ایجابیة و السلبیة فی الشعر العربی بین الجاهلیة و الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ایجابیة و السلبیة فی الشعر العربی بین الجاهلیة و الاسلام - نسخه متنی

علی الشعیبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عندنا: لا.. طبعاً. فهل من ضير إذا راحت
كلمات شعراء آخرين ترسم لنا صورة أخرى،
وهل من ضير إذا وقفنا عند صور أخرى للشعراء
المشهورين المعروفين أنفسهم؟. إن الشاعر
ذو دور عظيم في المجتمع العربي. والشعر سجل
بالإيجابي والسلبي من مواقف الشعراء
والحاكمين، والمحكومين، سجل بالمفاهيم
المختلفة التي تسود في كل عصر من العصور،
ومن هنا فإنه يمكن الاعتماد على الشعر في
إعادة تسجيل جزء من التاريخ. لكن الحديث عن
نفوذ الشعر والشاعر في حياة العرب قد يجد
معارضين، فلابد من التثبت واليقين في هذه
المسألة لأهميتها من جهة، ولأننا نعتمدها
في بحثنا كلّه من جهة ثانية.
كان ملوك العرب وزعماؤهم يدركون أثر
الشعراء في حياتهم، فكانوا يحسبون
حسابهم، ويرضونهم لكسب الرضى العام،
ويأخذون بآرائهم، ويعملون غالباً على كسب
جانبهم، وإلا فلابدّ للحاكم من ملك أو
أمير أن يأخذ الشاعر بالعقاب ليتخلص منه
بطريقة يضمن فيها بعده ، ونجاته من لسانه.
أرسل الملك عمرو بن هند طرفة بن عبد الشاعر
الجاهلي بكتاب إلى المكعبر عامله على
البحرين، وعمان، يأمره فيه بقتله، لأبيات
بلغ الملك أن طرفة هجاه بها^(^^) ، فتخلص منه.
كما روى أن النّوار زوجة الفرزدق، كانت
احتكمت إلى عبد الله بن الزبير في زوجها.
فقال: إمّا أن ترجعي مع ابن عمك وتتزوجيه
وإمّا أن نقتله فلا يهجونا^(^^) " وهكذا يصبح
الشاعر مرهوب الجانب مما يحمل القوم على
معاملته بالحسنى والعناية به بوصفه ضيفاً
خارقاً للعادة^(^^) . ولسيرورة الشعر على
الأفواه، تجنب الأشراف ممازحة الشعراء^(^^)
خوفا من ألفاظ تسمع منهم. فالشعراء أصحاب
ألسنة حداد، على العورات موفية، وعن
الخبايا باحثة. والاحتكاك المباشر بهم من
أجل قضيّة ما قد يولد شعراً لا يريده
الأشراف، فيحاولون كبح جماح الشاعر
بالقوة؛ ولكن تلك القوة لم تكن تحول دون
انتشار الشعر في جانب سلبي أو إيجابي.
روي أن الشّعبيّ^(^^) - وهو أحد قضاة الخليفة
الأموي عبد الملك بن مروان - حكم بين رجل
وامرأته، فحكم للمرأة، فقال زوجها:
فُتن الشّعبيُّ لمّا
رفع الطّرف إليها
فتنتهُ ببنان
وبخطيِّ حاجبيها
ومشت مشياً وَئِيداً
ثم هزّت منكبيها
قال للجلواز: قَرّبْها وأَحضر شاهديها
فقضى جوراً على الخصم
ولم يقض عليها
فأمر الشّعبيّ بالرجل فعوقب، ولكن العقاب
لم يمنع الأبيات من الانتشار، فسارت مع
الركبان شرقاً وغرباً. وحكى الشعّبيّ ذاته
قال: مررت في البصرة بفتاة تملأ جرتُها
وتتغنّى "فتن الشّعبيّ... فتن الشّعبيّ"،
ولم تستطع أن تكمل البيت، فقلت لها:
فتن الشّعبي لمّا
رفع الطرف إليها
ففرحت به فرحاً شديداً، وشكرتني،
وانصرفت، وهي تتغنى بالبيت^(^^) هذا الشعر.
وأما الشعراء فهم ".. أمراء الكلام يقصرون
ويمدّون المقصور، ويقدمون ويؤخرون،
ويؤشرون ويشيرون، ويختلسون ويعيرون،
ويستعيرون"^(^^) .
كان الشاعر على بصيرة من أمره عارفاً
مكانته في المجتمع، عاملاً على حفظ تلك
المنزلة الرفيعة. وقد ورد أن الشاعر
"الطفيل الدوّسي قدم مكة، ورسول الله بها،
فحذّره رجال من قريش من سماع النبي حتى لا
يتأثر بقوله. قال الطفيل: فما زالوا بي حتى
أجمعت لا أسمع منه شيئاً، ثم قلت في نفسي:
واثكل أمي!... والله إني رجل لبيب شاعر، ما
يخفى عليّ الحسن من القبيح، فما يمنعني من
أن أسمع هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان الذي
يأتي به حسناً قبلته، وإن كان قبيحاً
تركته^(^^) .
وعلى الرغم من وضوح هذا الأمر، فإن بعض
نقاد الأدب، ادّعى أن أشراف الجاهلية،
كانوا يأنفون من قول الشعر، فينهون

/ 186