تذکرة الفقهاء جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تذکرة الفقهاء - جلد 1

الحسن بن یوسف بن المطهر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

/ 3788، مسند أحمد 3: 17 و 5: 181، مستدرك الحاكم 3:
109 و 148، أسد الغابة 2: 12.
[IMAGE: 0x01 graphic]
[ 16 ]
الله صلى الله عليه وآله لامته من بعده.
ومع توالي الأيام والسنون، توالت
الاختلافات، وتباعدت الآراء، كل يجتهد
برأيه قبالة الرأي الصريح لأهل بيت العصمة
عليهم السلام، ولو رجعوا إليهم لانهالت
عليهم البركات من فوقهم ومن تحت أرجلهم،
ولكن ابتعدوا فتفارقوا واختلفوا. ورب سائل
عن أسباب هذه الاختلافات في الكثير من
الأحكام الفقهية الخاصة بالمسائل
العباديد والحياتية، رغم لزوم أن تتفق على
أمر واحد لأنها تصدر من مشكاة واحدة مصدر
واحد معين؟؟! فالجواب: أن الله تبارك
وتعالى لم يكن ليدع الأمة حيرى تخبط
العشواء، لا تهتدي إلى سبيل، ولا تأوي إلى
مأمن، أليس هو الحكيم الخبير، واللطيف
الرحيم؟ أنا نعتقد أن لا يقول بذلك عاقل،
أو من وهبه الله نورا يستضئ به. إن الأئمة
المعصومين من أهل بيت النبوة عليهم السلام
كانوا هم سبيل نجاة الأمة من هذا التخبط
والاختلاف، لأنهم يمثلون الامتداد
الحقيقي للنبوة، وحاملوا أعباء ديمومتها،
فلذا لا حيرة ولا اضطراب ولا اشتباه لمن
تمسك بحبلهم ومشى في ظلهم وأبصر بنورهم
ولكن أبت هذه الأمة إلا أن تعرض عن هذا
الصراط الواضح، والامتداد المأمون للصراط
المستقيم، فكانت هذه الاختلافات التي يجب
أن تكون، وتفرقت بالمسلمين السبل
والأهواء. وعندما نتحدث عن الاختلاف لا
يسعنا إلا أن نضع أصابعنا على الجرح
الحقيقي، وموطن الداء الوبيل الذي أدى إلى
حدوث هذه الظاهرة التي أشرنا إليها في
بداية حديثنا. إن الأمة وبعد ابتعادها عن
أهل بيت نبيها عليه وعليهم السلام
واتكالها
[IMAGE: 0x01 graphic]
[ 17 ]
على أدواتها القاصرة عجزت عن الوصول إلى
الغاية الشرعية المطلوبة من خلال
محاولتها استنباط الحكم الشرعي السليم
والصائب، ولعل مرجع ذلك إلى مجموعة من
الأمور، ولعل عدم الاحاطة الشاملة
والالمام الدقيق بحديث رسول الله صلى الله
عليه وآله وسنته يحتل المجال الأوسع
والأكبر في ميدان هذا الاضطراب الحاصل
والغريب. فالمطالعة المتأملة لتاريخ
الصدر الأول من الحكم الاسلامي، وبعد وفاة
رسول الله صلى الله عليه وآله، ويحث ينبغي
أن تكون الصورة أوضح لاتصال العهدين، تكشف
لنا تلك المطالعة العكس من ذلك، حيث يبدو
الاضطراب واضحا في تبين جملة الحقائق
المرادة. فقد روي مثلا عن أبي بكر أنه سئل
أبان خلافته عن ميراث الجدة؟ فلم يهتد إلى
الاجابة! ولم يجد بدا عن الرد على ذلك
السائل بقوله: مالك في كتاب الله من شئ،
وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله
عليه وآله من شئ، ولكن اسأل الناس!!
والواقعة مشهورة، حيث قيل إنه اندفع إلى
المسلمين يسألهم عن ذلك فقام بعض الصحابة
فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله
أعطاها السدس، فقضى أبو بكر بذلك (1). ومثل
ذلك روي عن عمر بن الخطاب حيث جهل أن
المرأة ترث من دية زوجها (2)، بل ولم يكن
يعلم سنة الاستئذان (3)، ولا حكم دية
الأصابع (4). وإذا كان ذلك هو حال كبار صحابة
رسول الله صلى الله عليه وآله فما حال صغار
الصحابة أو التابعين، والذين يعتمدون في
الكثير من أحكامهم
[IMAGE: 0x01 graphic]
(1) سنن أبي داود 3: 121 / 2894، سنن الترمذي 4: 420 /
2101. (2) سنن الترمذي 4: 425 - 426 / 2110. (3) شرح النهج
لابن أبي الحديد 1: 182، الدر المنثور 6: 93. (4)
سنن البيهقي 8: 93.
[IMAGE: 0x01 graphic]
[ 18 ]
على رأي أولئك واجتهاداتهم. والأنكى من
ذلك أن الكثير من الصحابة قد انتشروا في
بقاع الأرض الاسلامية وأخذ كل واحد منهم
يحدث بما يراه صحيحا أو يعتقد أنه كذلك،
حيت اختلط السقيم بالسليم. هذا الأمر يمثل
الجانب الأول الذي أوجد صورة مشوشة عن سنة
رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا ما
سلمت منه مدرسة أهل البيت عليهم السلام
حيث أن كل علومهم تصدر عن معدن الرسالة
بطرق أمينة موثوقة. والمشكلة الأخرى التي
واجهها المسلمون عند ما انفردوا برأيهم عن
أهل بيت نبيهم هو اختلافهم في فهم النص
وتفسيره وعلى ذلك شواهد كثيرة ومتكررة،
وإذا كنا قد أشرنا في أول حديثنا إلى ما
يختص بالصدر الأول من الحكم الاسلامي، فإن
من جاء بعد ذلك، وكنتيجة منطقية لواقع
الحال كان الاضطراب أبين وأوضحح، ومثال
ذلك تفسيرهم للحكم الشرعي الواقع على زكاة
الخليطين، حيث اختلفوا في ذلك تفسيرهم
للحكم الشرعي الواقع على زكاة الخليطين،
حيث اختلفوا في ذلك بشكل واسع، فقد ذهب
الشافعي إلى أن الخليطين - فيما إذا كان كل

/ 135