يتعلق الأمر بعمل جان روسيه (عيونهم تتلاقى) (كورتي، 1984)، المكرس (لمشهد النظرة الأولى في الرواية)، إن الدراسة، وإن كانت قد ركزت على الأدب الفرنسي مع (قليل جداً من التجوال في الآداب الأجنبية)، تعد نموذجاً للدراسة الشكلية والشعرية المقارنة، هناك تفصيل موضح: يتحدث جان روسيه تلقائياً عن (موضوع) يحتفظ في بضعة سطور، وأحياناً في بضعة صفحات، وأيضاً في (مشهد مفتاح)، (بشكل ثابت)، "مرتبط بموقف أساسي"، و"علل سردية"، تحت هذه الصيغ، المواجهة، وإحضار كائنين يريان بعضهما بعضاً لأول مرة، ويقعان في العشق.يتحدث جان روسيه عن (وحدة ديناميكية) أو أيضاً عن (وظيفة) داخل نص بسبب (قدرته التوليدية)، تبدأ وثائق الظاهرة من الرواية اليونانية Theagene et chariclee وحتى مقاطع من خطاب غزلي لبارت، أما فيما يتعلق بالمنهج، يستطيع المقارن، هنا أيضاً، أن يستعمله كثيراً.1- أولاً: استخلاص (عدد من الميزات الثابتة)، من نصوص يتم اختيارها بصورة عشوائية، ثم بعد ذلك (تشكيلها ضمن بنية متجانسة).2- بعد أن (يتكون النموذج) (ونجد ثانية مخطط الأسطورة)، يصبح من الممكن تنظيم دراسة، (ومسار..... مدار عبر ثوابت مكشوفة على سلسلة من النصوص المتطابقة)، يلاحظ إعادة ظهور كلمة (مطابقة)، التي لا تنفصل عن منهج يكوّن نموذجاً.3- هنا، يقوم النموذج (الذي هو نوع من الشكل المثالي)، بدور (شبكة من القراءة)، تسمح بطرح (مسائل ملائمة) وتنظيم تطور الدراسة.4- استجوب بلزاك أولاً لفترة طويلة، ولكن أيضاً كريتيان دو تروي، وروبلي، وروسو، وغوته، وفلوبير (التربية العاطفية) وندجادو بروتون.5- يسمح النموذج النظري بعزل ثلاثة احتمالاات سردية:أ- الأثر، ومباغتة الأثر.ب- التجاوز، وإيصال رسالة واضحة أو خفية.ج- تجاوز البعد أو إلغاؤه.6- تأخذ الانزياحات تقريباً من الأهمية مقدار ما تأخذه تطبيقات النموذج أو انتشاراته: الالتقاء دون رؤيا، والتجاوز كتواتر أولي مثلما هو الحال في المشهد المدهش للقبلة على الكتف في (الزنبق في الوادي)، يقدم التبادل تنوعاً مفيداً من الحالات و المشاهد: التبادل سعيد أو صعب، الاتصال معرقل أو مؤجل، التبادل مقسم أو متوقف، يشار أيضاً إلى أنه في الانزياحات والانتهاكات، الرؤيا مستبقة بفضل صورة مرسومة، الرؤيا مرفوضة (امرأة محجبة)، الرؤيا محجوبة (لقاء ليلي) أو الرؤيا مؤخرة (الاستماع).إننا نقيس إلى أي حد هذه النموذجية الفريدة، أكثر فائدة من بعض الحوارات المجردة أو التصنيفات أو علوم قوانين التصنيف، إن الهام في الشعرية، هو إمكانية (وإرادة) أخذ نص في الحسبان، في كليته، أو سلسلة ينتسب إليها هذا النص، والقدرة على قراءتها ضمن كل أبعاد كتابتها ونماذجها.