تابع تفسیر الإمام بن أبی العز نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تابع تفسیر الإمام بن أبی العز - نسخه متنی

الإمام بن أبی العز

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رضي الله عنه: أنه سُئل عن هذه الآية، فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل
عنها، فقال: "إن الله خلق آدم عليه السلام،
ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، قال:
خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون،
ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال: خلقت
هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون" فقال
رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل
إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل
الجنة، حتى يموت على عمل من أعمال أهل
الجنة، فيدخل به الجنة، وإذا خلق العبد
للنار استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت
على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به
النار". ورواه أبو داود، والترمذي،
والنسائي، وابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن
حبان في صحيحه[79].
وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره
كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم
القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم
وبيصاً[80] من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال:
أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك؟ فرأى
رجلاً منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه،
فقال: أي ربِّ من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر
الأمم من ذريتك يقال له: داود، قال: ربِّ كم
عمره؟ قال: ستون سنة، قال: أي ربِّ زده من
عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم، جاء
ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون
سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد
فجحدت ذريته، ونسي آدم، فنسيت ذريته،
وخطىء آدم، فخطئت ذريته". ثم قال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح. ورواه الحاكم، وقال:
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه[81].
وروى الإمام أحمد أيضاً عن أنس بن مالك
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة:
أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء، أكنت
مفتدياً به؟ قال: فيقول: نعم، قال: فيقول:
قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في
ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن
تشرك بي". وأخرجاه في الصحيحين أيضاً[82].
وفي ذلك أحاديث أُخر أيضاً كلها دالَّةٌ
على أن الله استخرج ذرية آدم من صلبه، وميز
بين أهل النار وأهل الجنة[83]...
وأما الإشهاد عليهم هناك، فإنما هو في
حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمرو
رضي الله عنهم. ومن ثَمَّ قال قائلون من
السلف والخلف: إن المراد بهذا الإشهاد
إنما هو فطرهم على التوحيد، كما تقدم في
حديث أبي هريرة رضي الله عنه[84].
ومعنى قوله "شهدنا": أي قالوا: بلى شهدنا
أنك ربنا. وهذا قول ابن عباس[85] وأبي بن
كعب[86]. وقال ابن عباس أيضاً : أشهد بعضهم
على بعض[87]. وقيل: "شهدنا" من قول الملائكة،
والوقف على قوله "بلى". وهذا قول مجاهد
والضحاك والسدي[88]. وقال السدي أيضاً : هو
خبر من الله تعالى عن نفسه وملائكته أنهم
شهدوا على إقرار بني آدم[89].والأول أظهر،
وما عداه احتمال لا دليل عليه، وإنما يشهد
ظاهر الآية للأول[90].

واعلم أن من المفسرين من لم يذكر سوى
القول بأن الله استخرج ذرية آدم من ظهره
وأشهدهم على أنفسهم ثم أعادهم، كالثعلبي
والبغوي[91] وغيرهما. ومنهم من لم يذكره، بل
ذكر أنه نصب لهم الأدلة على ربوبيته
ووحدانيته وشهدت بها عقولهم وبصائرهم
التي ركبها الله فيهم، كالزمخشري[92] وغيره.
ومنهم من ذكر القولين، كالواحدي والرازي
والقرطبي[93] وغيرهم، لكن نسب الرازي القول
الأول إلى أهل السنة، والثاني إلى
المعتزلة[94]. ولا ريب أن الآية لا تدل على
القول الأول أعني أن الأخذ كان من ظهر آدم
وإنما فيها أن الأخذ من ظهور بني آدم[95]،
وإنما ذكر الأخذ من ظهر آدم والإشهاد
عليهم هناك في بعض الأحاديث، وفي بعضها
الأخذ والقضاء بأن بعضهم إلى الجنة،
وبعضهم إلى النار، كما في حديث عمر رضي
الله عنه، وفي بعضها الأخذ وإراءة آدم
إيّاهم من غير قضاء ولا إشهاد، كما في حديث
أبي هريرة. والذي فيه الإشهاد على الصفة
التي قالها أهل القول الأول موقوف على ابن
عباس وابن عمرو[96]، وتكلم فيه أهل الحديث،
ولم يخرجه أحد من أهل الصحيح غير الحاكم في
المستدرك على الصحيحين، والحاكم معروف
تساهله رحمه الله.
والذي فيه القضاء بأن بعضهم إلى الجنة
وبعضهم إلى النار دليل على مسألة القدر،
وذلك شواهده كثيرة، ولا نزاع فيه بين أهل
السنة، وإنما يخالف فيه القدرية المبطلون
المبتدعون.
وأما الأول[97]: فالنزاع فيه بين أهل السنة
من السلف والخلف، ولولا ما التزمته من
الاختصار لبسطت الأحاديث الواردة في ذلك،
وما قيل من الكلام عليها، وما ذكر فيه من
المعاني المعقولة، ودلالة ألفاظ الآية
الكريمة.
قال القرطبي: وهذه الآية مشكلة، وقد تكلم
العلماء في تأويلها، فنذكر ما ذكروه من

/ 11