عمار بن یاسر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عمار بن یاسر - نسخه متنی

محمد جواد الفقیه

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

غير أن ذلك لا يعني ضياع الحق وفقدان
القائد ، فالقائد موجود والحق قائم وأن
تعامت عنه عيون وصمت عن ندائه آذان.
وإن من دواعي التأمل أن يقرن التأريخ إسم
محمد (ص) بأبي سفيان ! وعلي بمعاوية بل
ويزيد بالحسين !!
فأبو سفيان قائد أول حرب عسكرية ضد الرسول
(ص) ورسالته ، وليست آخر حرب.
ومعاوية قاد الحرب الظالمة في صفين ضد
ثاني قديس في الدولة الإسلامية بعد
الرسول. ثم تلاه ولده يزيد فقتل الحسين (
سيد شباب أهل
==============================
(10)
الجنة ) ومعه رهط من آل محمد في كربلاء.
وما أروع ما قاله الشاعر :
آل حـربٍ أوقـدتـم نــار حــربٍ * لـيس
يخبـو لـهـا الـزمـان وقـودُ
فـابن حـربٍ للمصـطفى وابن هنـدٍ *
لـعـلـيٍ ولـلـحـسـيـن يــزيـدُ
إن معاوية بدهائه ومكره إستطاع أن يجند
بلاد الشام ونواحيها لحرب علي بن أبي طالب
ولم يكن ذلك بالأمر السهل بتاتاً لو لا أن
ولايته التي دامت ثمانية عشر سنة تقريباً
هي التي ساعدته على ذلك.
ففي سنة 15 هجرية ولاّه عمر بن الخطاب
الأردن ، وفي سنة 17 هجرية مات أخوه يزيد بن
أبي سفيان الذي كان والياً على الشام من
قبل عمر فولاّه إياها ، وحين تولى عثمان
الخلافة في سنة 23 هجرية أقره على عمله وضم
إليه ولاية حمص وفلسطين والجزيرة ، وبذلك
مدّ له في أسباب السلطان إلى أبعد مدىً
مستطاع (1).
إن هذه السنين الثمانية عشر كافيةٌ في
إنشاء قاعدة قوية ينطلق منها أمير كان
يطمح للملك وأن يبسط سلطانه على الدولة
الإسلامية سيما إذا إصطبغ بلون شرعي ينطلي
على البسطاء من العامة ، ككاتب الوحي ،
وقرابة الرسول ، وخال المؤمنين والمولى من
قبل الخلفاء الراشدين ، بل بإمكاننا
التصور أن هناك جيلاً كاملاً لم يعرف
والياً ولا مرشداً له غير معاوية ، أما
الزعماء والقادة فكانوا يعيشون في
بحبوحةٍ من الترف والبذخ حياة فارهةٍ بما
أعطى الله المسلمين من الفيء ، وبذلك وطد
أركان ملكه حتى أنه قال عن نفسه : " أنا أول
الملوك ! ".
على ضوء هذا يمكننا الجزم بأن غالبية جنده
كانوا مضللين مخدوعين ، وأوضح دليل على ذلك
أن عمرو بن العاص كان إذا غضب منه يهدده بما
يفسد عليه أهل الشام ، فكان معاوية يبادر
إلى استرضائه ، كما سيأتي.
____________
1 ـ الطبري 4 ص 60 و ص 241 وأبو ذر الغفاري
المؤلف ص 108.
==============================
(11)
إن معاوية إتهم علياً بالهوادة في أمر
عثمان وإيوائه قتلته في جيشه وعدم القصاص
منهم كل ذلك حتى لا يفلس من الشام لأنه
يعلم مسبقاً أن علياً لن يقرّه عليها وأنه
ـ إذا استتب له الأمر ـ سيكون في عداد
الولاة والأمراء المعزولين وسيخضع لحسابٍ
عسير من علي الذي لا يهادن ولا يماري في أمر
الله ، وبالفعل فقد جرت وساطات لإقناع علي
(ع) في أن يقر معاوية على عمله ، لكنه رفض ،
فقد أشار عليه المغيرة بن شعبة بذلك ، فكان
ردّه (ع) : " لم يكن الله ليراني أتخذ المضلين
عضداً " (1).
لقد كان علي (ع) واضحاً في حجته حين كتب إلى
معاوية : " إن بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت
بالشام لأنه بايعني القوم الذين بايعوا
أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه ،
فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد
وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار.. الخ " (2).
لكن معاوية كان في أثناء مراسلاته لعلي
يهيء للحرب ، فقد استطاع أن يشرب أهل الشام
بغض علي مقنعاً إياهم أنه هو المسؤول عن دم
عثمان وأنه يريد الثأر له فاستجابوا له
على ذلك ، بل وصل الجهل بهم أن هددوه
بالعزل إن لم يفعل ذلك. هذا إن لم يكن هو
الذي أوحى لهم بأن يقولوا ذلك. فكانت صفين.
واحتدمت الحرب بين الفريقين واستعرت
نارها ، وهنا كان لا بد من شاهد حق يدحض حجة
الباغي ويجدع أنف الباطل ، كان لا بد من
شاهد حق يصدم تلك الأدمغة التي أمعنت في
غيها وظلالها كي تعود إلى الصواب.. إلى
جادة الحق.
لقد كان هذا الشاهد الحق هو عمار بن ياسر ،
وبالضبط : شهادة عمار بن ياسر ! كلا
الفريقين كانا يرويان حديث النبي (ص) في
عمار.. في صفين نفسها والحرب على قدم وساق
كانت سيرة عمار بن ياسر تدور على
____________
1 ـ الإمامة والسياسة : 86 وشرح نهج البلاغة
3 | 84.
2 ـ شرح النهج : 3 | 75.
==============================
(12)
ألسنة المتحاربين ، حتى على ألسنة القادة

/ 89