اسلام بین کینز و مارکس و حقوق الإنسان فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اسلام بین کینز و مارکس و حقوق الإنسان فی الإسلام - نسخه متنی

نعیمة شومان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإقطاعية هذه تبعاً لدرجتهم الاجتماعية،
وامتيازاتهم العكسرية والسياسية الخاصة،
بوصفهم غزاة فاتحين دخلوا أرضاً واسعة،
وتقاسموها، فكانت الملكية أثراً، ولم تكن
هي العامل المؤثر.
وهكذا، فإن الواقع التاريخي للإنسانية
لايسير في موكب المادية التاريخية، وبذلك
تخسر الماركسية برهانها العلمي، وتبقى في
مستوى سائر الاقتراحات المذهبية.
نظرية ماركس بالقيمة الفائضة
لابد لنا قبل أن نعرج على الماركسية كمذهب
من إبداء الملاحظتين التاليتين عن نظرية
ماركس "بالقيمة الفائضة" التي تعتبر
المصدر العام لأرباح الطبقة الرأسمالية،
والسبب في الصراع الطبقي المحتوم بين
الطبقة المالكة لوسائل الإنتاج والطبقة
العاملة، والذي سيؤدي بالرأسمالية
العالمية -حسب رأيه- إلى مصيرها المحتوم.
وكلنا يعلم أن نظرية القيمة الفائضة،
تعتبر أن المنبع الوحيد لقيمة السلع هو
العمل الذي أهرق فيها. وإن الفرق بين
مايدفعه الرأسمالي إلى العامل من أجور،
وما يتسلمه من إنتاجه من قيمة (إذ أن
الرأسمالي يقتطع من العامل جزءاً من
القيمة التي يخلقها، كربح له) هو بمثابة
السرقة لحقوق العامل. وهذه من شأنها أن
تؤدي -بطبيعة الحال- إلى قيام صراع عنيف
بين الطبقة المسروقة والطبقة السارقة،
حسب رأيه.
الملاحظة الأولى:
إن كان العمل يحتل أهمية قصوى في تحديد
قيمة السلعة، إلا أن المادة (موضوع العمل)
لايمكننا أن ننكر قيمتها. فالعمل المنصب
على استخراج معدن كالذهب مثلاً، لاتقارن
قيمته بالنسبة للعمل المصروف على استخراج
صخور لاتجدي نفعاً. فالعنصران إذاً،
(المادة والعمل) متفاعلان ومتضامنان في
تكوين القيمة التبادلية للسلع المستخرجة.
فليست القيمة كلها -إذاً- نابعة من العمل،
وليس صاحب العمل هو المصدر الوحيد لقيمة
السلعة، وبالتالي ليس من الواجب أن تكون
القيمة الفائضة (الربح) جزءاً من القيمة
التي يخلقها العامل دون اعتبار ما لمواد
الإنتاج الطبيعية من نصيب في قيمة السلعة
المنتجة.
الملاحظة الثانية:
وهناك عنصر آخر أقصته الماركسية من
حسابها، لدى محاولة اكتشاف سر الربح، وهو
القدر الذي يخلقه المالك نفسه من قيمة،
بسبب مواهبه التنظيمية والإدارية التي
يستعملها في تسيير المشروع الصناعي أو
الزراعي. فهناك مشاريع متساوية في رؤوس
أموالها والأيدي العاملة التي تعمل فيها،
ومع ذلك فقد تختلف اختلافاً هائلاً في
الأرباح التي تجنيها طبقاً لكفاءات
التنظيم ومقدرة الرؤوس الخالقة للثروة من
الإشراف على عملية الإنتاج وعلى تصميمها،
وتحديد مايلزم، والبحث عن منافذ لتوزيعها.
وإذا كان العمل جوهر القيمة -حسب ماركس-
فمن باب أولى أن يكون للعمل القيادي
والتنظيمي، والفكر الذي خلق الثروة نصيب
من القيمة التي يخلقها العمل في السلعة.
وهكذا، فإن انهيار نظرية القيمة الفائضة
يتبعه رفض التناقضات الطبقية التي
تستنتجها الماركسية من هذه النظرية،
كالتناقض بين العامل والمالك بوصفه
سارقاً يقتطع من العامل الجزء الفائض من
القيمة التي يخلقها في السلعة موضوع
العمل.
والحقيقة التي يقررها الاقتصاد الإسلامي
بهذا الصدد هي أن المالك لا يشتري من
العامل عمله، كما يرى الاقتصاد
الرأسمالي، ولايشتري أيضاً منه قوة
العمل، كما يقرر الاقتصاد الماركسي^*
وإنما يشتري المالك من العامل منفعة عمله.
فمنفعة العمل شيء مغاير للعمل ولطاقة
العمل، وهي بضاعة لها قيمة بمقدار مالتلك
المنفعة من أهمية، كتحويل قطعة الخشب إلى
منضدة، أو تحويل فلزات الذهب إلى مجوهرات.
وهذا المبدأ يفسر انخفاض القيمة
التبادلية لسلعة من السلع، تبعاً لانخفاض
الرغبة الاجتماعية فيها نتيجة عامل سياسي
أو ديني أو فكري أو أي عامل آخر، فتتضاءل
قيمة السلعة بالرغم من احتفاظها بنفس
الكمية من العمل الاجتماعي، وبقاء ظروف
إنتاجها كما هي دون تغيير. وهذا يبرهن
بوضوح على أن للدرجة التي تتيحها السلعة
من الإنتفاع وإشباع الحاجات، أثراً في
تكوين القيمة التبادلية.
ب-الماركسية كمذهب اقتصادي
ذكرنا في مطلع هذا الفصل أن العلوم
الاقتصادية هي دراسات منظمة للقوانين
الموضوعية التي تتحكم في المجتمع، كما
تجري في حياته الاقتصادية. أما المذهب
الاقتصادي فهو المنهج الذي يطالب به أنصار
النظرية العلمية لتنظيم الوجود الاجتماعي
على أساسه، بوصفه المخطط الأفضل الذي يحقق
للإنسانية، ماتصبو إليه من سعادة ورخاء.
وقد تناولنا العلوم الاقتصادية من وجهة
نظر الماركسية بالتحليل والفحص على مجهر

/ 63