بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الطمأنينة، والتوالد والحركة والانتشار وإضافة الشيء إلى الشيء معانٍ لازمة لظاهرة الانتماء بصفتها ظاهرة متطورة بالجدل الإنساني، وأمّا المعنى السابع فهو مثير بايحاء استمرارية ظاهرة الانتماء، ومقاومتها للهلاك. (الصيغ المزيدة لجذريّ الانتماء) والصيغة الزمنية لجذري الانتماء جاءت مزيدة بحرف وبحرفين، ومتحفظة بمعنى الزيادة في كلّ. والمزيدة بحرف جاءت على (أَفْعَل) و(فَعّلَ)، والمزيدة بحرفين جاءت على وزن (تَفَعّل) و(افْتَعَل). أما المزيدة بحرف فصيغتاها (أَنْمَى ونَمَّى) تتفقان في المعنى حيناً وتفترقان حيناً آخر، فمن الاتفاق قولنا (أَنْمَيْتُ الشيء ونَمَّيتُه: جعلته نامِياً)(^(^^))، و(أنميته (الحديثَ): أذعته على وجه النميمة... ونَمّيْتُه، مُشَدّداً أيضاً: بلّغته على جهة النميمة والإشاعة)(^(^^))؛ ومن الافتراق قولنا من (أنمى) إذا كثرت نوامي الكرم: (أَنْمَى الكرْمُ) (^(^^)) وقولنا من نَمّى: (نَمّيتُ النار تَنْميةً: إذا ألقيت عليها حطباً، وَذَكْيُتُها به)^(^^). وأمّا المزيدة بحرفين فصيغتاها (تَنَمَّى) و(انتَمَى)، وهما -أيضاً- تتفقان في المعنى حيناً وتفترقان حيناً آخر؛ وقد جاء الاتفاق في عبارة اللسان (انتمى البازيّ والصقر وغيرهما، وتَنَمّى: ارتفع من مكان إلى آخر) (^(^^)). ومن الافتراق اختصاص صيغة (تَنَمّى) بمعنى (اعتمد)، وشاهده (قول الأعْشى: لا يَتَنَمَّى لها في القَيْظِ يَهْبِطُها إلاّ الذيّنَ لَهُمْ فيما أتَوْا مَهَلُ قال أبو سعيد: لا يعتمد عليها)(^(^^)) ؛ وصيغة (انتمى) بمعنى أبعدَ: (يقال: قد انتمت الماشية في مرعاها، أي: أبعدتْ. حكاها أبو عمرو. ويقال للراعي ألا تَنْتَمي بإبلك، أي: تتباعد بها)(^(^^)) إن استمرارّية معنى الزيادة في الصيغ الزمنية لجذري الانتماء توحي، بمعنى أصيلٍ لاحظناه فيهما ألا وهو التطوّر بالإضافة إلى الأصل وليس بإلغائه. وأمّا ظاهرة الاتفاق والافتراق في معاني تلك الصيغ فتدل دلالة عميقة على أن المنتمين إلى رابطة إنسانية معينة يتقاربون، ولا يتطابقون، في مشاعرهم وأفكارهم. وهذه الظاهرة ليست خاصة بصيغتي المزيد بحرف أو المزيد بحرفين بل نجدها شاملة لصيغ المجرّد والمزيد شمولاً يدل على أصالتها، وعلى معرفة الجاهلي لطبيعة العلاقات بين المنتمين إلى رابطة إنسانية معينة، وتمثّل لذلك الشمول بمجيئ (فَعَل وأَفْعَل، وأفْتَعَلَ) بمعنى الانتساب إلى الأجداد والارتفاع إليهم وبهم؛ فمنَ الأول (فَعَل) قول زهير بن أبي سُلمى:(^(^^)) يَنْمي إلى ميراثِ والدِهِ كلُّ امرئٍ لأُرومَةٍ يَنْمِي ومن الثاني (أفْعَل) قول زهير أيضاً يمدح حصناً(^(^^)): حُذيْفَةُ يُنْمِيهِ وَبدْرٌ كِلاهُما إلى باذِخٍ يَعْلُو عَلَى مَنْ يُطَاوِلُهْ ومن الثالث (افْتَعَل) قول دريد بن الصمّة، وقد جمع بين (انتمى) و(نَمَى)(^(^^)) ولكنّني أَحْمِي الذّمارَ وأَنْتَمي إلى سَعْي آباءٍ نَمَوا شَرَفي قَبْلي ومثله قول ضرار بن الخطاب الفهري(^(^^)): إنّي لأنْمِي إذا انتميتُ إلى حيّ كِرامٍ وَمَعْشَرٍ صُدُقِ (لفظة الانتماء) إن لفظة (الانتماء) مصدر انتمى ينتمي، هي بيت القصيد في هذه الدراسة إذ تحمل المعاني الأصيلة في ظاهرة الانتماء وقد وقفنا آنفاً على معنين هما: 1-الارتفاع بالانتساب إلى الأجداد والأمجاد، وقد جاء في اللسان: (انتمى فلان إلى فلان إذا ارتفع إليه في النسب) (^(^^)). والانتساب إلى الأجداد هو الرابطة الرئيسة في ظاهرة الانتماء، وعظمة