بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
للتعدي على الحرمات؟! أم أنه يحتم الاقتصار على أمور معينة، لا يرضى بالتعدي عنها أو تجاوزها في أي من الظروف والأحوال؟!.. ـــــــــــــــ (1) أحكام القرآن للجصاص ج2 ص403 وراجع: فتح القدير ج5 ص63، والجامع لأحكام القرآن ج16 ص317. (2) المصدر السابق ج2 ص401ـ403. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 9/ ونحن في مقام الإجابة على هذا السؤال، لابد لنا من التعرض في بحثنا إلى أمور كثيرة.. ولعل أبرزها: 1ـ الإشارة إلى أن هذا الأمر مما يقره العقل، وينسجم مع الفطرة.. 2ـ ثم إيراد بعض الآيات القرآنية، التي تعرضت لأمر المقابلة بالمثل بصورة عامة، وطرحته على أنه قاعدة عامة، ومبدأ مقبول، في مجال التعامل مع الذين يحاربون الله ورسوله، ويكيدون للإسلام، وللمسلمين. مع نقل بعض ما قاله العلماء حول الآيات.. 3ـ ثم نذكر بعض الروايات التي تؤيد هذا المبدأ أو تشير إليه.. 4ـ ونذكر كذلك بعض ما يرتبط بالعمل بهذا المبدأ بالنسبة للمشركين.. 5ـ ثم يأتي دور الحديث عن البغاة، الذين خرجوا على أمير المؤمنين، وغيرهم، وتطبيق الآية القرآنية التي في سورة الحجرات عليهم.. مع الإشارة إلى رأي أمير المؤمنين، وأصحابه حول إيمان، أو كفر الذين حاربوهم.. 6ـ وكذلك لسوف نتحدث عن وسائل الحرب مع البغاة، وعن معاملة البغاة على أساس مبدأ المقابلة بالمثل. 7ـ كما ونشير إلى أننا إذا قبلنا بهذا المبدأ، وتوصلنا إلى أنه معمول به إسلامياً، فهل يبيح لنا: أن نستعمل الوسائل، ونقوم بنفس الأعمال التي يستعملها، ويقوم بها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 10/ العدو ضدنا، بنحو مطلق؟! أم أن ذلك يختص ببعض الموارد دون بعض؟. وهل أن ضرب العدو لمدن وقرى المسلمين، وقتل النساء والأطفال، يبيح لنا ضرب مدنه وقراه، حتى ولو كان فيها النساء والأطفال أيضاً؟!.. وإذا جاز ذلك بالنسبة للعدو من غير المسلمين، فهل يجوز ذلك بالنسبة للمحاربين البغاة؟! أم لا يجوز ذلك؟!. 8ـ وأخيراً. فهل يمكن أن نعتبر أمير المؤمنين (عليه السلام) قد خرج على هذا المبدأ ـ مبدأ المقابلة بالمثل ـ ورفضه، وأدانه، في قضية منع الماء، وإباحته في حرب صفين؟ أم أنه كان ثمة سرّ آخر يكمن وراء موقفه ذلك؟!.. إلى أمور أخرى اقتضى البحث الإشارة إليها، من دون محاولة التوسع والاستقصاء، إلا في حدود معينة فرفضتها طبيعة هذا البحث. فإلى ما يلي من صفحات.. والله هو الموفق والمسدد.. وهو ولينا.. وهو الهادي إلى سواء السبيل.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ /صفحة 11/ الإسلام ومبدأ المقابلة بالمثل الأحكام الشرعية بين العقل والفطرة: إن من المعروف المتداول: أن الأحكام الإلهية، قد جاءت منسجمة مع أحكام العقل ومع مقتضيات الفطرة، ولا تشذ عنها في شيء..