هناك نموذج من القراءة مورس كثيراً، كان قد شرح بإسهاب :ليس من المؤكد أنه يمثل الإجراء الوحيد الممكن للمقارنة. إن دراسة الموضوعات والأساطير ستظهر لنا (منهجاً) آخر (عبر التراكب) سنعود إليه في الفصل الأخير (انظر الفصلين الخامس والسادس).يكفي في هذه المرحلة من التقديم لفت الانتباه إلى إمكانية أخرى ليست (المقارنية) ولكن القراءة (المقارنة) مع التصرف وفق مبدأ (تبيان العلاقة) ،والصلة، والتبادل. ويبدو أنه من المقبول أننا لانستطيع القيام بدراسة في (الأدب المقارن) انطلاقاً من (التاريخ الأدبي) وحده، كما يذكر إيف شيفريل في نهاية الفصل الأول من كتابه (كوسيج ؟). سنرى أننا نستطيع تمييز هذا التأكيد. ولكن من الممكن الشروع بتحليل وقراءة (مقارنيين) انطلاقاً من نص واحد : تسمح (التناصية) نظرياً بهذا المسعى.سنذكر سريعاً أن المفهوم كان قد أدخل من قبل جوليا كريستيفا في كتابها (سيميو طيقيا ) .إنها تأثرت بأعمال ميخائيل باختين حول (الحوارية) و(التعددية) في الرواية، التي عرضت في مجلة (نقد) منذ نيسان عام 1967، (عدد 239). بالإضافة إلى ذلك ،فإن الفكرة بسيطة، وهي تتقاطع مع ثانية مبدأ كل (أدب مقارن) حقيقي قائم على (حوار الثقافات) : كل نص يتشكل (كفسيفساء من الاستشهادات)، وكل نص هو (امتصاص) و( تحويل) لنص أو لنصوص أخرى. من المهم الحديث إذن ليس عن (بيشخصية - علاقة بين شخصين) (وهذا مايمكن أن يرجعنا إلى الكاتب المتأثر بكاتب آخر)، ولكن عن (تناصية). وكما قال أيضاً رولان بارت، فإن كل نص هو (تناص) مصنوع من نصوص أخرى موجودة فيه بمستويات مختلفة. هذه العلاقة من الوجود المشترك بين نصين أو نصوص عديدة، تسمح بقراءة نص واحد، يمكننا هنا أيضاً تسميتها (بالمختلفة.) يستطيع هذا النص وحده أن يقرأ (كنص لاحق )، فإن كل نص هو (تناص) مصنوع من نصوص أخرى موجودة فيه بمستويات متغيرة. هذه العلاقة من الوجود المشترك بين نصين و نصوص عديدة، تسمع بقراءة نص واحد، يمكننا، هنا أيضاً تسميتها بالمختلفة. يمكن أن يقرأ هذا النص لوحده(كنص) لاحق، بالمقارنة مع (نص سابق) داخلي. سيكون على المقارن أن يأخذ ثانية دعابة التمثّل التي أطلقها فاليري، عبر مصطلحات جديدة، وأن يتبنى مبادئ تحليل جينيت للنماذج العامة للتناصية الجمعية، ولإعادة التوزيع الممكنة للنص السابق في النص اللاحق. ويستطيع هذا النص اللاحق بالنسبة إلى النص السابق الاحتفاظ به (شاهد) أو إلغاءه (مشكلة الأثر)، أو تعديله أو تحويله (مشكلة المصادر القديمة) أو تطويره (تفسير، توسيع). هكذا ترتسم مقاربات نقدية عديدة ممكنة للنص الأدبي. سيقدم التحليل الداخلي لنص واحد الإمكانية الأدنى، ولكنها ليست الأقل سهولة. ترسم التناصية والحوارية مجالات بحوث أقل إشكالية كثيراً من تجميع النصوص ضمن مناهج : يذوب التحليل المقارني مع قراءة النص واكتشاف بعض المواد، وبعض مبادئ إنتاجه. إذا أضفنا إلى هذه الحالة من الرمز القراءات (الثنائية) (التي تعتمد على نصين للمقارنة)، والمناهج القائمة على نصوص عديدة، والمنهج من خلال (التركيب) الذي سيستحق في زمنه عرضاً مفصلاً، فإننا نكتشف إلى أي حد تخفي كلمة (مقارنة) إمكانيات للقراءة. إن تنوع (المقارنيات) لايبقى فقط بسبب اختلاف البلدان المقصودة، ولا بسبب تنوع القراءات الممكنة لنص أو مجموعة من النصوص. من الواضح أنه يوجد اختلافات حساسة في طريقة مواجهة طبيعة (المقارنية) ورهاناتها.