اتجاهات النقد الروائی فی سوریة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اتجاهات النقد الروائی فی سوریة - نسخه متنی

جابر عصفور

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1- يقوم بناء النهايات على السرد، ويتكئ
على (الرواية) الذي يعرف كل شيء، فتعرف
حياة الطيبة وأهاليها من خلال شروحه
وتفسيراته.
2- لإدراك التداخل بين الحس الملحمي والحس
الدرامي الفجائعي في روايات عبد الرحمن
منيف..الخ.
أدخل أحمد جاسم الحميدي كتابته النقدية
في النقد الحداثي مستفيداً من بعض جوانب
منهجية الرمز والأسطرة والأسلوبية
والجمالية في كتابه «البطل الملحمي في
روايات عبد الرحمن منيف». وضمّ هذا الكتاب
اجتهادات طيبة في التحليل الروائي،
ولكنها غير متجانسة غالباً.
6- النقد التذوقي وميوله الثقافية عند
صياح الجهيم:
يعد حنا مينة روائياً عربياً بارزاً، وقد
صدر لـه حتى الآن أكثر من ثلاثين رواية،
بالإضافة إلى مجموعة قصصية واحدة، وبعض
الدراسات والأبحاث، وبعض الأعمال الأدبية
المشتركة مع نجاح العطار. وقد حظي حنا مينة
باهتمام الجمهرة العريضة من المثقفين
القرّاء العرب بدليل الرواج الذي تلقاه
الطبعات المتعددة من رواياته الكثيرة. ثم
اتسع الاهتمام به وبفنّه الروائي إلى
النقاد والباحثين، فكُتبت عنه مئات
الأبحاث والمقالات وبعض الكتب النقدية،
ومنها كتاب صياح الجهيم، «ملامح من حنا
مينة»^(^^). الذي توجه إلى القارئ العادي
لمساعدته على فهم أصح لأدب حنا مينة
الروائي. والكتاب يتناول بالدراسة عدداً
من روايات حنا مينة، متصدياً لجانب أو
أكثر منها وهي «بقايا صور» (1974)،
و«المستنقع» (1976)، و«الشمس في يوم غائم»
(1972)، و«الياطر» (1973)، و«مأساة ديمتريو»
(1984). ثم تناول بالنقد والتحليل قصة حنا
مينة المتوسطة المسماة «الأبنوسة
البيضاء» (1976). أما مؤلف الكتاب فهو ناقد
ذواقة ومثقف في آن معاً، في عمله التربوي
والتعليمي والثقافي والأدبي، ويشهد لـه
عشاق الثقافة، قبل تلاميذه ومجايليه بهذه
الفاعلية الكبيرة والراسخة، ولا سيما في
النقد التذوقي الذي يعمره حب غامر ورؤى
معمقة. وغني عن القول، إن صياح الجهيم لا
يكتفي بالترجمة، بل يرفقها بتعليقاته
الذكية التي تشير إلى ذوقه العميم وثقافته
الأصيلة.
اعتذر صياح الجهيم في مدخل كتابه إلى
«ملامح من حنا مينة»، عن طريقته في
الكتابة عن حنا مينة، وهذا هو كتابه الأول
الذي يؤلفه. ومثل هذه الذاتية والتقرير
والتصنيف التعليمي من ميزات كتابه صياح
الجهيم التي تقرّبه من أوسع جماهير
القرّاء، يضاف إلى ذلك لغته الصافية
ونزعته إلى الشرح الوجيز في الحديث عن
رواية «المستنقع»، وقد وجد فيها مثالاً
لتفتح الوعي الاشتراكي، إذ تبدو الرواية
«وكأن فيها أقساماً ثلاثة: ما قبل فايز
الشعلة، ثم فايز الشعلة، ثم ما بعد فايز
الشعلة».
وتصدرّت السيرة الذاتية هذا التقسيم،
بالإضافة إلى الحقائق الاجتماعية
والتاريخية والشكل الروائي. أما السيرة
الذاتية والحقائق الاجتماعية والتاريخية
فلأن فايز الشعلة شخصية واقعية ظهرت في
لحظة معينة من الزمان، وترى آثاراً عميقة
في نفس الصبي آنذاك، «والصبي هو الراوي
وهو حنا مينة نفسه كما يبدو». والنص يروي
هذا الظهور التاريخي، وتلك الآثار
العميقة في سياقها الزمني، فيبدو ما قبلها
تمهيداً لـه وما بعدها خموداً فيها. أما
الشكل الروائي في رواية «المستنقع» فتقع
ذروة توتره في وسط النص مع ظهور فايز
الشعلة. وفي هذا القسم يقع الصدام الأساسي
بين طرفي الصراع: بين جمهور العمال
والشباب والفقراء، وبين السلطة المستعمرة
ومن يواليها، فيبدو القسم الأول حينئذ
صاعداً، بالرغم مما فيه من تعرجات، ويبدو
القسم الثالث هابطاً هبوطاً متدرجاً، بعد
غياب البطل. وتندمج الوثيقة الاجتماعية
التاريخية والرواية في القسم الثاني
اندماجاً عضوياً بحيث يغدو الكلام على
الوثيقة كلاماً على الرواية نفسها. وتغدو
السيرة الذاتية خلفية للوحة اجتماعية
متصلة بها اتصالاً وثيقاً. ذلك أن لحظات
التاريخ الحاسمة تحمل معها أزمتها
وصراعها وكثافتها وأشخاصها وأفكارها، وما
على الروائي إلا أن يصوغها صياغة فنية
صادقة هادفة يتراءى من خلالها الماضي
والحاضر والمستقبل، لتصبح رواية فنية.
وشهد الجهيم، في رواية «المستنقع»، على
تفتح الوعي الاشتراكي في إسكندرونة في
الثلاثينيات، وعلى وجه التحديد، بعد
الأزمة الاقتصادية الرأسمالية في سنة 1929.
وأطلع على مجمل الأفكار التي طرحت، وعلى
الشخصيات التي طرحتها، وعلى الصراع
المزدوج الذي خاضته هذه الشخصيات ضد
الاستعمار والاستغلال، ثم ضد فئات شعبية
لم تقع بهذا النضال، أو أفراد لم يجدوا فيه
جدوى، وعلى مدى ملائمة هذه الأفكار للخطة

/ 177