اسلام بین کینز و مارکس و حقوق الإنسان فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اسلام بین کینز و مارکس و حقوق الإنسان فی الإسلام - نسخه متنی

نعیمة شومان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العلاقة هو استعراض بعض النواحي
التطبيقية.
فالمجتمعات التي سبقت العصر الحديث في
الوجود كانت متقاربة -إلى حدٍ كبير- في
وسائل الإنتاج وأساليبه، ولم يكن بينها أي
فرق جوهري. فالزراعة التقليدية، والصناعة
اليدوية هما الشكلان الرئيسيان للإنتاج
في مختلف تلك المجتمعات، وبالرغم من ذلك
فإنها كانت تختلف اختلافاً كبيراً في
مستوياتها العلمية. فلو كانت أشكال
الإنتاج وأدواته هي العامل الأساسي الذي
يحدد لكل مجتمع محتواه العلمي ويطور
الحركة العلمية تبعاً لدرجته التاريخية،
لما وجدنا تفسيراً لهذا الاختلاف،
ولامبرراً لازدهار العلم في مجتمع دون
آخر.
فلماذا -على سبيل المثال- اختلف المجتمع
الأوروبي في القرون الوسطى عن المجتمعات
الإسلامية في الأندلس والعراق ومصر، مع
اشتراكها في نوعية القاعدة؟ وكيف ازدهرت
في المجتمعات الإسلامية الحركة العلمية
في مختلف العلوم، وبدرجة عالية جداً، ولم
يوجد لها أي تباشير في أوروبا الغربية
التي هالها مارأته في حروبها الصليبية من
علوم المسلمين ومدنيتهم؟^*
ولماذا استطاعت الصين القديمة وحدها أن
تخترع الطباعة، ولم تتوصل إليها سائر
المجتمعات إلا عن طريقها (فقد أخذ
المسلمون هذه الصناعة عن الصينيين في
القرن الثامن الميلادي، ثم أخذتها أوروبا
عن المسلمين في القرن الثامن عشر).
بالإضافة إلى ذلك، فكثير من الحاجات
الاقتصادية القديمة العهد بالتاريخ لم
يتوصل الفكر إلى تلبيتها إلا بعد مرور
قرون عديدة، بينما -على العكس- فقد سبق
العلم الحاجات الاقتصادية بعشرات القرون
في كثير من الحالات. (فعلى سبيل المثال،
فإن اكتشاف المغناطيس في تعيين اتجاه
السفن لم يتم إلا في القرن الثالث عشر، مع
أن الطريق البحري كان هو الطريق الرئيسي
منذ قرون خلت، وعلى العكس، فإن اكتشاف
البخار قد تم في القرن الثالث الميلادي،
أي قبل المجتمع الرأسمالي الذي دعا إليه
بعشرات القرون.
المادية التاريخية وتكون الطبقات
ومايقال في تكون الأفكار لدى الماركسية
نتيجة للوضع الاقتصادي والقوى المنتجة،
يقال أيضاً بالنسبة لتكون الطبقات: (( إن
انقسام الناس-حسب الماركسية- إلى فئة تملك
كل وسائل الإنتاج، وفئة لاتملك منها
شيئاً، هو السبب التاريخي لوجود الطبقات
في المجتمع بأشكالها المتنوعة تبعاً
لنوعية الاستغلال الذي تفرضه الطبقة
الحاكمة على المحكومة من عبودية أو قنانة
أو استخدام بالأجرة)).
ونعود هنا إلى السؤال التقليدي: (الدجاجة
سبقت أم البيضه)؟ فالتكوين الطبقي للطبقة
الرفيعة الحاكمة في المجتمع، إذا كان
نتاجاً للملكية (الوضع الاقتصادي)، فلابد
لها من إيجاد هذه الملكية لكي تصبح رفيعة
حاكمة، ولاسبيل إلى حصولها على تلك
الملكية إلا عن طريق النشاط في ميادين
العمل. ولم يسبق أن كان النشاط في ميادين
العمل هو الطريق الأساسي لتكون الطبقة
الحاكمة في المجتمع، اللهم إلا بالنسبة
للمجتمع الرأسمالي في ظروف تكونه
وتكامله، وحتى في هذا المجتمع، فكان السلب
والنهب والنفوذ الاستعماري وسيلة الوصول
إلى الحكم أكثر منه عن طريق النشاط في
ميادين العمل. وكلنا يعلم كيف تكونت
الطبقة الحاكمة في أمريكا، وأعمال البطش
والإبادة الجماعية التي استعملها الغازون
الأوروبيون بالهنود الحمر، الشعوب
الأصلية، دون أن يكون لهؤلاء الغازين في
هذه القارة أي عنصر من عناصر المادية
التاريخية.
وإذا عدنا إلى التاريخ القديم نجد أن طبقة
رجال الأعمال في المجتمع الروماني كانت
تداني الأشراف في ثرواتها بالرغم من
التفاوت الكبير بين مقامهما الاجتماعي.
وعلى العكس، فإن طبقة (الساموراي) ذات
النفوذ الكبير في اليابان القديمة، والتي
كانت تداني الإقطاع في السلم الاجتماعي،
لم تكن تعتمد إلا على فروسيتها وخبرتها في
حمل السيف وليس على الملكية. وقس على ذلك
طبقة (الآريين الفيديين) الذين غزوا الهند
قبل التاريخ الحديث بألفي سنة وسيطروا
عليها وأقاموا فيها تنظيماً طبقياً لم يكن
للملكية أي أثر في تكوينه، بل كان قائماً
على أسس عسكرية، ودينية وعنصرية، ولم يشفع
للتجار والصناع مكليتهم لوسائل الإنتاج كي
يرتقوا إلى مصاف الطبقات الحاكمة، أو
ينافسوها في سلطانها السياسي والديني.
وأخيراً، كيف نفسر قيام الطبقة الإقطاعية
في أوروبا الغربية نتيجة للفتح الجرماني،
إذا لم نفسره تفسيراً عسكرياً وسياسياً؟
فكلنا يعلم، وحتى انجلز نفسه قد اعترف بأن
القواد الفاتحين الذين تكونت منهم تلك
الطبقة لم يكن مقامهم الاجتماعي ناتجاً عن
الملكية الإقطاعية، وإنما تكونت ملكيتهم

/ 63