يتخصص مؤلف الكتاب الأستاذ حسين سليمان سليمان في كتابه المعنون (الإمام الحسن... القائد والأسوة) الذي يقع في 260 صفحة من الحجم الوزيري، الحديث عن شخصية حياة الإمام الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، في ست فصول، خصص لكل منها عنواناً ومضمونا ًمعيناً وكالآتي:
ـ الفصل الأول: يتضمن استعراضاً وافياً عن نشأة الإمام (ع) بدءاً ولادته، تربيته، زواجه وزوجاته، أولاده، أخلاقه وعبادته وإمامته.
ـ الفصل الثاني: تضمن مراجعه تاريخية سريعة للفترة التي عاصرها الإمام الحسن (ع) في ظل والده أمير المؤمنين (ع)، خلال معاصرته لحكم الخلفاء الثلاثة والأحداث والوقائع التي شهدها، وكذلك معاصرته لحكومة (أبيه) الإمام علي (ع) وما واجهته من مشكلات ونهاية مفجعة بفعل تآمر قوى الضلال والغدر.
ـ الفصل الثالث: يتناول استعراض عهد الإمام الحسن (ع) بدءاً من البيعة العامة، بداية الأزمة، التعبئة العسكرية في الدولة الإسلامية، الفكر الاستراتيجي عند الإمام الحسن، خيانات الجيش، مخطط اغتيال الإمام الحسن، رسائل عملاء الكوفة إلى معاوية، مطالبة الجماهير بالحل السلمي وممارسات الضغوط على الإمام.
ـ الفصل الرابع: يتناول موضوع اتفاقية الهدنة... الشروط والنتائج، ووقفة مع رواية الصلح.
ـ الفصل الخامس: يتحدث الفصل عن الإمام الحسن وردود الفعل ـ التيار الجماهيري المتعاطف، موقف الإمام مع الطليعة.
ـ الفصل السادس: ويستعرض فيه فصل الشهادة باعتباره المطاف الأخير من حياة الإمام الحسن (ع)، انتهاءً بتشييع جنازته ودفنه في مقبرة البقيع في المدينة المنورة.
المقدمة
الحمد لله على نعمة الإسلام الذي جعله الله سبيلاً لإنقاذ الإنسان من التيه والغيّ والفساد والضلال وقيادته نحو الهداية والكرامة والوعي والنجاة، والصلاة والسلام على رسوله الأكرم منقذ البشرية وهادي المضلين إلى سبيل الرشاد وعلى أهل بيته الأطهار الصراط الأقوم إلى السماء وسفينة النجاة وقادة الأمة وأئمة المسلمين بالحق..
أما بعد:
في سيرة أئمة الدين (عليهم السلام) لا يوجد شك في أنّ كلٌ منهم كان يحيا في زمان، معين، وأنّ زمان ومحيط كل واحد منهم، كانت له اقتضاءات مختلفة. وحيث أنّ كل إنسان يتوجب عليه بالضرورة أن يتّبع مقتضيات زمانه، فإنّ الدين قد ترك الناس أحراراً من هذه الناحية. وفي صورة تعدد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وتعاقبهم، أو طول عمر واحد منهم، فإنّ الإنسان يتمكن بشكل أفضل، من تشخيص روح التعاليم الدينية، وفرزها عما يكون ممتزجاً بها من مقتضيات الزمان، فيأخذ الروح ويترك الأمور المختصة بتلك المقتضيات تماماً كالمثال الذي يدور حول حياة الزهد، حيث كان الرسول (صلّى الله عليه وآله) يعيش الفقر، بينما لم يكن الإمام الصادق (عليه السلام) مثلاً: كذلك.
ولتبيان جوانب هذا الموضوع نرى في الحديث المعروف الوارد في (الكافي)(1)، وكذلك في (تحف العقول)، أن سفيان الثوري دخل على أبي عبد الله (عليه السلام) فرأى عليه ثياباً بيضاً... إلى أن قال: فما أنكرت يا ثوري، فوالله إني لمع ما ترى، ما أتى عليّ، قد علقت، صباح ولا مساء، ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعاً إلا وضعته.
وفي حديث آخر: (عن معتب قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) وقد تزيّد السّعر بالمدينة: كم عندنا من طعام؟ قال: قلت، عندنا ما يكفينا أشهر كثيرة، قال: أخرجه، وبعه. قال: قلت له: وليس بالمدينة طعام!! قال: بعه، فلما بعته قال: اشتري مع الناس،