ابن عباس و اموال البصره نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابن عباس و اموال البصره - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قام قيس بن سعد، فخطب في الجند حينئذٍ، وقال: «إن هذا، وأباه، وأخاه لم يأتوا بيوم خير قط: إن أباه عم النبي، خرج يقاتله ببدر؛ فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري؛ فأتى به رسول الله، فأخذ فداءه وقسمه بين المسلمين، وان أخاه ولاه علي أمير المؤمنين على البصرة؛ فسرق مال الله، ومال المسلمين، فاشترى به الجواري، وزعم أن ذلك له حلال»([7]).

وابن الزبير أيضاً: كما أن عبد الله بن الزبير قد عرض بابن عباس، وسرقته لبيت مال البصرة؛ فقال بحيث يسمعه ابن عباس: «.وأن ههنا رجلاً قد أعمى الله قلبه، كما أعمى بصيرته، يزعم: إن متعة النساء حلال من الله ورسوله، ويفتي في القملة والنملة؛ وقد احتمل بيت مال البصرة بالأمس، وترك المسلمين بها يرتضخون النوى.

وكيف ألومه في ذلك، وقد قاتل أم المؤمنين.ثم ذكر جواب ابن عباس له؛ فكان مما قاله: وأما حملي المال؛ فإنه كان مالاً جبيناه، وأعطينا كل ذي حق حقه، وبقيت بقية، دون حقنا في كتاب الله؛ فأخذناها بحقنا.»([8]).

الرواية.بين الواقع والخيال وأما حكمنا على هذه الرواية: كان ذلك هو خلاصة ما يذكره بعض المؤرخين حول سرقة ابن عباس لبيت مال البصرة.

أما نحن فنعتقد: أن هذه الرواية بتمامها من نسج الخيال؛ لأننا نجد في الدلائل والشواهد التاريخية ما يدل على أنها لا يمكن أن تصح، وما يمكن أن يصح ـ لو كان لهذه القضية أصل ـ هو رواية ابن أعثم الكوفي الآتية.وأما هذه الرواية الطويلة العريضة، التي يطغى عليها الطابع الروائي المسرحي، وتنسجم كل الانسجام مع الأسلوب الذي كانت ينتهجه القصاصون، الذين كانوا يستطيعون أن يجعلوا من الحبة قبة ـ كما يظهر من ملاحظة وقائعها، والمعركة التي اقتتلوا فيها قتالاً كثيراً!!، وكثر فيها الجرحى، ولم يكن بينهم قتيل!! وغير ذلك من الفقرات، التي لابد وأن تثير عجب واستغراب كل من يلاحظها، ويتأمل فيها ـ أما هذه الرواية ـ فكل الأدلة تشير إلى أنها ـ بهذا النحو ـ مفتعلة ومختلقة.وقبل أن نذكر ما نستند إليه في حكمنا هذا، نود أن نشير إلى: ملاحظات لابد منها: 1 ـ هل أخذ ابن عباس ستة ملايين درهم، كما تقول الرواية المتقدمة؟ أم أخذ عشرة آلاف درهم([9]) 2 ـ إن عمر ابن عباس كان سنة أربعين للهجرة يناهز الـ (43) أو الـ (45) عاماً على اختلاف النقل في تاريخ ميلاده.وكان له ـ على حد تعبير طه حسين: «من العلم بأمور الدين والدنيا ومن المكانة في بني هاشم خاصة، وفي قريش عامة وفي نفوس المسلمين جميعاً، ما كان خليقاً أن يعصمه عن الانحراف عن ابن عمه، مهما تعظم الحوادث، وتدلهم الخطوب.»([10]).

كما أن كهولته، وعلمه، وسداد رأيه، ومكانته التي جعلت معاوية يرى أنه: «رأس الناس بعد علي» ـ كل ذلك ـ لم يمنعه من سرقة أموال المسلمين، والانغماس في لذاته، والانقياد إلى شهواته، حتى ولو كان ذلك على حساب كل ما ذكرناه من مميزاته تلك.

وكأنه لم يكن يعلم: أن المباح قد يحرم؛ لو كان يتنافى مع شخصية الإنسان، ومكانته الاجتماعية!!.

كما أن ذلك كله.لم يمنعه من التفوه بتلك الأرجاز الركيكة، التي تنسبها الرواية إليه، سيما تلك التي تتضمن الألفاظ القبيحة والصريحة، حتى لقد جعل صاحبه يعترض عليه، ويقول له: «أمثلك يرفث في هذا الموضع؟!! »، مما يعني أن مكانة ابن عباس لم تكن لتسمح له ـ وهو الرجل الكامل المسن، العالم الحازم ـ بأن يصدر منه مثل ذلك.3 ـ إننا بالإضافة إلى أننا لا نعلم الكثير عن عدد من الشخصيات الواردة أسماؤهم في هذه الرواية، وبعضهم مجهول لدينا تماماً.نلاحظ: أن سلسلة رواة هذه الرواية، تشتمل على مجهولين ـ كرجل من أهل اليمامة، وسليمان بن راشد، وغير ذلك ـ أو على من عرفوا بالبغض لعلي، والانحراف عن أهل البيت عليهم السلام، وممالاتهم لأعدائهم ومناوئيهم، كالشعبي، والزهري وغيرهما.4 ـ تذكر لنا هذه الرواية: أن ابن عباس يتهم علياً عليه السلام في بعض رسائله به: بأنه إنما أراق دماء المسلمين؛ من أجل الملك والسلطان، الأمر الذي أثار عجب علي عليه السلام، الذي قال: وابن عباس، ألم يشركنا في هذه الدماء؟!.

وهذا ينافي ما جرى بينه وبين ذلك الشامي! الذي سأله عن الدماء التي سفكها علي عليه السلام.حيث أثبت له ابن عباس ـ بعد موت علي ـ: أن سفك علي عليه السلام لتلك الدماء كان بالحق؛ لأنها كلها كانت تستحق القتل، وقد أطال في إثبات هذا الأمر، حتى اقتنع

/ 19