مناة الخيِّرإلى الصديق محمد حمدانعلى شرشفٍ من بخورٍتمخّض طينٌنسائمه تلّةٌ ترشف البحرَأكوابَ لونٍعمائمَ من زبد الموجِأنهارَ حبرٍتلوّن وجه العماءِوتفتح باب السماءِلطفلٍ يمرّغ بالنور عينيهِيترك سرب الحساسينِمستلهماً دارة البحثِعن بذرة الخلقِممتشقاً حلمه والحروفَوزوادة من شفيف الدعاءمندّى بأشرعة الغيمِفوق التخومِحفيّاً بمحو الخرائط، والارتحالأتغدو دمشق حدود السؤال؟!وقوس الجبين؟!على مفرق الدمعِينهض من شجر الغائبينإلى أينَ؟!!!كل المسافات نبعٌليغسل وجه أمانيه بالبعدِلكن عينين في آخر الدربِتنتظران..مطلاً على غبش الأطلسيّيجسُّ الرمالَوصولاً إلى مغرب عربيّوأخبار من عبروا البحرَمن أشعلوا في المراكب أحزانهمْفأضاءوا سحيقَ الدروبِوصاروا بيارقَصاروا طوارقَ...صبحٍ غريبْوحيداً يفتش بين الوجوهِلعلّ البلاد التي...لعل المدائن والأغنياتِتعمِّر بالشوق جسراًذراعين من حنطةٍ ورمالوذاك فمُ المتوسطِأم جرح حلمٍ قديم؟!تناثرَ شطراهُلكنه موثقٌ بالحنينترفّ عليه النوارسُوالأمسياتُفكيف توزّع صوتَكبين العواصمِ؟كيف لقلبك ذاك المصفّىبعشقِ التراب؟تتمتمُ: يا أهلُ.. يا رملُ.. يا منشدونفتسمع صوت (ابن عمّك)يقرأ في الصخر اسمكَ آهاًيرجِّعه الماءُ والغارقونفتتلو صلاتك للبحرِبحرِ الجنوب الذي خرجتمنه سيناءُ مترعة بالندوبوثانيةً يتبدى الغبارُفيكسو وجوه النخيلِويختلج الليلُلكنه الصبح.. يبقى حبيساًوراء الهزائم والانكسارْأما خلف هذا المدىمن نهارْ؟شجيٌّ هسيس الحروف على شفتيكَغمامٌ من القهر يقطرُعبر القوافي، على وطنٍ مسدلٍفي الجفونيئن ويسمع وقع خطىً لا تبوحُولا تستريحُوسوقٌ من الموت يمتدّبين هلالين لا يكبرانْلبغداد وجهتنا أم عُمانْ؟!!و(ألفان) من نقطة القلب مرّاوأنت تغالب أجنحة الريحِتمضي إلى النيلِ.. والشامِو(المربدِ البابليّ)وتسلك درب المجراتِ(تفترش السعفات بساطاً)لتنهلَ قبل الحساسينِتكشف سرّ القدومِفهل تستردُّ الدماءُ الدماءَوهل يذكر السروُسحرَ المواويل يطلقها النهرُبين يديهِ؟ترى.. أحد يستحمّ بماءِ القصيدةِأو يتلمّس فوق ضفائرهاشالها البرتقالالذي رصعته الجراحُو(عشرٌ عجافٌ)سيعقبهنّ عقود عجافُترى.. أحد يطرق البابَفي برد كانونَأو ينحني لاغتراف الشجنْ؟على خشب العمرِيمتدّ كفَّاك ريشَ جناحينِأضناهما الفقرُوالطحلب المعدنيّتعود إلى شرفة الأبجديةِيستيقظ البعلُتحبو الحروف على ورق الموتِترتدّ فيه الحياةُتعود (عناةُ) إلى عرشها السرمديّأبا مازنٍليس للشعر إلاَّ احتراق الدماءِغداً حين تمضي المعاركُوالرابحونَستبقى القصيدةُتنهض كل صباحٍتفكّ ضفائرها للرياحتعيد ابتكار المرايالأشرعة الغيم ترسم قافلةًوخيولاًوتمسح بوابة العمرِكيلا يمرّ عليها الذبول