انتماء فی الشعر الجاهلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

انتماء فی الشعر الجاهلی - نسخه متنی

فاروق احمد اسلیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إنّ مفهوم الانتماء عند الجاهلي يُعرف
بالقراءة الواعية، وبالتواصل الحميم مع
ألفاظٍ وتراكيب وصلت إلينا منذ أكثر من
أربعة عشر قرناً، فالإنسان الجاهلي لم
يعرف تصنيف الأفكار في كتب مؤلّفة، ولكنّه
بثّ أفكاره، وكذلك مشاعره، في إبداعاته
الأدبية، ولا سيما في مجال الشعر؛ فالتراث
الجاهلي يفتقر إلى الصياغة المنطقية
والفلسفية لظاهرة الانتماء، ولكنّ ألسنة
الناس، ولا سيما الشعراء تدوالت لفظة
(الانتماء) وألفاظاً أخرى تشاركها في
جذرها الثلاثي تداولاً يُسعف في معرفة فهم
الإنسان الجاهلي للانتماء. فكيف ذلك؟
(نحن نعلم بشكل قاطع أن الفكر الإنسانيّ
مهما كان بدائياً لا يتم بدون قالب لغوي
-صوتي لأنه يوجد تلازم لا ينفصم بين الفكر
واللغة منذ بداية الأنسنة)(^(^^)). واللغة
العربية الجاهلية هي حاملة فكر الجاهليين
ومشاعرهم، وهي لغة حيّة، يستطيع العربي
المعاصر أن يفهم أكثر ألفاظها وتراكيبها،
ويستطيع العودة إلى المعجمات اللغوية،
والشروح اللغوية والأدبية لتراث العصر
الجاهلي لفهم الألفاظ والتراكيب المهجورة
بسبب البعد الزمني وتغير أنماط الحياة.
واللغة العربية يمتلك أبناؤها خاصّية
التواصل بها بين ماضيهم وحاضرهم بقوة
يفتقر إلى مثلها أهل اللغات الأخرى، إنّها
لغة حيّة، وذاكرة أمة حيّة، نعرف بألفاظها
وتراكيبها مشاعر أجدادنا وأفكارهم، حيث
تتراءى لنا في تلك الألفاظ والتراكيب، ولا
سيما القديمة منها، الدلالات العميقة على
مناحي تفكير أسلافنا، وعلى مسارب مشاعرهم.
والبحث عن تلك الدلالات العميقة في لفظة
(الانتماء)، وفي الألفاظ التي تشاركها في
جذرها الثلاثي سيبرز لنا ظلالاً تفيء،
تحتها ظاهرة الانتماء في العرف الجاهلي.
***
(الانتماء) في لفظة (الانتماء) ثلاثة حروف
أصلية هي: النون، والميم، والألف المنقلبة
عن ياء (نمَى يَنْمِي) أو عن واو (نَمَا-
ينمو)(^(^^))، فمن الأول قول عبيد بن
الأبرص(^(^^)):
وخيلٍ كَأسْرابِ القَطَا قد وَزَعْتُها
بِخَيْفَانَةٍ تَنْمِي بِسَاقٍ
وَعُرْقوبِ
ومن الثاني قول كعب بن مالك(^(^^)):
أنا ابنُ مباري الرّيحِ عمرو بنِ عامرٍ
نَمَوْتُ إلى قَحْطَانَ في سَالفِ
الدهْرِ
وهذا يعني أن لفظة (الانتماء) مؤسّسة على
جذرين، وأنها ثنائية الأصل. والنظر في
جذري (الانتماء) يُوقف على دلالة أصيلة في
ظاهرة الانتماء، وهي التقارب والتعدّد في
إطار الوحدة، فالانتماء وحدةٌ تَضُمّ
مالا يقلّ عن شخصين متقاربين في الصفات
المكوّنة لكلّ منهما.
إن تقارب الجذرين: (نَمَى) و(نَمَا) ظاهرٌ،
فهما يتّفقان في الوزن (فَعَل)، وفي حرفين،
هما: النون والميم، ويشتركان في اعتلال
الحرف الأخير من كلّ اعتلالاً يخفي
الاختلاف أكثر مِمّا يظهره؛ فالجذران
يشكّلُ كلّ منهما مقطعاً صوتياً يتطابق مع
الآخر، ولكن الحركة الداخلية لحروف
الجذرين بالتصريف تبرز الاختلاف اليسير
بينهما، مثلما يُظهر الجدلُ الإنساني
الاختلافات بين المنتمين إلى رابطة
ماتُوحّدُهم، وتشدُّ بعضَهم إلى بعضٍ. ومن
الملاحظ أنّ أحد الجذرين (نَمَى ينمي)
تَتَعَدَّد مصادره(^(^^)) ويكثر استخدامه،
وكأنّه بذلك يعلن تَفوّقه على صنوه(^(^^))،
ويُنَبّه على أن تَساوي المنتمين إلى
رابطة ماليس مطلقاً، بل يختلفُ باختلاف
قدرات كلّ منهم، وأصله. وإذا عدنا إلى
(اللسان) نجد أنّ المعنى العام في جذري
الانتماء هو الزيادة، بل الزيادة في
الأشياء الحيّة غالباً، وقُرُبَ أن يكون
فاصلاً حَدّياً بين الحيّ والجامد:
(فالأشياء كلُّها على وجه الأرض نامٍ
وصامت: فالنامي مثل النبات والشجر ونحوه،
والصامت كالحجر والجبل ونحوه)(^(^^))، وجاء
في القاموس (والناميةُ خلق الله تعالى،
ومن الكَرْم القضيب عليه العناقيد)(^(^^))،
والنامية من الإبل السمينة، ونَمَى
الإنسان: سمن(^(^^)). وقد يوصف بتلك الزيادة
غير الأحياء جاء ذلك في (اللسان)، في تركيب
واحد، هو (نَمَى الماء: طَمَا)^(^^). فحذرا
(الانتماء) يَعنِيان الزيادة المادّية
ارتفاعاً وحجماً وتعدّداً وتفرّعاً(^(^^))
وبذلك يكون للانتماء وجود موضوعي هو

/ 321