يجب أخذ المركز أيضاً ضمن المعنى الجغرافي والثقافي، وضمن بعده الرمزي: يسعى (التراث)، إلى احتلال مركز المنظومة، ولكنه يُدفع، بصورة دائمة نحو المحيط (ضمن المنظور التنازعي، أو الانحطاطي، الخاص بالمنظومة المتعددة)، إننا نفهم كيف أمكن لهذه الإشكالية، أن تفيد الآداب التي تدعى تحديداً بالآداب المحيطية انطلاقاً من مركز معين يعد حاضرة مستعمرة، وكذلك الآداب المسماة (منطقية)، يتقاطع التفكير هنا مع مسارات أخرى:مثل المقارنية (الداخلية) (انظر الفصل الأول).، ومفهومات المناطق الأدبية (انظر الفصل الثاني).اقترح جوزي لامبير، في بحثه المقدم في مونبلييه عام 1980، دراسة كل أدب انطلاقاً من استفتاء بسيط يمكن أن يكمل (الجانب النفعي لهذه النظرية والذي ليس إحدى ميزاتها الدنيا):- ماهي القواعد (المسيطرة/ والمسيطر عليها)؟- ماهي النماذج(المسيطرة/ والمسيطر عليها)؟- ماهي طبقات القواعد والنماذج التي تستطيع أن تظهر ضمن المنظومة المقصودة؟- ماهي الظواهر (مؤلفون، وأعمال، وأساليب، وأوساط) التي تحتل موقعاً مركزياً أو محيطياً؟- ماهي الروابط مع المنظومات المجاورة (روابط منظومية داخلية، أي الأساس نفسه للمقارنية في علاقاتها المسماة -ثنائية-)، والعلاقات داخل منظومة معينة بين ماتحت- المنظومات المختلفة (علاقات منظومية داخلية، مثلاً بين الآداب والفنون)؟- ماهي العلاقات بين الإنتاج، والتراث، والاستيراد، (منظومات أجنبية)؟- ماهي العلاقات فوق -النصية وتنظيمها، خاصة العلاقات مع النصوص الأدبية تحديداً؟- ماهي الروابط بين العناصر التجديدية (الأولية) والعناصر التقليدية (الثانوية)؟من الواضح أن مثل هذا الاستبيان يظهر فائدة المنظومة المتعددة، كتتمة للدراسات التاريخية للأدب، وأداة لإعادة كتابة الظواهر الجمالية، والمركبات الشعرية لمنظومة أدبية.