بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید حينما اعلن الرسول (ص) عن استخلاف علي بعده، لم يكن ينظر للترابط
الصفحة 13
النسبي أو المصاهرة بينه وبين علي (ع).
لم يكن ينظر لسوى القابليات والمؤهلات التي اجتمعت في الامام علي (ع) ورشحته لقيادة التجربة الإسلاميّة بعد الرسول (ص).
لم يقل أن علياً صهري، أو ابن عمّي، إنّما كان يشيد بالعظمة، والاخلاص والاستيعاب، وسائر المؤهلات في علي (ع).
انّ علياً مع الحق والحق مع علي.
وانه الايمان كلّه.
وانه يقاتل على التأويل كما يقاتل على التنزيل.
وانه باب مدينة علم الرسول (ص).
إلى آخر ما شهدت به النصوص النبوية.
انّ علياً هو الرجل الوحيد بعد النبي (ص) الذي لم يتدنَّس بالشرك واخلاقيات الشرك، وهو الرجل الوحيد الذي لم تخالط نفسه نزعة من نزعات الجاهلية، وهو الوحيد الذي كان له من رسول الله (ص) مجلس في الليل ومجلس في النهار، يجيبه إذا سأل، ويبتدؤه إذا نفدت مسائله، ومن هنا كان علي بشهادة الجميع أقضى الناس، وأفقه الناس، وأعلمهم بالقرآن والسنّة.
وحينما استخلف الرسول (ص) عترته جميعاً كان يؤكد نفس المفهوم أيضاً، فقد اوضح للأمة انّ المعيار هو درجة العلاقة مع الرسالة، مع القرآن، ليس شيئاً آخر كان يقول:
" انّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض " الترابط مع القرآن، والترابط الدائم مع الرسالة، هو الذي رشح اشخاص الائمة من أهل البيت للامامة.
وقد كان الوحي ينزل " إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
الصفحة 14
ويطهركم تطهيراً ".
ولو تجاوزنا هذه النصوص، والشهادات، وانتقلنا إلى تراجم الائمة من أهل البيت فماذا نجد؟
كانوا اكثر الناس اخلاصاً للرسالة، وفهماً لها واستعداداً للتضحية من أجلها، ومن هنا كانوا ائمة وقادة، وحدهم لا سواهم.
لأن قيادة الرسالة تحتاج إلى قمة في الوعي، والاخلاص، والطهارة.
وهذه القمميّة لا يبلغها من عاش الانحراف، وتأثّر بمفاهيمه وأطره وقيمه، ولا يبلغهامن أخذ الرسالة من أفواه الناس وآراء الناس ومن غير مصدرها الحقيقي.
ونحن نعلم ان الأمةَ بعد الرسول (ص) شهدت الواناً من الانحراف، في فهم القيم الدينية واستيعابها أو في فهم التشريع الإسلامي عموماً ومثل هذا الوضع لا يمكنه ان ينتج احسن منه، ويخلق رجالا اكثر استيعاباً وفهماً واخلاصاً للرسالة، وهم لم يفهموا الرسالة الاّ عن طريق الانحراف ومن هنا اتجهت العناية النبوية لخلق القيادات الكفوءة والنّقية والمملوءة علماً واخلاصاً وتضحية في داخل البيت النبوي، في بيت الامام علي (ع) حيث مصدر العلم الحقيقي والشامل.
وحيث التجسيد والاستيعاب التام لقيم الرسالة.
وحيث البعد عن الانحراف وانعكاسات الانحراف.
وهكذا تسلسلت الامامة إلى الحسن والحسين (عليهما السلام). ثم إلى بقية الأئمة الاثني عشر إعتماداً على خاصية الاستيعاب للرسالة، لا على اساس التوارث، ومن يعرف الائمة من أهل البيت يعرف حقيقة ما نقول.