بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الأجداد الأماجد ترفع منزلة أبنائهم وتمنحهم الثقة الدافعة إلى الفخر والاعتداد بالنفس وبالآباء كالذي رأيناه في بيتي دريد وضرار السابقين. 2- الإبعاد في المرعى، وهو دليل على الثقة بالنفس في المجتمع الجاهلي، فالأقوياء هم الذين يبعدون في الرعي إذ لا يخافون الغزو، ولا استلاب العدو لأموالهم. ويضاف إلى المعنين السابقين ما يلي: 3-تقريب الشيء إلى الشيء في قول الطفيل الغنوي(^(^^)): أَرَى إبلي عافَتْ جَدودَ فَلَمْ تَدُقْ بها قَطْرَةَ إلاّ تَحِلْهَ مُقْسِم وبُنْيَانَ لَمْ تُورَدْ، وقد تَمَّ ظمؤْها تُراحُ إلى جَوّ الحياضِ وتنتمِي وقد فسر شارح الديوان تنتمي بـ (ترفع إلى هذه الحياض). والرفع في اللسان (تقريبك الشيء من الشيء) (^(^^))، والانتماء ظاهرة يتقارب المنضوون تحت لوائها. 4-الهمة العالية في قول الخنساء ترثي صخراً: "فنالَ التي فوقَ أيديهمُ مِنَ المجدِ ثُمَّ انتمى مُصْعِدا انتمى مصعدا، أي: عالياً للأمور)(^(^^)) ولا يكون ذلك إلا بكثيرة الأفعال المجيدة التي لا تكاد تتحقق في المجتمع القبلي إلا في ظلّ الانتساب (الانتماء) إلى أجداد أماجد. 5-الارتفاع من مكان إلى آخر في قول أبي ذؤيب الهذلي(^(^^)): تًنَمّى بها اليَعْسُوبُ حتّى أقَرَّها إلى مَألفٍ رَحْبِ المباءَةِ عاسِلِ فاليعسوب ترفع بالنحل حتى أنزلها مكاناً تألفه، رحباً صالحاً لجني العسل. وجاء التعبير عن الارتفاع من مكان إلى آخر بالانتماء أيضاً في (قول ساعدة بن جؤية: فبيناهُمُ يَتّابَعُونَ لِيَنْتَمُوا بِقُذْفٍ نيافٍ مُستَقِلٍّ صُخورُها أراد: ليصعدوا إلى ذلك القُذف" (^(^^)). ولكن الانتماء ليس ارتفاعاً عالياً بالضرورة فقد يكون يسيراً، كقولنا (انتمى فلان فوق الوسادة. ومنه قول الجعدي: إذا انتَمَيا فوقَ الفِراش عَلاهُمَا تَضَوّعُ ريّا ريح مِسْكٍ وعنبر)() إنّ الانتماء فوق الوسادة أو الفراش يوحي بنقيض الارتفاع؛ ألا ترى أن قولك لمن يفترش الأرض (اتتم فَوْقَ الفراش) يعني الارتفاع اليسير، وأنّ ذلك القول يعني النزول إذا كان المخاطب واقفاً؟! فاجتماع الضدين: الارتفاع والنزول من مكان إلى آخر في لفظة (الانتماء) -ينسجم مع خصائص ظاهرة الانتماء، فالانتماء يمنح الفرد المنتمى منزلة عالية أو يسيرة بل قد يكون سبباً في صنعة منزلة المنتمي. واجتماع هذين الضدّين (الارتفاع والنزول) في لفظة الانتماء يوجه الأبصار نحو معنيين آخرين في تلك اللفظة، يشكّلان الجانب السلبي في معانيها، وهما: 6-الانكسار: هذا المعنى هو ضد الارتفاع؛ فالأغصان قد ترتفع عالياً أو تنكسر (تميل) نحو الأسفل بالنمو، والإنسان قد ينتمي بالأمور عالياً مفصحاً عن همّهِ متوثبة أو ينتمي بها متطامنا، وقد انكسرت حدته، وخفّ غلوائه، وهذا المعنى الأخير نلحظه في قول الأعشى يتهدد يزيد بن مهر الشيباني(^(^^)): أبا ثابتٍ أو تَنْتَمُونَ فإنّما يَهيمُ لِعَيْنَيِهِ مِن الشّرّ هائِمُ فـ (أو ينتمون) هاهنا تعني: اكسروا من حِدّتكم. 7-تبليغ الحديث على وجه الإساءة: قال بشر بن عُلَيق الطائي يهجو بني عاملة(^(^^)): أعَامِلَ ما بالُ الخنا تَقْذِفُونَهُ مِنَ الغَوْرِ مُسدْىٌ بالقوافي