تحریر و التنویر من التفسیر جلد 19

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تحریر و التنویر من التفسیر - جلد 19

محمد الطاهر ابن عاشور

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القصر، وهو قصر إضافي. وهذا من مستتبعات
التراكيب والتعويل على القرائن.
ويحتمل أن يكون الضلال حقيقيا، أي ضلال
طريق الجنة، أي قالوا إنا أخطأنا الطريق
في السير إلى جنتنا لأنهم توهموا أنهم
شاهدوا جنة أخرى غير جنتهم التي عهدوها،
قالوا ذلك تحيرا في أمرهم.
ويكون الإضراب إبطاليا، أي أبطلوا أن
يكونوا ضلوا طريق جنتهم، وأثبتوا أنهم
محرومون من خير جنتهم فيكون المعنى أنها
هي جنتهم ولكنها هلكت فحرموا خيراتها بأن
أتلفها الله.
و)أوسطهم( أفضلهم وأقربهم إلى الخير وهو
أحد الإخوة الثلاثة. والوسط: يطلق على
الأخير الأفضل، قال تعالى )وكذلك جعلناكم
أمة وسطا(، وقال )حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى( ويقال هو من سطة قومه،
وأعطني من سطة مالك.
وحكي هذا القول بدون عاطف لأنه قول في
مجرى المحاورة جوابا عن قولهم )بل نحن
محرومون( قاله لهم على وجه توقيفهم على
تصويب رأيه وخطأ رأيهم. والاستفهام تقريري
و)لولا( حرف تحضيض. والمراد ب)تسبحون( تنزيه
الله عن أن يعصى أمره في شأن إعطاءه زكاة
ثمارهم.
صفحة : 4526
وكان جوابهم يتضمن إقرار بأنه وعظهم
فعصوه ودلوا على ذلك بالتسبيح حين ندمهم
على عدم الأخذ بنصيحته فقالوا )سبحان ربنا
إنا كنا ظالمين( أرادوا إجابة تقريره
بإقرار تسبيح الله عن أن يعصى أمره في
إعطاء حق المساكين فإن من أصول التوبة
تدارك ما يمكن تداركه، واعترافهم بظلم
المساكين من أصول التوبة لأنه خبر مستعمل
في التندم، والتسبيح مقدمة الاستغفار من
الذنب قال تعالى )فسبح بحمد ربك واستغفره
إنه كان توابا(.
وجملة )إنا كنا ظالمين( قرار بالذنب،
والتأكيد لتحقيق الإقرار والاهتمام به.
ويفيد حرف )إن( مع ذلك تعليلا للتسبيح الذي
قبله. وحذف مفعول )ظالمين( ليعم ظلمهم
أنفسهم بما جروه على أنفسهم من سلب
النعمة، وظلم المساكين بمنعهم من حقهم في
المال.
وجرت حكاية جوابهم على طريقة المحاورة
فلم تعطف وهي الطريقة التي نبهنا عليها
عند قوله تعالى )قالوا أتجعل فيها من يفسد
فيها( في سورة البقرة.
ولما استقر حالهم على المشاركة في منع
المساكين حقهم أخذ بعضهم يلوم بعضا على ما
فرط من فعلهم: كل يلوم غيره بما كان قد تلبس
به في هذا الشأن من ابتكار فكرة منع
المساكين ما كان حقا لهم في حياة الأب، ومن
الممالاة على ذلك، ومن الاقتناع بتصميم
البقية، ومن تنفيذ جميعهم ذلك العزم
الذميم، فصور قوله )فأقبل بعضهم على يعض
يتلاومون( هذه الحالة والتقاذف الواقع
بينهم بهذا الإجمال البالغ غاية الإيجاز،
ألا ترى أن إقبال بعضهم على بعض يصور حالة
تشبه المهاجمة والتقريع، وأن صيغة
التلاوم مع حذف متعلق التلاوم تصور في ذهن
السامع صورا من لوم بعضهم على بعض.
وقد تلقى كل واحد منهم لوم غيره عليه
بإحقاق نفسه بالملامة وإشراك بقيتهم فيها
فقال كل واحد منهم )يا ويلنا إنا كنا طاغين(
إلى آخره، فأسند هذا القول إلى جميعهم
لذلك.
فجملة )قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين( إلى
آخرها يجوز أن تكون مبينة لجملة )يتلاومون(
أي يلوم بعضهم بعضا بهذا الكلام فتكون خبرا
مستعملا في التقريع على طريقة التعريض
بغيره والإقرار على نفسه، مع التحسر
والتندم بما أفاده )يا ويلنا(. وذلك كلام
جامع للملامة كلها ولم تعطف الجملة لأنها
مبينة.
ويجوز أن تكون جواب بعضهم بعضا عن لومه
غيره، فكما أجمعوا على لوم بعضهم بعضا
كذلك أجمعوا على إجابة بعضهم بعضا عن ذلك
الملام فقال كل ملوم للائمه )يا ويلنا إنا
كنا طاغين( الخ جوابا بتقرير ملامة
والاعتراف بالذنب ورجاء العفو من الله
وتعويضهم عن جنتهم خيرا منها إذ قبل
توبتهم وجعل لهم ثواب الدنيا مع ثواب
الآخرة، فيكون ترك العطف لأن فعل القول
جرى في طريقة المحاورة.
والإقبال: حقيقة المجيء إلى الغير من جهة
وجهه وهو مشتق من القبل وهو ما يبدو من

/ 276