أربعون حدیثاً نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أربعون حدیثاً - نسخه متنی

روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحديث الشريف المنقول في (الوسائل) عن
(قرب الإسناد) بسند متصل إلى أمير المؤمنين
عليه السلام أنه قال: «قَالَ رسُول اللهِ
صلّى اللهِ عليه وآله وسلم: مَنْ تَزيَّتَ
للنَّاس بِمَا يُحبُّ الله وبارزَ لِلّهِ
في السرِّ بما يَكرَهُ اللهُ لَقِي اللهَ
وهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانٌ ولَهُ ماقِتٌ»
^.
وفي هذا الحديث الشريف احتمالان: الأول:
هو ذلك الذي يظهر للناس الأعمال الصالحة
ويخفى الأعمال القبيحة. والآخر: هو ذلك
الذي يظهر للناس هيكل العمل وفي الباطن
يقصد الرياء، وكلتا الصورتين يشملهما
الرياء، لأن الإتيان بالواجبات
والمستحبات، بغير قصد الرياء لا يستوجب
الغضب، بل يمكن القول أن المعنى الثاني
أفضل لأن التجاهر بالأعمال القبيحة أشد،
وعلى كل حال؛ لا سمح الله أن يكون مالك
الملوك وأرحم الراحمين غاضبا على الإنسان
«أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ
الحَلِيمِ».
فصل: في بيان حديث عَلَوي
نختم هذا المقام بحديث شريف روي في كتاب
(الكافي) عن أمير المؤمنين عليه السلام
ونقل الشيخ الصدوق رضوان الله عليه مثل
هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام
وهو من جملة وصايا الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام وهو
هذا:
بإسناده؛ عن أبي عبدالله عليه السلام:
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«ثلاثُ علاماتٍ لِلْمُرَائِي يَنْشَطُ
إِذا رَأَى النَّاسَ وَيَكْسَلُ إِذا
كَانَ وَحْدَهُ، وَيْحّب أَنْ يُحْمَدَ
فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ» ^.
ولما كانت هذه السيئة ـ الرياء ـ الخبيثة
شديدة الخفاء، غابت حتى عن الإنسان نفسه
بحيث يكون في الباطن من أهل الرياء وهو
يتوهم عمله خالصا، ولهذا ذكروا لها علامة،
وبواسطة تلك العلامة يطلع الإنسان على
سريرته، وينهض لمعالجتها. وهذه العلامة هي
أن الإنسان يشاهد في نفسه عزوفا عن الطاعات
عندما يكون وحده، وإذا تعبد فمع كلفة أو من
منطلق العادة لا تكون ذات إقبال وتوجه، بل
يأتي بالعبادة مقطعة الأوصال من غير كمال
وتمام، ولكن عندما يحضر في المساجد
والمجامع، وفي المحافل العامة يؤدي تلك
العبادة في الظاهر بنشاط وسرور وحضور قلب
ويميل إلى إطالة الركوع والسجود، ويؤدي
المستحبات أداء حسنا مع توفير كافة
أجزائها وشروطها.
إن الإنسان إذا كان منتبها بعض الشيء،
ليسأل نفسه عن سبب مثل هذا التصرف؟ ولماذا
تنصب شباكها باسم التقدس؟ لمّوهت على
الإنسان وقالت: بما أن العبادة في المسجد
أعظم ثوابا أو أن في صلاة الجماعة كذا من
الثواب، يشتد النشاط. أما إذا صلّيت
منفردا وفي غير المسجد، فيكون الاهتمام من
أجل أنه: «يستحب أداء العمل أمام الناس
بصورة حسنة لكي يقتدي به الآخرون ويرغبون
في الدين». أنها ـ النفس ـ تخدع الإنسان
بأية وسيلة كانت، ولهذا لا يفكر في العلاج.
وإن المريض الذي يعتقد نفسه سالما، لا يؤمل
له الشفاء، إن هذا الشقي يرغب في باطن ذاته
ولب سريرته أن يظهر عمله للناس وهو غافل عن
أن ذلك بدافع من الشيطان، بل إن نفسه تظهر
له المعصية في صورة العبادة، وتظهر التكبر
والغرور في شكل ترويج للدين. إن الإتيان
بالمستحبات في الخلوات مستحب، فلماذا
ترغب النفس دائما في أن تؤديها في العلن؟
إنه يبكي من خوف الله في المحافل العامة
بحرقة وألم، ولكنه في الخلوات مهما ضغط
على نفسه لا تندى عينه. ما الذي حدث لكي
يذهب عنه خوف الله إلا بين الناس؟ تسمع له
في ليالي القدر وفي جموع الناس الحسرات
والنحيب والحرقة والبكاء، يصلي مائة ركعة
ويقرأ دعاء الجوشن الكبير والصغير وعدة
أجزاء من القرآن المجيد في وسط الجموع،
دون أن يتلكأ أو يحس بالتعب.
إذا كانت أعمال الإنسان لأجل رضا الله فقط
أو لإستحصال رحمته أو خوفا من النار وشوقا
إلى الجنة، فلماذا يرغب في أن يمدحه الناس
على كل عمل عمله؟ فنجد أُذُنُه متوجهة إلى
ألسن الناس وقلبه عندهم، لكي يسمع من
يمدحه، بقوله: ما أشد تدين والتزام هذا
الإنسان؟ وما أحرصه على أداء الفرائض في
مواعيدها والمستحبات في أوقاتها؟ وإنه
إنسان مستقيم وصادق في معاملاته! إذا كان
الله هو الهدف في عملك فما هذا الميل
المفرط نحو الناس؟! وإذا كانت الجنة
والنار هما اللتان تدفعانك إلى العمل فما
الذي يحكي لنا هذا الانحراف؟! ان تبه، فإن
هذا الحب هو من نفس شجرة الرياء الخبيثة،

/ 311