تحریر و التنویر من التفسیر جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تحریر و التنویر من التفسیر - جلد 7

محمد الطاهر ابن عاشور

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


صفحة : 1500
وعلق )بين أيديهم( و)خلفهم( بحرف )من( وعلق
)أيمانهم( و)شمائلهم( بحرف عن جريا على ما
هو شائع في لسان العرب في تعدية الأفعال
إلى أسماء الجهات، وأصل )عن( في قولهم عن
يمينه وعن شماله المجاوزة: أي من جهة يمينه
مجاوزا له ومجافيا له، ثم شاع ذلك حتى صارت
عن بمعنى على، فكما يقولون: جلس على يمينه
يقولون: جلس عن يمينه، وكذلك من في قولهم
من بين يديه أصلها الابتداء يقال: أتاه من
بين يديه، أي من المكان المواجه له، ثم شاع
ذلك حتى صارت )من( بمنزلة الحرف الزائد يجر
بها الظرف فلذلك جرت بها الظروف الملازمة
للظرفية مثل عند، لأن وجود )من( كالعدم،
وقد قال الحريري في المقامة النحوية ما
منصوب على الظرف لا يخفضه سوى حرف: فهي هنا
زائدة ويجوز اعتبارها ابتدائية .
والأيمان جمع يمين، واليمين هنا جانب من
جسم الإنسان يكون من جهة القطب الجنوبي
إذا استقبل المرء مشرق الشمس، تعارفه
الناس، فشاعت معرفته ولا يشعرون بتطبيق
الضابط الذي ذكرناه، فاليمين جهة يتعرف
بها مواقع الأعضاء من البدن يقال العين
اليمنى واليد اليمنى ونحو ذلك. وتتعرف بها
مواقع من غيرها قال تعالى: )قالوا إنكم
كنتم تأتوننا عن اليمين(. وقال امرؤ القيس:
على قطن بالشيم أيمن صوبه لذلك قال أئمة
اللغة سميت بلاد اليمن يمنا لأنه عن يمين
الكعبة، فاعتبروا الكعبة كشخص مستقبل
مشرق الشمس فاركن اليماني منها وهو زاوية
الجدار الذي فيه الحجر الأسود باعتبار
اليد اليمنى من الإنسان، ولا يدرى أصل
اشتقاق كلمة )يمين(، ولا أن اليمن أصل لها
أو فرع عنها، والأيمان جمع قياسي.
والشمائل جمع شمال وهي الجهة التي تكون
شمالا لمستقبل مشرق الشمس، وهو جمع على
غير قياس.
وقوله: )ولا تجد أكثرهم شاكرين( زيادة في
بيان قوة إضلاله بحيث لا يفلت من الوقوع في
حبائله إلا القليل من الناس، وقد علم ذلك
بعلم الحدس وترتيب المسببات.
وكني بنفي الشكر عن الكفر إذ لا واسطة
بينهما كما قال تعالى: )واشكروا لي ولا
تكفرون( ووجه هذه الكناية، إن كانت محكية
كما صدرت من كلام إبليس، إنه أراد الأدب مع
الله تعالى فلم يصرح بين يديه بكفر أتباعه
القاضي أنه يأمرهم بالكفر، وإن كانت من
كلام الله تعالى ففيها تنبيه على أن
المشركين بالله قد أتوا أمرا شنيعا إذ لم
يشكروا نعمه الجمة عليهم.
)قال اخرج منها مذموما مدحورا لمن تبعك
منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين[18]( أعاد
الله أمره بالخروج من السماء تأكيدا
للأمرين الأول والثاني: قال: )اهبط منها(
إلى قوله )فاخرج(.
ومذموم اسم مفعول من ذامه مهموزا إذا عابه
وذمه ذاما وقد تسهل همزة ذام فتصير ألفا
فيقال ذام ولا تسهل في بقية تصاريفه.
مدحور مفعول من دحره إذا أبعده وأقصاه،
أي: أخرج خروج مذموم مطرود، فالذم لما اتصف
به من الرذائل، والطرد لتنزيه عالم القدس
عن مخالطته.
واللام في )لمن تبعك( موطئة للقسم.
و من شرطية، واللام في لأملأن لام جواب
القسم، والجواب ساد مسد جواب الشرط،
والتقدير: أقسم من تبعك منهم لأملأن جهنم
منهم ومنك، وغلب في الضمير حال الخطاب لأن
الفرد الموجود من هذا العموم هو المخاطب،
وهو إبليس، ولأنه المقصود ابتداء من هذا
الوعيد لأنه وعيد على فعله، وأما وعيد
اتباعه فبالتبع له، بخلاف الضمير في آية
الحجر وهو قوله: )وإن جهنم لموعدهم أجمعين(
لأنه جاء بعد الإعراض عن وعيد بفعله
والاهتمام ببيان مرتبة عباد الله
المخلصين الذين ليس لإبليس عليهم سلطان ثم
الاهتمام بوعيد الغاوين.
وهذا كقوله تعالى في سورة الحجر: )قال هذا
صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم
سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم
لموعدهم أجمعين(.
والتأكيد ف)أجمعين( للتنصيص على العموم
لئلا يحمل على التغليب، وذلك أن الكلام
جرى على أمة بعنوان كونهم إتباعا لواحد،
والعرب قد تجري العموم في مثل هذا على
المجموع دون الجميع، كما يقولون: قتلت

/ 247