تاریخ التشیع الفکری و السیاسی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ التشیع الفکری و السیاسی - نسخه متنی

السید صدرالدین القبانچی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





الصفحة 9





فقد لوحظ من ناحية ان البداية التأريخية
للتشيع كانت ذات صلة بالجانب السياسي كما
لوحظ من ناحية اخرى ان مجموع التصورات
والمعتقدات الشيعية ظهرت في فترة متأخرة.
ولعله إلى نهاية القرن الأول للهجرة لم
يكن التشيع يمثّل مدرسة فكرية متميّزة،
ولم يكن أكثر من حركة سياسية!


التشيّع إتجاه فكري وسياسي:


الحقيقة أن التشيع لم يكن ـ حتّى في
بدايته التأريخية ـ اتجاهاً سياسياً
بمقدار ما هو اتجاه فكري في فهم الإسلام
عموماً.


والتشيع في نهايته كما هو في بدايته، وفي
حاضره كما هو في ماضيه، يعني الولاء
الفكري والسياسي لأهل البيت، والايمان
بزعامتهم في المجالين.


ومنذ ظهر التشيع كان يحمل هذا المحتوى
وهذا المدلول.


ورغم انّ الجانب السياسي فيه كان هو
البارز في الأعصار الأولى للتشيع من
الامام علي (ع) ـ وحتّى الامام الحسين (ع)
الاّ ان ذلك لا يدلل على ان التشيع لا
يتجاوز القضية السياسية، ولا يحمل اصول
المدرسة الفكرية.


انّ طبيعة المشكلة التي كان يعانيها
الشيعة يومذاك هي التي أدت إلى هذه
الظاهرة: ظاهرة بروز الجانب السياسي
وتغطيته على الجانب الفكري فالشيعة كانا
يواجهون مشكلة ابتعاد الحكم عنهم واستلاب
السلطة من أيديهم، وفي رأي الشيعة تعتبر
هذه القضية بالذات من أهم ما يتعين توجيه
إهتمامهم إليه. ولذا فأنهم في الوقت الذي
دعوا إلى الامام علي (ع) سياسياً آمنوا
بزعامته وزعامة أهل البيت (ع) عموماً في
المجال الفكري ودعوا إليها أيضاً.


غير ان المرحلة لمّا لم تشهد ظهور مدارس
فكرية مختلفة، لم يكن هناك من المبررات ما
يدعو لظهور الشيعة بشكل تكتل مدرسي مستقل.


ومن هنا كان الجانب السياسي للقضية هو
البارز.





الصفحة 10





كما انّ رجال الشيعة الاقدمين أمثال أبي
ذر، وسلمان، وعمّار، كانوا هم طليعة صحابة
الرسول (ص) والمنقطعين إليه، وهم لذلك على
مستوى كبير من اللياقة والكفاءة العلمية
مما يساعد على ظهور الارتباط السياسي اكثر
من ظهور الارتباط العلمي بالامام علي (ع).


ورغم كل ذلك يبدو للملاحظ تأريخياً وجود
صلات علمية خاصة بين علي (ع) وشيعته، كما
يلاحظ وجود وحدة فكرية متميّزة لرجال
الشيعة.


الحركة التكاملية في المذهب الشيعي:


وأما بصدد السؤال الثاني عن التأخر
الزمني لظهور بعض الأفكار في المذهب
الشيعي ففي البداية لابدّ من التفرقة بين
ظاهرتين:


ظاهرة تمذهب الحركة.


وظاهرة تكامل المذهب.


في الظاهرة الاولى نفترض انّا نواجه حركة
سياسية وذات أهداف وأصول لا تتجاوز الأفق
السياسي، لكن هذه الحركة وفي ظل ظروف
معيّنة تتضخم وتنمو على مرّ التأريخ.
مستعيرة افكار وتصورات غيرها، ومتجاوزة
لأفقها السياسي، وتشكّل من خلال مجموع تلك
الاستعارات والاضافات مذهباً في الفكر
والسياسة والقانون والاجتماع...


وهنا تنقلب الحركة السياسية إلى مذهب
شمولي مستوعب.


وقد شهد التأريخ نماذج من هذه الحركات،
وقد تكون حركة الخوارج خير مثال لهذه
الظاهرة فلم تكن حركة الخوارج في بدايتها
اكثر من حركة سياسية تنادي بالخروج على
الامام علي (ع).


غير أن هذه الحركة بدأت بالتدريج ترسم

/ 91