ابداع و الاتباع فی أَشعار فتاک العصرِ الأمـوی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابداع و الاتباع فی أَشعار فتاک العصرِ الأمـوی - نسخه متنی

عبدالمطلب محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والتطوير بالفعل، لأسباب ودوافع سياسية
واجتماعية وثقافية وحتى فكرية، مما
تتطلبه أية عملية من هذا النوع في مجال أو
ميدان من مجالات الحياة وميادينها كذلك.
وانطلاقاً من الرغبة في الوقوف بثبات
أكبر على هذه الحقيقة، النبيلة، ومن ضرورة
الانطلاق من روح الجهود العلمية التي
أظهرتها الدراسات المهمة السابقة، ومن
أهمية المنهج التحليلي الفني كذلك في
الوصول إلى نتائج أكثر وضوحاً تصُب في
خدمة هذه الدراسة وأهدافها، رأيت تقسيمها
إلى أربعة فصول، خصَّصت الأول منها لدراسة
مفهوم الفتك والصعلكة، من خلال عرض أهم
المعاني المعجمية والمفهومات الاصطلاحية
لهذَين النَعتين تحديداً، لترادفهما في
عدد من الملامح والسمات، ثم من خلال عرض
السمات المتباينة بينها - بعد الوقوف على
المعنى والمفهوم الأكثر دقّة لكل منهما -
وانطلاقاً بعد ذلك لتحديد العوامل
والدوافع التي أدت إلى ظهور هذه الطائفة،
والآراء ووجهات النظر المتباينة التي
عكستها دراسات الباحثين السابقين بشأنها،
فضلاً عن تحديد أبرز الشعراء الذين عنيت
بدراستهم من بين عشرات آخرين من شعراء هذا
العصر، مع الحرص على مناقشة تلك الآراء
ووجهات النظر، وملاحظة ما أمكن ملاحظته من
كل إيجابي او سلبي منها، ومحاولة تقريب
أبرز ما يمكن من تلك الإيجابيات إلى
بعضها، واستبعاد كل ما هو سلبي لا يخدم هدف
هذه الدراسة.
في حين تناول الفصل الثاني بالدراسة
المضامين الفكرية والموضوعية في شعر
طائفة الشعراء الفتاك وأشباههم المختارة،
لأن هذه المضامين تشكل الأرضية الحقيقية
لأي عمل إبداعي من جهة، وأن من شأنه الكشف
عن الأبرز مما يدخل ضمن معالم الإبداع
وأسسه المنشودة في أشعارها، وفي الشعر
بعامة من جهة أخرى.
لذلك انطلق البحث في هذا الفصل من تحديد
المعنى الدقيق - معجمياً واصطلاحياً -
للإبداع والمفهومات التي إنتهى اليها
الباحثون والنقاد العرب والغربيون
القدامى منهم والمحدثون على السواء بشأن
الإبداع نفسه تمهيداً للدخول في مجال
معاينة هذه المضامين، وتلمُس الأكثر أو
الأبرز أو الأكثر تعبيراً عن الجدّة
والابتكار، فكانت الموضوعات المستهدفة
تتوزَع على: التشرّد والخوف، والحنين إلى
الأهل والأحباب، وعذاب السجن، والايمان
والحكمة، وأخيراً الاعتداد بالنفس. وقد
حاولت من خلالها تأكيد أهمية مستجدات
الحياة في العصر الأموي، وما شهده من
متغيرات فكرية (سياسية ودينية) ومتغيرات
اقتصادية واجتماعية، وما شكلته من أبعاد
ثقافية، في بروز هذه المضامين والموضوعات
أكثر من سواها مع تسجيل ملاحظة مهمة في هذا
الشأن تتعلق بتماثل بعض هذه الموضوعات
التي سبق أن طرقها الشعراء السابقون، في
عصرَيْ: ما قبل الإسلام وصدر الإسلام.
ولقد توخى البحث في الفصل الثالث السعي
للوصول إلى الهدف نفسه، ولكن من زاوية
أخرى هي الزاوية الخاصة ببنية أشعار طائفة
الشعراء هذه فنيّاً، والتي وصفها البحث بـ
"البنية الشكلية" من أجل الوقوف على شكل
البناء الشعري ومدى إيغاله في التقليدية
المعروفة للقصيدة العربية، أو تباينه مع
ذلك الشكل، من خلال ثلاث خصائص تتمثل
أولاها، بالبنية الشكلية (أبيات مفردة
ومقطعات وقصائد ومطولات)، لتحديد البنية
الأكثر هيمنة في أشعار هذه الطائفة، وما
تعنيه هذه الهيمنة - من حيث الدوافع
والأسباب - من جهة، ثم ما تشكله من معالم
إبداع أو عدمها في هذه الأشعار قياساً بمن
سبق من شعراء العصرَين اللذَّين تقدّما
على العصر الأموي من جهة ثانية، ثم دراسة
الخصيصة الثانية المتمثلة بالبنية
الموسيقية (الأوزان أو البحور والقوافي
الشعرية)، لتحديد الأكثر هيمنة من بينها
في هذه الأشعار، والوقوف - من ثَمَّ - على
غاية هذه الدراسة وهدفها منها، بينما
تناول البحث الخصيصة الثالثة المتمثلة
بالبنية الموضوعية، أو حضور الوحدتين:
العضوية والموضوعية في البناء الهيكلي
الخارجي لهذه الأشعار، من خلال دراسة عدد
من الأمثلة المختارة من المقطعات
والقصائد والمطولات الشعرية، من بين
مجموع اشعار هذه الطائفة من الشعراء، وما
يمكن أن يظهره هذا الجانب من جوانب - أو
خصائص - البناء الشكلي للأشعار من ملامح
إبداع أو عدمها، لما لهذه الخصائص - مجتمعة
- من أهمية مرتبطة بالمضامين الفكرية
والموضوعية، التي تم تناولها في الفصل
السابق (الفصل الثاني) من جانب، وكذلك
بالخصائص الأسلوبية التي تمثل البنية
الداخلية لهذه الأشعار، والتي تناولها
الفصل الرابع من هذه الدراسة، من جانب آخر

/ 97