بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
السليمة لمختلف التطورات، والنهج الإلهي القادر على تقديم الحلول الناجعة السليمة لمختلف مشاكل الإنسان في كل العصور والأمكنة والهادي للفرد والمجتمع إلى سبل الصلاح والسلام. وروح الله الموسوي الخميني، هو الحكيم العارف والسالك الزاهد، الذي جمع إلى المراتب السامية لتعظيم الخالق وعبادته، الدرجات الرفيعة لخدمة الخلق وهدايتهم. فلم يشغله انهماكه الدؤوب في الرياضات الروحية، والمجاهدات النفسية والأذكار والأوراد السلوكية، والإقبال الشديد على التعبد للخالق في الخلوات والجلوات؛ عن الاهتمام الشديد بالخلق وهم عيال الحق تعالى، فكان يصبح ويمسي مهتماً بأمورهم ومصالحهم ساعياً لصلاحهم، هادياً لمسيرتهم، معبراً عن طموحاتهم، مدافعاً عن دينهم وكرامتهم، متفانياً في خدمتهم، مصرحاً بحبه لأن يسمُّوه "خادمهم" بدلاً من تسميته "قائدهم". وروح الله الموسوي الخميني، هو القائد الرباني الذي رفع ـ في عصر ظلمات التغريب ـ نبراس مدرسة الثقلين الوضاء، وعلم الإسلام النقي، وتحدى بهما طواغيت العصر، وأئمة الاستكبار والكفر شرقاً وغرباً، وحطم بالعصا الموسوية، وقبسات من الشجاعة الإبراهيمية والهمة المحمدية والصولة الحيدرية والروح الحسينية، الكثير من الأوثان النمرودية العصرية والأصنام الجاهلية الجلية منها والخفية، وأقام دولة الإسلام في عصر غربة الإسلام، وأعزّ الإسلام في حقبة شوكة أعدائِهِ الفرعونيين، الذين تصوروا أن جهود التغريب قد أعطت ثمارها في دار للإسلام، وأن تغييبهم للإسلام قد بلغ مرحلة اللاعودة، فكانت نهضة هذا القائد الرباني منطلقاً لانبعاث حركة العودة للإسلام، وانفتاح القلوب لمدرسة الثقلين في أرجاء العالم الإسلامي وجاليات المسلمين حيثما كانوا؛ بل وانبعاث حركة التطلع للإسلام ولمدرسة الثقلين في خارج ديار المسلمين، فساهم بذلك بحظٍ عظيم من شرف التمهيد والتوطئة لظهور المصلح الأكبر المهدي الموعود ـ عجل الله فرجه وجعلنا من أعوانه وأنصاره في غيبته وظهوره. لقد ذاب الخميني في الإسلام الحق، والتصق بثقليه الخالدين، فكانت سيرته تجسيداً عملياً لقيمهما الإلهية، وبذلك صار من أولياء الله حقاً، وأسوة لكل من يطلب السير على الصراط المستقيم، ويطمح لطي معارج الكمال والتحلي بمدارج الفضيلة وبلوغ الحياة الكريمة في الدارين. والكتاب الذي نقدم ترجمته لقراء العربية يشتمل على مجموعة قيمة من الذكريات، التي رواها عددٌ من المقربين من هذا العبد الصالح، من أفراد عائلته وأعضاء مكتبه وتلامذته وملازميه، فيما يرتبط بسيرته، جمعها وصنفها الأستاذ غلام علي الرجائي ضمن عدة أبواب رئيسية وفصول فرعية، تشتمل على خصوصياته الشخصية وحالاته المعنوية وسيرته الاجتماعية. فهي تمثل مادة وثائقية مهمة للتعرف على أبعاد شخصية هذا العبد الكريم الصالح، تعينُ من يريد التأسي بالصالحين على التعرف على أخلاف الربانيين وطريقة تجسيدهم لوصايا الثقلين، كمقدمة للاقتدار بهم والتحلي بأخلاقهم، وفقنا الله جميعاً لذلك. وقد التزمنا بترجمة أجزاء الكتاب، وأحاديث الرواة لذكرياتهم كما هي دونما تصرف، باستثناء تغيير قسم من عناوين الروايات سعياً للتنبيه على العبر المرجوة منها. نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل بفضله جهود جميع المساهمين في إنجاز هذا العمل ويباركها، ويجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، وأداءً لليسير من الحق العظيم علينا لهذا العبد الصالح. إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. لجنة الهدى منتصف جمادى الثاني 1423 الفصل الأول النظم والاستثمار الدقيق للوقت النظام اليومي في مرحلة الشباب يقول المرحوم السيد مصطفى: أن الإمام عندما تزوج وضع لنفسه برنامجاً، نظم فيه شؤونه اليومية بحيث يستطيع التفرغ للتعبد والدراسة إلى جانب ضمان رضا زوجتِهِ، وعلى الرغم من أن أغلب الناس يغفلون ـ عادة ـ عن التزاماتهم اليومية في أيام الزواج الأولى ويهملون الكتب والدراسة؛ إلاّ أنّ الإمام لم يغفل عن ذلك ببركةِ هذا النظام الدقيق، فكان يرجع إلى المنزل بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء جماعةً، ثم يتناول طعام العشاء، ويذهب بعد ذلك إلى فراش النوم مبكراً لكي يستيقظ آخر الليل لأداء صلاة الليل والتهجد ويتابع دراسته بانتظام^. عمل الإمام يدل على الوقت كان العاملون في بيت الإمام في النجف الأشرف يعرفون كم الساعة ـ في أي وقت ـ
لطفا منتظر باشید ...
