئمة الذين يلون من
بعده اثنا عشر،كما روى عنه ذلك أصحاب
الصحاح و المسانيد الآتية:
أـروى مسلم عن جابر بن سمرة أنه سمع النبي
يقول:
«لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو
يكون عليكم اثنا عشر خليفة،كلهم من قريش».
و في رواية:
«لا يزال أمر الناس ماضيا...».
و في حديثين منهما:
«إلى اثني عشر خليفة...».
و في سنن أبي داود:
«حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة».
و في حديث:«إلى اثني عشر» (1) .
و في البخاري،قال:سمعت النبي (ص) يقول:
«يكون اثنا عشر أميرا»،فقال كلمة لم
أسمعها،فقال أبي:قال:«كلهم من قريش».
و في رواية:
ثم تكلم النبي (ص) بكلمة خفيت علي،فسألت
أبي:ما ذا قال رسول الله (ص) ؟فقال:«كلهم من
قريش» (2) .
و في رواية:
«لا تضرهم عداوة من عاداهم» (3) .بـو في
رواية:
«لا تزال هذه الأمة مستقيما أمرها،ظاهرة
على عدوها،حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة
كلهم من قريش،ثم يكون المرج أو الهرج» (4) .
جـو في رواية:
«يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما لا يضرهم
من خذلهم كلهم من قريش» (5) .
دـ«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا
عشر رجلا» (6) .
هـو عن أنس:
«لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من
قريش،فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها» (7) .
وـو في رواية:«لا يزال أمر هذه الأمة
ظاهرا حتى يقوم اثنا عشر كلهم من قريش» (8) .
زـو روى أحمد و الحاكم و غيرهما و اللفظ
للأول عن مسروق قال:
كنا جلوسا ليلة عند عبد الله (ابن مسعود)
يقرئنا القرآن،فسأله رجل فقال:يا أبا عبد
الرحمن هل سألتم رسول الله كم يملك هذه
الأمة من خليفة؟فقال عبد الله:ما سألني عن
هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك،قال:سألناه
فقال:«اثنا عشر عدة نقباء بني اسرائيل» (9)
.حـو في رواية قال ابن مسعود:قال رسول الله:
«يكون بعدي من الخلفاء عدة أصحاب موسى» (10)
.قال ابن كثير:و قد روي مثل هذا عن عبد الله
بن عمر و حذيفة و ابن عباس (11) .
و لست أدري هل قصد من رواية ابن عباس ما
رواه الحاكم الحسكاني عن ابن عباس أو غيره.
نصت الروايات الآنفة أن عدد الولاة اثنا
عشر و أنهم من قريش،و قد بين الإمام علي
عليه السلام في كلامه المقصود من قريش و
قال:
«إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من
هاشم،لا تصلح على سواهم و لا يصلح الولاة
من غيرهم» (12) .و قال:
«اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله
بحجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا