إشارات و أصداء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إشارات و أصداء - نسخه متنی

میخائیل عید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الذي لا يُعطى لنا إلاَّ مرة واحدة.
لا نفتقر إلى البطولة وحسب بل إلى المواقف
العادية البسيطة، نفتقر إلى النفحات
الإنسانية التي تصدر عفواً.
وحين نطرح المسائل الأخلاقية أو
الاجتماعية نطرحها طرحاً مجرداً فتفتقر
إلى المصداقية، ويدب فيها السوس قبل أن
تنطلق من إطار السؤال إلى فضاء الممارسة.
وكم نتطاول على مبادئ سامية لأننا لم
نستوعبها، ونكون كالأفعى التي تعيب على
النسر أنه لا يجيد الزحف، وكالخلد يُتعب
عينيه نور النهار فيذم النور ويمتدح
الظلمة.
وكثيرون هم الذين يدّعون الوقار والرصانة
ثم يفترون على الحقيقة وعلى الناس حسداً
وصغاراً. إنهم لا يعرفون كيف يبهجون أحداً
ويسببون المنغصات للجميع، ثم يبررون
رياءً، كل تصرفاتهم المعيبة، وكأنها
الطريق التي لم يكن لهم محيد عنها.
قد تمـنعنا قسوة الظروف من بلوغ أهدافنا
النبيلة لكن أحداً لا يستطيع أن يجعلنا
نفعل الشر ونلحق الأذى بالحياة والأحياء.
إن هشاشة الأخلاق ورخاوة الفكر ووهن
العزيمة هي مايجعل بعض المثقفين في زمننا
"دواليب هواء"، تدور وفاقاً لحركة الريح،
ثم يزعمون أنهم قطب الدنيا.
إن قدرنا كبشر ألاّ تكتمل أعمالنا، وقدر
الأجيال أن ترث وتورث المهمات، ومن هنا
عظمة المسؤولية الملقاة على كواهل
المبدعين: ألاّ نورث العار والتفاهة
والابتذال للآتين.
ـ 5 ـ
حين تأكل خوافي الزمان قوادمه يزحف على
صدر المكان ثقيلاً كالرصاص، فيتصاعد أنين
الأمكنة، وتطفح الينابيع بالمرارة
والملح. تصير الأماني أشلاء أماني، يهتف
الشاعر متألماً: من ذا يساعدني على دفن
أشلاء آمالي؟
العالم بارد وأشواقي العذارى العاريات
ترتجف… فمن يمنحني حفنة من دفء؟ من
يعتقني من أسر ظلالي ويمنحني النور الطلق،
فأنا في الظل عبد للضلالات والأوهام؟
ينتشلني الليل من صخب الخارج فأستكين
قليلاً ثم يصخب الداخل فأضطرب. أنقش اسمي
بيدين مرتعشتين على قشور الأشياء فتتشقق
القشور ويتمزق الاسم. فما الاسم سوى
قشر…
تقول الكلمة: أنا الأعجوبة المنغلقة على
ذاتها، المنفتحة على الأكوان، لا حدود
لضيقي، حين أضيق، ولا حدود لاتساعي حين
أتسع، أمتلئ بالعالم ويمتلئ بي. أنا الاسم
والمسمى، أنا سر النماء في البذرة وأنا
التراب الذي تنمو فيه.. أنا غموض الكون
وأنا الضوء الذي يهديه في سيره الأبدي.
أخرج منكم وأراكم في كياني، فأغمضوا
عيونكم كي تروني فيكم.
كونوا أنقياء مثلي. لا تغطوا عيوبكم، فكل
غطاء يبوح بما تحته. والحمقى يغطون عيوبهم
بما يكشف أكثر مما يحجب.
ويقول الشاعر: ليس السر في الكلمة بل في ما
نودع فيها، من كان داخله نيّراً كان بغير
ظل… الذين يسيرون بأضواء مستعارة
يتعثرون بظلالهم. فمن ذا يخلصني من عيوبي؟
إن إخفاءها فوق طاقتي، إذ لا يكون ستر
الغلط الصغير إلاّ بأغلاط أكبر منه
والمعرفة الناقصة تزيدنا جهلاً. فكم نحن
محتاجون إلى أن نحسن قراءة الأشياء‍
وسيبقى الزمان والمكان حجابين يحدان من
رؤيتنا مالم
نَسْمُ فوقهما. فهل سنفعل؟ كيف؟
الزمان الرصاصي ينيخ فوقنا، والأماكن
تزوغ تحت أقدامنا… وعلينا أن نصمد وأن
نتقدم.
ـ 6 ـ
قال الحلاّج: "أسرارنا بكر لا يغتصبها وهم
واهم"..
وقال المكي: "لا يقع على كيفية
الوجدعبارة."..
وقيل: "ماعبّروا عنه، ولم تسعه العبارة.".
وتتعدد صفات الجميل، ويبقى الجوهر
واحداً.وتكون الصفات كالقوقعة تخفي
اللؤلؤة، وتبقى الأسرار أبكاراً، وتظل
العبارة أضيق من أن تتسع للوجد وأضعف من أن
تختصر أو تفسر مالا يختصر أو يفسر…. ولا
يتوقف السفر إليه.
يرى بعضهم أن الشعر،والشعر هنا كناية عن
الجميل، هو الصوت المضاد، إذ يرون فيه
نقيض القبيح، يرون فيه المتحرك النقيض
للراكد.ويرى فيه آخرون المنسجم الذي يوحد
الأضداد ويتجه عمقاً وشمولاً. فالوحدة
الانسجامية تحملنا إلى غير المتناهي، في
حين يكون التضاد جزئياً ومحدوداً.
ويكون المحرّم ترساً تحمي به فئة
اجتماعية ما مصالحها، أو يكون قوقعة ترد
عن "صرة" مقدسات تلك الفئة أذى تغير المناخ
في الخارج. ويكون محاولة خرقاء لفصل
الداخل عن الخارج، لتخليد السكون على حساب
الحركة.
وإذ نجعل الشعر عنواناً للكلام لا نرى
تعارضاً في الجوهر بين الأجناس، فجوهر

/ 57