انتماء فی الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

انتماء فی الشعر الجاهلی - نسخه متنی

فاروق احمد اسلیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ذلك.
وقد اخترت أن يكون عنوان هذه الدراسة هو
(الانتماء في الشعر الجاهلي) لما فيه من
شمول يُمَكِّنني من رصد الوجود الإنساني
الجاهلي المتعدّد الانتماءات لتعدّد
أنشطته وأصوله، وتنوّع أفكاره ومشاعره.
ولقد عدّت إلى المصادر الأصلية للشعر
الجاهلي، فاستقريت نصوصه استقراء شاملاً
ما أمكن، ودقيقاً وعميقاً قدر الطاقة،
باحثاً عن أنواع الانتماء فيه، ومستنبطاً
منه مظاهر تلك الأنواع، ومتعرّفاً به
مواطن تلاقيها وافتراقها، وهي تتطوّر من
الانتماء النسبي الصريح إلى الانتماء
العربي. وقد جعلت الحديث عن الظاهرة
الإنسانية مقدمة لبيان الانتماء إليها،
مفترضاً أن وجود ظاهرة اجتماعية يعني وجود
منتمين إليها سواء أكانوا يدركون انتماءهم
إليها أم لا يدركونه.
وكان اعتقادي بأنّ الإنسان فُطر على
السعي نحو الأفضل، وبأنّه قادر بعقله
وإرادته وعزيمته على صنع ظروف أفضل بوسائل
مختلفة باختلاف العقول والزمان والمكان
وغير ذلك -دليلاً أهتدي به لفهم الشعر في
هذه الدراسة، ولم أتقيد إلا بما هداني
إليه النظر العميق في ذلك الشعر مستعيناً
بمعرفتي بالظروف التاريخية التي أبدع
فيها، وبأهمية تلك الظروف في فهم الشعر
الجاهلي.
وقد جعلت هذه الدراسة في خمسة فصول
وخاتمة، يسبقها مدخل بينت فيه رؤيتي
للمراد بظاهرة الانتماء ثم تحدّثت عن
وجودها في العُرف الجاهلي، وتلت ذلك خمسة
فصول، موزّعة على النحو التالي:
الفصل الأول: الانتماء النسبي الصريح.
وفيه تحدثت عن المراد بالنسب الصريح، ثم
تحدثت عن ثلاث ظواهر اجتماعية فيه، وهي:
أبّوه الصرحاء، وأمومة الصرحاء، والأسرة
الزوجية الصريحة، مبيّناً الانتماء في
كلّ منها.
الفصل الثاني: الانتماء النسبي غير
الصريح. وفيه وقفت على ثلاث ظواهر نسبية
هي: النسب اللصيق، والنسب المختلط، والنسب
الأعجميّ، وقد بينت الانتماء في كلّ منها.
الفصل الثالث: الانتماء المكاني. وفيه
تحدثت عن أهمية علاقة الجاهلي بالمكان في
تطور انتمائه، وبينّت ذلك بالحديث عن
القرار بالمكان، وعن الارتحال عن المكان،
وعن وجود عقلين ومدَيين ينتمي إليهما
الجاهليون.
الفصل الرابع: الانتماء السياسي
والاجتماعي. وفيه بينّت تداخل الانتماءات
السياسية بالظروف الاجتماعية، وارتباط
ذلك التداخل بالواقع الاقتصادي، وقد
تحدثت فيه عن طبقات الملوك والسوقة
والسادة والمستضعفين، وعن ظاهرتي الحلف
والجوار، وشبههما، وبينّت الانتماء في
كلّ ذلك.
الفصل الخامس: الانتماء الديني والعربي.
وفيه رصد لديانات الجاهليين ولتنوع
انتماءاتهم الدينية، ثم رصد للأدلة على
وجود الانتماء العربي، وهي أدلّة نسيجُها
ولحمتها مظاهر التواصل والتطور في
انتماءات الجاهليين بعامة.
وأمّا الخاتمة فقد أجملت فيها بإيجاز
النتائج الرئيسية في هذه الدراسة، ثم
أتبعتها بثبت المصادر والمراجع.
وبالمحتوى.
د. فاروق اسليم.
مــدخـل
1 - ظاهرة الانتماء
بين الإنسان والانتماء علاقة تلازمية،
يتنوّع فيها التلازم (الانتماء) بتنوع
العلاقات الإنسانية في مكان وزمان
محدّدين، فهو ظاهرة إنسانية قُدمَى يرقى
تاريخها إلى بداية تاريخ الوجود الإنساني
نفسه.
إنّ اجتماع زوجين من الناس: رجل وامرأة
-يفترض وجود تفاعل مشترك بينهما، به
يستمتعان بمباهج الحياة، وبه يواجهان
مصاعبها، وهما يتطلّعان إلى المحافظة على
وجودهما- وهو وجود مشروط بالقوانين
الكلّية التي تحكم هذا الكون- وإلى تطوير
ذلك الوجود واستمراريته بالإنجاب وبغيره.
إنهما يبحثان معاً عن الوسائل التي
تمنحهما القدرة على تملّك ما يحتاجان إليه

/ 321