بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 1/ الإسلام ومبدأ المقابلة بالمثل السيد جعفر مرتضى العاملي الوكالة العالمية للطباعة والنشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 2/ حقوق الطبع والنشر محفوظة الطبعة الأولى 1409هـ ـ 1989م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 3/ تقديم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين، إلى قيام يوم الدين.. وبعد.. فإن الحديث عن ذلك الأمر، الذي قبله الناس على أنه مبدأ مفروغ منه. ألا وهو مبدأ «المقابلة بالمثل» في الحرب، وعن سائر ما يرتبط به من قضايا وأحكام، لهو حديث طويل، ومتشعب، ومترامي الأطراف، ولا يمكن لنا الإحاطة به ما دمنا لسنا بصدد دراسة مستوعبة وشاملة له في الوقت الحاضر على الأقل.. ولهذا.. فإن من الطبيعي: أن نقتصر في بحثنا هذا على الإلمام بمقاطع، وجهات محدودة، تتناسب في حجمها، وفي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 4/ مستوى التعرض لها، مع الوقت المحدود، والفرصة المتاحة، والمناسبة التي اقتضته.. والحمد لله، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين. قم المشرفة جعفر مرتضى العاملي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 5/ تمهيد: الدفاع عن النفس: إن مما لا ريب فيه، أن الشارع المقدس، حين شرع أحكامه، وسنّ قوانينه، لم يكن في منأى عن الواقع، ولا كان غافلاً عن مقتضياته، وتحولاته.. بل هو قد راعى أدق خصائصه، وأعمق كوامنه، فجاءت هاتيكم الأحكام، وتلك التشريعات، لتكون البلسم الشافي، والدواء الناجع، لكل ما يعاني منه الإنسان في هذه الحياة، كما وكانت خير معين، وأقوى دافع، وأسمى وسيلة لانطلاقة الإنسان في مسيرته التكاملية، في خصائصه الإنسانية، نحو تحقيق ذاته، والاستفادة من إمكاناته، وقدراته، على النحو الأفضل والأمثل.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 6/ وطبيعي. أن تمر في حياة هذا الإنسان، الكثير من المصائب، والبلايا، والرزايا، التي تستهدف حياته، ووجوده أحياناً، وخصائصه الإنسانية، التي هي موهبة إلهية، أحياناً أخرى.. وبعض ذلك يأتيه من قبل أبناء جنسه، الذين انساقوا وراء نوازعهم وأهوائهم، وزين لهم الشيطان أعمالهم. فكان حق الدفاع عن النفس، في مقابل أي تجن أو اعتداء، يتعرض له، هو الأمر الذي اقتضته فطرته، وفرضته عليه جبلته، وحكم به عقله، ورضيه له ضميره، ووجدانه..