بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وبصاحبه. 2-النهوض للأمر الشريف. قال طرفة بن العبد يذكر قومه(^(^^)): نُبَلاءِ السَّعْي مِنْ جُرْثُومَةٍ تَتْرُكُ الدُّنْيا، وتَنْمي لِلْبَعَدْ وقد قال الأعلم الشنتمري في شرح (تَنْمِي للبَعَد): (أي: تنهض للأمر الشريف البعيد المرام. وذلك لشرفهم وعُلُوّ هِمَمِهم). 3-سرعة الحركة: قال عبيد بن الأبرص يصف ظبياً تلاحقه كلاب صيد(^(^^)): إذا خافَ مِنْهُنَّ اللْحَاقُ نَمَتْ بهِ قوائِمُ حَمْشَاتُ الأسَافِلِ رُوْحُ فنمت ها هنا: أسرعت. 4-الزيادة في القيمة المادية لأشياء. قال أبو ذؤيب الهذلي يصف درّة تَمَلّكها تاجرّ (رَقَاحِيُّ)(^(^^)): بِكَفّيْ رَقاحِيّ، يُحِبُّ نَمَاءَها فَيُبْرِزُها للبَيْعِ، فَهْيَ فَرِيْجُ فالدّرة لا تنمو، بل تنمو قيمتها، أي تزيد ثمنها، ويربح صاحبها. 5-الانتشار في المكان: قال عبد المسيح بن عَسَلَة الشيباني يصف الخمرة(^(^^)): وتُبَيّنُ الرأي السَّفيهَ إذا جَعَلَتْ رِياحُ شَمُولِها تَنْمِي فالخمر يظهر أثرها في العقول حينما ينتشر (ينمي) رَوْحها ويصعد، فتنطق الألسنة بما لا يُسْتحبّ، وبما لا يكون في الصّحو. 6-حَمْلُ الشيء على الشيء لتقريبه وتقديمه. قال النابغة(^(^^)): كأنَّ مُشَعْشَعاً مِنْ خَمْرِ بُصْرى نَمَتْهُ البُخْتُ مَشْدُودَ الخِتَامِ نَمَيْنَ قِلاَلَهُ مِنْ بَيْتِ رَأسٍ إلى لُقْمانَ في سُوقٍ مُقَدمِ وقد ذكر ابن السكّيتّ في شرحه للبيتين السابقين أنّ نمته البخت تعني: حملته ورفعته، وأنّ نمين تعني: رفعن، والرفع هاهنا يعني التقريب والتقديم كما يعني السير المرفوع؛ فقد جاء في اللسان (رَفَعه إلى الحَكَم...: قَرّبَه منه وقَدّمه إليه... والسير المرفوع: دون الحَضْرِ وفوق الموضوع يكون للخيل والإبل... ورفعَ البعيرُ في السير يرفعُ، فهو رافع، أي: بالغَ، وسار ذلك السيَّر)(^(^^)). وأميل إلى أنّ ابن السكّيت يقصد بالرّفع في البيتين التقريب والتقديم والسير المرفوع أو التقريب والتقديم بالسير المرفوع مضافاً إلى ذلك معنى حمل الشيء (قلال الخمر) على الشيء (البخت). 7-النجاة من الأخطار جاء في اللسان (والنامي: الناجي. قال التغلبي: وقافِيَةٍ كأنَّ السُّمَّ فيها وليس سَلِيمُها أبداً بنامي (()) فالنامي، هاهنا، تعني المستمرّ في الحياة، والمقاوم الموت، فالزيادة بالنماء في عرف العربي الجاهلي هي دليل مقاومة الوجود الحيّ للهلاك، كما أنها دليل استمرارية المكارم الممتدة من الآباء إلى الأبناء في قول النابغة الجعدي(^(^^)): ولم تفعل كما فَعَلَ ابنُ قيسٍ وعِرقُ الصدْقِ في الأقوامِ نام إن سبعة المعاني المذكورة آنفاً تدلّ على أن الجاهلي عبّر بجذري (الانتماء) عن وجود الإنسان المنتمي إلى الأسرة الأبوية (نماه جَدّ كريم) وعن إرادة الإنسان المتطلّعة إلى التطوّر (نَمَاه حسبه، ونهض للأمر الشريف...) وعن رؤيته المتقدمة لمفهوم ظاهرة الانتماء إذ ضمّن جذري (الانتماء) معاني أصيلة في تلك الظاهرة؛ فالزيادة في المنزلة والرفعة في الشأن والنهوض للأمر الشريف معانٍ تمنح صاحبها شعور