بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
بن العباس من البصرة، ولحق بمكة.وسبب ذلك: أن عبد الله قد مر ـ وهو والي البصرة ـ على أبي الأسود الدؤلي، فقال له: يا أبا الأسود، لو كنت من البهائم كنت جملاً، ولو كنت راعياً ما بلغت المرعى، ولا أحسنت مهنته في المشتا.فكتب أبو الأسود إلى علي يتهم ابن عباس: بأنه قد أكل ما تحت يده، بغير علمه.فكتب علي إليه: يشكره على وشايته، ويطلب منه إعلامه بكل ما يكون بحضرته.ثم كتب إلى ابن عباس: يطلب منه أن يرفع إليه حسابه.فأجابه ابن عباس نافياً التهمة عن نفسه، ويطلب منه أن لا يصدق الظنون فيه.فأجابه عليه السلام بالإصرار على محاسبته، ومعرفة كل ما أخذه، وأين وضعه.فأجابه ابن عباس، بكلام قاسٍ، يتهمه فيه: بأنه قتل الناس، وسفك الدماء من أجل الملك.وأنه ظاعن عن عمله؛ فليبعث مكانه من أحب.فعندما تسلم علي عليه السلام كتابه تعجب منه، وقال: أو ابن عباس لم يشركنا في هذه الدماء؟!.ثم كتب إليه: أنه هو أيضاً قد شارك في سفك هذه الدماء، ولكنه يقول ذلك؛ لأنه لا حياء له.قالوا: ولما أراد ابن عباس الخروج من البصرة، دعا أخواله من بني هلال بن عامر؛ فجاءه الضحاك بن عبد الله ـوكان على شرطة البصرة ـ وعبد الله بن رزين، وقبيصة بن عبد عون، وغيرهم من الهلاليين.فقال الهلاليون: لا غناء بنا عن إخواننا من بني سليم.ثم اجتمعت معه قيس كلها.وصحب ابن عباس أيضاً: سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي، والحصين بن أبي الحر العنبري، والربيع بن زياد الحارثي.فلما رأى عبد الله من معه، حمل المال ـ وهو ستة آلاف ألف ـ في الغرائر «قال أبو عبيدة: كانت أرزاقاً قد اجتمعت؛ فحمل مقدار ما اجتمع له»، ثم سار، واتبعه أخماس البصرة([4]) كلهم، فلحقوه بالطف على أربعة فراسخ من البصرة؛ فتوافقوا يريدون أخذ المال.فقالت قيس: والله: لا يصلون إليه ومنا عين تطرف.فطلب صبرة بن شيمان بن عكيف الحداني، وهو رأس الأزد الانصراف؛ إبقاء على مودة عشيرته مع قيس.واعتزلت أيضاً بكر، وعبد القيس.وأبى بنو تميم الانصراف؛ فنصحهم الأحنف، فأصروا على القتال من أجل المال؛ فاعتزلهم الأحنف؛ فرأسوا عليهم ابن المجاعة التميمي.فاقتتلوا قتالاً كثيراً، وحمل الضحاك على ابن المجاعة؛ فطعنه، فاعتنقه عبد الله بن رزين، فسقطا إلى الأرض يعتركان.وكثرت الجرحى من الفريقين، ولم يقتل أحد.فقالت الأخماس: ما صنعنا شيئاً؛ اعتزلناهم، وتركناهم يتحاربون؛ فضربوا وجوه بعضهم عن بعض، وحجزوا بينهم، وقالوا لبني تميم: والله، لنحن أسخى أنفساً منكم؛ حين تركنا هذا المال لبني عمكم، وأنتم تقاتلونهم عليه؛ إن القوم قد حملوا وحموا، فخلوا عن القوم، وعن ابن أختهم؛ ففعلوا ذلك.ومضى ابن عباس، ومعه من وجوههم نحو عشرين، سوى مواليهم، ومواليه، ولم يفارقه الضحاك، ولا ابن رزين، حتى وافى مكة.وقال قائل أهل البصرة، وقيل: بل القائل هو راجز عبد الله بن العباس نفسه: صبح من كاظمة الحض الغضب سبع دجاجات وسنور جرب مع ابن العباس بن عبد المطلب وجعل ابن عباس يرتجز ويقول: آوي إلى أهلك يا رباب آوي فقد آن لك الإياب وجعل أيضاً يرتجز ويقول: وهـن يمشين بنـا هميسـا إن يصدق الطير لميسا([5]) فقالوا له: يا أبا العباس، أمثلك يرفث في هذا الموضع؟!.قال: إنما الرفث ما يقال عند النساء.وكان ابن عباس يعطي في طريقه من سأله، ومن لم يسأله من الضعفاء، حتى قدم مكة.ولما قدمها ابتاع من عطاء بن جبير، مولى بني كعب بن خزاعة: ثلاث مولدات: شادن، وحوراء، وفنون بثلاثة آلاف دينار.فأرسل إليه علي عليه السلام كتاباً يؤنبه فيه على شرائه الإماء بأموال اليتامى والأرامل، ويتهدده.فأجابه عبد الله: بأن ما أخذه هو دون حقه في بيت المال.فكتب إليه علي أيضاً مؤنباً، ومخوفاً من سوء الحساب.فأجابه ابن عباس: «والله، لئن لم تدعني من أساطيرك لأحملنه إلى معاوية يقاتلك به.فكف عنه علي عليه السلام([6]).قيس بن الغاضب: وعندما لحق عبيد الله بن العباس بمعاوية، الذي جاء لحرب الحسن عليه السلام، حيث أغراه بالمال.