إضاءات علی الاستشراق الروسی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إضاءات علی الاستشراق الروسی - نسخه متنی

فاطمة عبد الفتاح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأحيان)) و((الغرب)) وبإيجاز، الاستشراق،
كأسلوب غربي للسيطرة على الشرق واستبنائه
وامتلاك السيادة عليه)^(^^).
ويعزو أنور عبد الملك ازدهار الدراسات
الشرقية إلى ارتباطها بالاستعمار
الأوروبي وسيطرته على بلدان الشرق الأقصى
والعالم العربي فيقول: (إن الازدهار
الحقيقي للدراسات الشرقية في القطاعين
الرئيسيين اللذين هما الشرق الأقصى
والعالم العربي يعود تاريخه بالدرجة
الاولى إلى عصر التمركز الاستعماري،
وبشكل خاص إلى السيطرة الأوروبية على
"القارات المنسية" في أواسط القرن التاسع
عشر، ثم في ثلثه الأخير)^(^^).
أما المستشرقون أنفسهم، فيرون أن
الاستشراق تم بدافع الفضول المعرفي
للشعوب الأخرى، فيرى مكسيم رودنسون أن
الاستشراق كان يعبرعن الرغبة (في توسيع
الفلسفة الإنسية (هيومانيزم) لعصر النهضة،
ففي نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن
التاسع عشر، أرادوا أن يضيفوا إلى
الحضارات النموذجية الكلاسيكية التي
تستلهمها أوروبا حضارات أخرى)^(^^). وهكذا
أضافوا نماذج من الحضارات الشرقية، ولما
أرادوا التوصل إلى معرفة تلك الحضارات
معرفة علمية، نما الاستشراق وازدهر، ولكن
إرادة المعرفة العلمية هذه بالحضارات
الشرقية تمت عندما استطاع الغرب أن يغدو
أقوى من الشرق، وبالتالي أصبح هذا الأخير
موضوعاً مدروساً والغرب ذاتاً دارسة بعد
أن أدرك الغرب تفوقه واختلفت العلاقات بين
الشرق والغرب عما كانت عليه عندما كان
الشرق مزدهراً والغرب يعاني من الضعف
والانحطاط. وبالتالي فإن الاستشراق
الغربي، ارتبط بالمشروع الاستعماري
الفرنسي ـ البريطاني، والذي أصبح
الاستشراق وجهه الثقافي.
وعادة يؤرخ لهذا الاستشراق منذ القرن
التاسع عشر، وعلى أبعد حد نهايات القرن
الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر،
لذلك نرى أن مصطلح (استشراق) ظهر لأول مرة
في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام (1838م)،
وظهرت كلمة (مستشرق) باللغة الإنكليزية
حوالي عام (1779)م.^(^^)
ومن منطلق الهيمنة والوصاية التي نشأ في
ظلها الاستشراق، من حيث هو الوجه الثقافي
للمشروع الأوروبي الغربي الاستعماري فإن
مهمة المستشرق الأوروبي كانت تكمن في (حجب
الخطابات الشرقية ذاتها وإحلال خطاباتهم
محلها، فهي وحدها المكلفة بتقديم صورة عن
الشرق).^(^^).
وبعد أن أدى الاستشراق الأوروبي الغربي
مهامه، فإن مكسيم رودونسون يقترح التخلي
عن استخدام مصطلحي ((استشراق)) و((مستشرقين))
بعد أن أصبحا أسطوريين، (ولذلك فسوف
ندعوهما بالدراسات العالمة أو العلمية
المتركزة حول تاريخ مجتمعات الشعوب
المتموضعة شرقي أوروبا)^(^^).
أما المستعرب الروسي أغناطيوس
كراتشكوفسكي (1883 ـ 1951)، مؤسس الاستعراب
الروسي الجديد فيتخلى عن مصطلح الاستشراق
منذ البداية، ويسمى (الاستشراق الروسي)،
بـ(الاستعراب الروسي).
فيقول (العصر الجديد في تاريخ الاستعراب
الروسي، يبدأ من المرسوم الجامعي سنة 1804
لأن هذا المرسوم أدخل تدريس اللغات
الشرقية في برنامج المدارس العليا وأسس
الأقسام الخاصة لهذه اللغات، وأما اللغات
الشرقية في أوروبا الغربية في ذلك الزمان،
فقد كانت المكانة الأولى بين اللغات
السامية اللغة العبرية، أما عندنا في
روسيا، فاللغات الشرقية في مفهوم الروس،
كانت لغات الشرق الإسلامي، وشغلت اللغة
العربية المكانة الأولى وقد أُنشأ قسم
اللغة العربية في جامعة خاركوف بعد صدور
المرسوم في عام 1804 م مباشرة)^(^^).
هذا في حين أن أتش. أي. أر. جب. العالم
بالدراسات العربية الإسلامية المعروف كان
يفضل أن يسمي نفسه (مستشرقاً) على أن يسمي
نفسه مستعرباً.
وجغرافياً كان الشرق يمتد ليشمل، الهند،
وجزر الهند الشرقية، والصين واليابان،
وكل مايقع شرق الخط الذي يقسم العالم
جغرافياً إلى قسمين شرق وغرب، ولكن في
النهاية، كان يتم الحديث دائماً في
الاستشراق عن الشرق العربي المسلم، الذي
كان موضوع دراسة المستشرقين، وهذا هو
الشرق الذي يعنينا في هذه الدراسة،
وبالتالي، فإنه يصح لدينا استخدام مصطلح
(الاستعراب)، لهذا الحقل من الدراسات التي
تناولت الشرق العربي الإسلامي وتصح تسمية
(المستعربين) للذين درسوا الشرق العربي ـ
الإسلامي من النواحي الثقافية
والاجتماعية والسياسية، لأن (المستشرقين)
كافة في نهاية المطاف، قد اختزلوا الشرق،
بالعرب ـ المسلمين، الذين شكلت حضارتهم
تحدياً وتهديداً للغرب الأوروبي الذي
يُؤرخ لبدء الاستعراب الرسمي فيه بصدور
قرار مجمع فيينا الكنسي عام (1312م) والقاضي
بتأسيس عدد من كراسي الأستاذية للغات

/ 31