امیرة العمیاء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امیرة العمیاء - نسخه متنی

صلاح ابراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فوهة بئر عميقة حتى ركل الثعلب الجرذ
بقدمه ركلة قوية، وجد الجرذ نفسه على
أثرها في أعماق البئر. وقبل أن ينطق الجرذ
بأية كلمة وقف الثعلب وقال له:
أمضيتُ عمري في الاحتيال والخداع. وكنت
أحياناً أنتقد نفسي لهذا الطبع الذي
رافقني منذ الولادة. والذي ابتليت به طوال
عمري، ولسوء حظي ابتليت بك أيها المنافق.
أم أنك تظن أيها الأبله أنني أثق بكلامك
المعسول الذي كنت ستقوله لأي ثعلب آخر،
شريطة أن يطعمك ويدبّ الرعب في أوصالك.
ومع ذلك اطمئن فسأخرجك من الماء حالما
أصبح زعيماً للغابة كما كنت تقول لي
دائماً.
ذهب الثعلب غير آسف على جرذ امتاز
بالنفاق. ودأب على وضع نفسه في غير مكانها
الحقيقي. وحال بين الثعلب وبين المحتاجين
لمساعدته ومشورته من أبناء جنسه، وعلى
التفوّه بكلمات المديح والإطراء التي لا
تحمل من الحقيقة شيئاً.
26/2/1999

أنين الكتاب

هاجس خفي بدأ ينقر على مكامن الاطمئنان
لدى الجدّة رغم قناعتها بأن إجابتها كانت
كافية لتبديد مخاوف حفيدها عندما قالت له:
أبوك ذهب باكراً إلى عمله، وأُمّك لم
تستيقظ بعد من نومها، وأبواب منزلنا محكمة
الإغلاق فمن أين جاء الأنين في قاعة
المكتبة؟.
خافت الجدة أن يكون حفيدها مريضاً فبدأت
تتلمس جبهته مرة تلو الأخرى، حمدت ربها
لأن حرارته طبيعية، سألته إن كان يشعر
بألم في رأسه أو تعب في بدنه أو جوع أو رغبة
بالنوم وأي نوع من الطعام يريدها أن تحضرْ
له؟
أجاب الحفيد بالنفي على أسئلة جدته فهو لا
يشعر بألم أو تعب وليس لديه رغبة في النوم
أو الطعام ومع ذلك بقيت الجدة في حيرة من
أمرها.. الصغير لم يحدّث والدته بعد
استيقاظها بما حدث لقناعته بأن جوابها لن
يكون بأفضل من جواب جدته. إنما رغب في
إخبار والده فهو يحبه كثيراً، ويعتبره
مثله الأعلى. ما إن سمع الأب ما قاله صغيره
حتى انهال بأسئلته على زوجته: هل حرارة
ماجد كانت عالية ولماذا لم تستدعوا
الطبيب؟.. الخ.
الأُم والجدة أكدتا معاً أن ماجد لم يشكُ
من شيء وأنّه تناول طعامه بشهيته المعهودة
وأنّ نومه كان هادئاً وهو نشيط طوال
النهار.
في صباح اليوم التالي دخل ماجد أكثر من
مرة إلى قاعة المكتبة متأملاً ومندهشاً من
أعداد الكتب الكثيرة التي تكاد تنوء
لثقلها رفوف المكتبة في حين كانت جدته
وأُمه تراقبانه بحذر شديد.
لكنه لم يطرح عليهما أي سؤال وهما بدورهما
قررتا عدم سؤاله كي لا تثبتا فكرة الأنين
في ذهنه. أملاً بأن يكون قد نسيها.
كان الأب قلقاً، وجل تفكيره بما سمعه من
ابنه البارحة ولم يخطر بباله أنّ الصغير
استوحى فكرة الأنين من درس معلمته عن
أهمية الكتاب وفوائده، وأن هذا الأخير
يتألم إذا بقي في المكتبة مهملاً، وأنّ
الكثير من الكتب يوضع في المكتبات للزينة
وإشباع الغرور ليوحي للآخرين بأن سكان هذا
المنزل من أصدقاء الكتاب. الصغير ماجد يرى
بأُمّ عينه أنّ مكتبتهم ضخمة، وأن لا أحد
يقرأ هذه الكتب وأن أباه يفتح أبواب
المكتبة ونوافذها ليراها زوارهم وأن
بعضهم يقف أمامها مذهولاً لضخامتها. قال
في نفسه:

كلام معلمتي ينطبق على مكتبتنا والكتب
لدينا حتماً تتألم. لن يهدأ لي بال حتى
أقرأ مستقبلاً هذه الكتب.
ما إن اجتمعت الأسرة على طاولة العشاء حتى
توجه ماجد إلى والده قائلاً: أسمع أنيناً
آتياً من قاعة المكتبة يا أبت.
الأب: هذا مستحيل، القاعة لا تحوي إلا
الكتب، والكتب خرساء لا تتكلم ولا تعرف
الألم أو الأنين.
الصغير: أصوات الكتب أقوى الأصوات، لماذا
لا تسمعون أنين مكتبتنا أم أنكم لا ترغبون.
الأب: اصدقني يا ولدي، أتسمع أنيناً أم
تتصور وتتخيّل هذا أَم أنك مريض؟.
الصغير: شرحت لنا معلمتنا عن دور الكتاب
وأهميته وأنه يتألم إذا أُهمل.
أثنى الأب على صغيره لإصغائه الجيد لدرس
معلمته ولما يحمله من حبّ للكتاب نبع
المعرفة، وأقرّ بينه وبين نفسه أنّ الكتب
وجدت لقراءتها والاستفادة منها لا لعرضها
والتباهي بها.
24/1/2003

العقد

في أحد الصباحات الجميلة انفرجت شفتا
الأرض عن ابتسامة رقيقة فولدت السواقي
والأنهار.. واتبعتها بقهقهة عالية فتشكلت
البحار والمحيطات.
احتارت الأرض بين أن تلوم نفسها على ما
فعلت أو تمدحها. وبينما هي في غمرة نقاش
داخلي حاد زمّت شفتيها فولدت الجبال

/ 13