تبلیغ فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تبلیغ فی الاسلام - نسخه متنی

السید علی الخامنئی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هكذا انتشر الإسلام يجلب بعضه بعضاً, فإذا أسلم فرد قاد إلى إسلام مئة آخرين) .

إن الجهاد التبليغي هو المسؤولية الدائمة للحوزات الدينية، ويجب على العلماء بصفتهم رافعي راية التدين أن يحملوا على عاتقهم راية الدعوة إلى الدين في الداخل والخارج، وأن يبذلوا قصارى جهدهم في التبليغ للدين عبر تبيين المبادئ والقيم الإسلامية وتثبيتها والدفاع عنها.

وهذا تكليف مستمر يتأكد في الظروف الراهنة، فقد اتسعت دائرة الاحتياجات والتساؤلات والإشكالات، واشتد الظمأ إلى منهل الإسلام العذب, وازدادت الآذان شوقاً لسماع تعاليمه. فاتساع مساحة المخاطبين رسّخت مسؤولية الدعاة المبلّغين في الوقت الحاضر، وجعلتهم مسؤولين عن حال الناس المتعطشين للمعارف الدينية:

(ألا يجب في الظروف الراهنة على الحوزة العلمية في قمّ أولاً، وبعدها بقية الحوزات العلمية ـ حيث الأرضية مهيأة لتبليغ الإسلام وصوتنا يصل إلى أقصى نقاط العالم ـ أن يتّسع عملنا التبليغي أكثر من السابق؟

فثمة فرق بين اليوم الذي كانت فيه دائرتنا التبليغية عبارة عن جلسة تضمّ خمسين أو مئة أو خمسمائة شخص في أبعد الحدود، وتنعقد في مسجد ويتحدث فيها عالم بصفته إمام جماعة أو خطيب، وبين يومنا الحاضر حيث ينتظر الناس نشاطنا التبليغي في كل نواحي البلد والمجتمع.

كم يوجد من الشباب المتهلفين لمعرفة شيءٍ عن الدين؟ كم من الأفراد المتعلّمين وذوي الفهم الذي كانوا حتى الأمس منفصلين عملياً عن الدين والمعرفة الدينية، لكن الحكومة حثتهم اليوم على فهم الدين والاتجاه إليه؟ هؤلاء يرغبون في أن يفهموا شيئاً عن الدين) .

من جهة أخرى، فإن عصرنا يشهد هجوماً إعلامياً قوياً على الإسلام والأفكار الشيعية النقية، ولعلّنا لا نجد حقبة في تاريخ المسلمين تماثل هذه الحقبة، حيث ضغوط وقدرات الثقافات المنافسة والمعادية متوجّهة إلى الفكر الإسلامي من كل جانب وبأساليب مختلفة، وهذا يعكس أهمية الدعوة ويعمّق الحاجة لنشاط المبلِّغين:

(ليست قيمة بعض الأشياء مطلقة ومتساوية في كل مكان، فمثلاً إن الماء الزلال الذي هو أساس الحياة الإنسانية، له قيمة وسط الصحراء، وقيمة أخرى قرب النهر، وكذلك التبليغ فعندما تقل الحاجة أو حينما يزداد عدد المبلّغين، فإن قيمته لا تكون كبيرة, إلاّ أنها تزداد إذا ازدادت الحاجة إلى التبليغ وانخفض عدد المبلّغين.

ربّما يمكن القول: إننا نعيش في زمن تزداد فيه الحاجة إلى التبليغ، لأن الإعلام المضاد للدين والإسلام ـ والذي تتحكّم فيه القدرات العالمية, وتوظف فيه أحدث الأساليب والطرق ـ قد بلغ أقصاه) .

الغزو الثقافي

إن الكيان الثقافي الإسلامي معرّض لمخاطر معقّدة وجديّة، وفي المواجهة الراهنة سيتحدد إمّا البقاء بعزّ، أو العيش على هامش الثقافات العالمية المنسوخة، وفي هذا السجال ستقرر رفعة الإسلام والمسلمين, أو ديمومة الذلّ والانحطاط، فاليوم تتجلى الحرب الصليبية الجديدة في الميدان الثقافي فيما تظهر الأحقاد الصليبية الدفينة وكأنها تقيّحات الجروح.

الإمام الخامنئي من الروّاد الذين التفتوا إلى هذه المخاطر، وحذّر من أبعادها مشدّداً على ضرورة مقاومتها، وقد تحدّث سماحته عام 1984م لدى لقائه علماء أهل السنة في "بندر تركمن" عن هذه المعضلة قائلاً:

(إحدى وظائفكم الأساسية أيها السادة، باعتباركم علماء دين، إعداد علماء دين مطّلعين وواعين, قوموا بدعم المدارس الدينية، وزودّوا طلابكم بالمعلومات الإسلامية القادرة على إقناع عقول الشباب, فجميع أعدائنا يستخدمون الثروات الطائلة والتجارب الكثيرة والعقول القوية لكتابة آلاف الكتب والمقالات, علاوة على ما كتبوه حتى الآن من أجل إلقاء الشبهة حول الفكر الإسلامي لزعزعة إيمان الناس، وسيبثون آلاف الشبهات بينهم لتشويش أذهانهم.

ترى من الذي يجب عليه أن يحفظ إيمان الناس ويُسلِّح أذهانهم في خضم مواجهة هذا الغزو

/ 34