تاریخ و حرکة التقدم البشری و نظرة الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ و حرکة التقدم البشری و نظرة الاسلام - نسخه متنی

محمد مهدی شمس الدین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إِلى الناقل الخبير، والناقد البصير في
هذا المجال.. كما أننا ندرك مدى أهمية
وتأثير الوسائل التي لا بد لنا من
الإستفادة منها في الوصول إِلى الحقائق،
التي أُريد لسبب أو لآخر إِحاطتها بستار
من الكتمان، أو بقاؤها رهن الإبهام
والغموض..
وبعد كل ما تقدم.. فإننا إِذا كنا نعلم:
أننا كلما قربنا من مصدر الوحي والرسالة،
والإمامة والعصمة، فإننا نكون أبعد عن
المغالاة والتجني، وعن الوقوع فريسة
للخداع والتضليل.. لأن هذا هو المصدر
الوحيد، الذي لا يعتريه خلل في الرؤية
للواقع الموضوعي، ولا نقص في إِدراكاته
لحقيقة ما يجري، ولا مجال للحيلولة بينه
وبين الواقع، واطلاعه عليه كما هو، ومن
دون أي تحوير أو تزوير..
- إِذا كنا نعلم ذلك - فإن النّهل من هذا
النمير العذب، والاستقاء من هذا المنبع
الصافي، والإعتماد عليه في التعرف على
الأحداث والوقائع، وكل ما يرتبط بها أو
يعود إِليها، يصبح أكثر أهميةً وخطراً،
وأعظم بركةً وأثراً..
حتى إِذا تعذر علينا التعرف على نفس الحدث
عن هذا الطريق.. فلا أقل من امتلاك الرؤية،
ثم اعتماد المعايير والأسس، وبعد ذلك
الوسائل والأساليب الصحيحة
11
التي يرى أهل بيت العصمة، والإمامة،
ومعدن الوحي والرسالة، أنها تنفع في
الوصول إلى ذلك الهدف المنشود، في مجال
التقييم الصحيح والسليم للأحداث،
ومحاكمتها، ثم قبولها أو رفضها، إِذا
اقتضى الأمر أياً من الرفض، أو القبول..
أو على الأقل.. تقل معها احتمالات الخطأ
والزيغ، والوقوع في متاهات التفسيرات،
والتكهنات الخاطئة والناقصة، التي يتعرض
لها الباحثون في التراث بصورة عامة..
ومؤسسة نهج البلاغة.. قد وجدت في هذا
الكتاب: "حركة التاريخ عند الإمام علي عليه
السلام" الذي هو من تأليف سماحة العلامة
الجليل البحّاثة الشيخ محمد مهدي شمس
الدين خطوة واسعة وموفقة في هذا الإتجاه..
ولأجل ذلك.. فقد بادرت لتقديمه إلى القراء
الكرام، على أمل أن يجدوا فيه ما ينقع
الغلة، ويبل الصدى..
ونسأل اللّه أن ينفع به.. ويجعله خالصاً
لوجهه الكريم.. وهو الموفق والمسدد، وهو
المعين والهادي..
مؤسسة نهج البلاغة
13
مقدّمة
التاريخ هو حركةُ الشيء في محيطه خلال
الزّمان، وبعبارةٍ أخرى: التاريخ هو
عمليةُ التحوّل والتغيّر والإنتقال
(الصبرورة) من حالةٍ الى حالة، الّتي تعتري
الشيء أو يُنجزها الشّيء من خلال علاقته
بعناصر محيطة عبرَ الزّمان.
وقد كان الشّيءُ في النّظرة السّائدة
قديماً يعني الإنسان فقط، ويعني - بصورة
محدّدة - الفعاليات الإنسانية: المجتمع
والمؤسسات السّياسيّة والعسكرية
والإجتماعية والثقافية.
لقد كان التّاريخ علم حركة الإنسان من
خلال محيطه في الزّمان، ولكن العصر الحديث
شهد تطوراً في مدلول هذا المصطلح فاتّسع
ليشمل كلّ شيء في الطّبيعة والحضارة:
الأرض، والمعادن، والنّباتات، والحيوان،
والأفكار، والعلوم.. وغير ذلك إِلى جانب
الفعاليات الإنسانية، وغدا في وسع المؤرخ
ذي النظرة الشاملة أن يدّعي أن التّاريخ
كالفلسفة ذو موضوع شامل لكلّ ما يمكن أن
يدخل في الوعي البشري.
ولعلّ بعض المؤرخين المسلمين العظام
كانوا قد انتهوا في تفكيرهم إِلى حافة هذه
النّظرة الّتي تُعطي التّاريخ مفهوماً
شاملاً يتجاوز الفعالياتِ الانسانية،
فنلاحظ أنَّهم أدخلوا في كتاباتهم
التّاريخيّة معلوماتٍ جغرافية أو
فلسفيّة، والمسعوديُّ في كتابه "مروج
الذهب ومعادن الجوهر" مثال بارز على ذلك.
ولكن هذه النّظرة الشّمولية لا تعنينا
هنا. إنَّ عِنايتنا موجهة نحو تاريخ

/ 98