اغتراب فی الشعر العراقی المعاصر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اغتراب فی الشعر العراقی المعاصر - نسخه متنی

محمد راضی جعفر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الاغــتراب في الشعر العراقي المعاصر


- مرحلــــــــة الـــــــرواد -


دراســــــــة


- محمد راضي جعفر


الاغتراب


في الشعر العراقي المعاصر


( مرحلـــــــــة الــــــرواد )


- دراســــــة -


المقدمــــة


الاغتراب -ظاهرةً- قديمةٌ قدم الإنسان في
هذا الوجود. فمنذ أن تكونت المجتمعات
الأولى نشأت معها وفي ظلها الأزمات التي
كانت تتمخض -بشكل أو بآخر- عن أنواع من
الاغتراب عانى منها الفرد، وواجهها على
وفق حجم طاقاته العادية والروحية، فقد
تقوده إلى التمرد والعصيان، مثلما قد تفضي
به إلى الاستسلام والانعزال والانكفاء على
الذات.


ويبدو أن الاغتراب قدر الشعراء العرب
القدامى:


فقد تغرب امرؤ القيس حين أنكر عليه أبوه
قول الشعر وخرج مغضوباً عليه في نفر من
شذاذ طيء وكلب بعد أن شبب بإحدى نساء أبيه.
كما عانى طرفة بن العبد من الاغتراب حين
خرج على مجتمعه وتمرد على قيم القبيلة
فتحامته العشيرة. وعرف عنترة العبسي
الاغتراب بسبب لونه ونسبه لأمّه وهي
الأمَةَ الحبشية وكان ذو الرمة ضحية
الاغتراب الاجتماعي بسبب مرضه العصبي، ثم
العاطفي حين أحب ((ميّة)) قرابة عشرين
عاماً.


وعانى أبو تمام من اغترابات شتى: مكانية
واجتماعية ونفسية حتى آمن بأن الاغتراب هو
التجدد. وارتبط الاغتراب بحياة أبي الطيب
المتنبي أيما ارتباط فكان نسيج وحده،
افرده الهّم مثلما افرده الحسد. وكان لأبي
فراس الحمداني اغترابه هو الآخر: بسبب
مرارة الأسر وعذابات الشوق والحب، وعاش
الشريف الرضي اغترابات حادة على رأسها
اغترابه الروحي الذي تلبسه بسبب مآسي
سلالته الهاشمية.


فإذا ما اقتربنا من أبي العلاء المعري
أطْللْنا على ذروة اغتراب النفس، واغتراب
المكان واغتراب الجسد. وهكذا يتكشف لنا
الاغتراب من خلال أولئك الشعراء وسواهم عن
نفوس طامحة وأرواح مجنحّة تاقتْ إلى
العلو، ووجدت في الأرض جحيماً لا يُطاق.


وقد بات الاغتراب قضيةً تناولها الفلاسفة
والمفكرون بالتحليل وتعقبّوها بالبحث
والاستقصاء بعد نشوء المجتمع الصناعي من
جهة، وقيام الحربين الكونيتين وما
رافقهما من مآسٍ وويلات من جهة أخرى حتى
ليصح أن يقال إنَّ في كل إنسان مغترباً.


ولقد عانى الإنسان العربي بعامة والمثقّف
بخاصّة، من اغترابات شتى، واتسمت ردود
فعله بأشكال شتى تراوحت بين الانسحاب من
الواقع إلى هامش الحياة، أو الرضوخ للنظام
القائم والاندماج في مؤسساته، أو التمرد
بنوعيه: الفردي والثوري الجماعي، أو
الهجرة إلى الخارج بحثاً عن فرص أفضل في
الحياة.


ولابد من الإشارة إلى سببين جوهريين وراء
اغتراب المثقف: يتصل الأول بقضية الحرية
وما يتعلق بها من مداخلات السلطة السياسية
والاجتماعية، ويتعلق الثاني بصدمة المثقف
بسبب تعثّر المشروع النهضوي القومي.


وإذا انعطفنا نحو الشاعر العربي المعاصر،
سنجد أنّ انعكاس الاغتراب عليه بات طردياً
مع تعقيد الحياة وتعفّن أوضاع المجتمع،
فالشاعر أسرع من غيره إلى الإصابة بهذا
الداء لأنه يتمتع بقدر عال من الحساسية
والتوتر والرهافة، ولهذا فقد عاش في
اغتراب مركب لأنه ((إنسان جمعي يستطيع أن
ينقل ويشكل اللاشعور أو الحياة الروحية
للنوع البشري)) مثلما يقول (يونج).


ولا شك في أن اغتراب طليعة الشعراء في هذا
القرن وفي الحقب اللاحقة، قادهم إلى
محاكاة الرومانسية الغربية، يستوي في ذلك
شعراء الوطن العربي والشعراء العرب في
المهاجر، فاتخذوا من الليل أنيساً،

/ 102