بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
دخيلة على أصل الحركة. وعلى ذلك يصح القول إنّ البداية التأريخية للتشيع بوصفه مذهباً ونظرية كانت في عصر الرسول (ص)، وتحوّل إلى ممارسة سياسية في عصر الصحابة كما اصطلح عليه أو عصر ما بعد الرسول مباشرة.
والرأي الأول مسؤول عن تحديد الفترة التي ظهرت فيها فكرة النص. والباحثون من اهل السنة لا يتفقون على تحديد معيّن فبينما يرى بعضهم انّ هذه الفكرة ظهرت أيام فتنة عثمان وعلى يد عبد الله بن سبأ، يرى آخرون أنها ظهرت بعد التحكيم وبعد حركة الخوارج، وبينما يرى قسمٌ ثالث ان التشيع بشكله الأخير نشأ بعد مقتل الحسين (ع).
وعلى اي حال فهذه آراء سنستعرضها فيما بعد ان شاء الله، ونعرف مداها من الصحة.
كما انّ هذه الآراء ستبقى بلا اساس موضوعي إذا اكتشفنا وجود فكرة النص لدى جيل الصحابة أنفسهم والتزم بها المنتصرون لعلي منهم، فانه يصبح بلا معنى أن نبحث عن فترة متأخرة نحدّد ظهور فكرة النص فيها.
وعادة يمكن الاستدلال على هذه الحقيقة بما تحويه كتب التأريخ والحديث من نصوص الرسول (ص) في امامة علي (ع) واهل البيت عموماً. فأن ذلك شاهد على ان فكرة النص ليست مختَلَقَة، ومتأخرة الحدوث. وقد تكلفت الكتب المذهبية هذا الجانب بالذات فاستعرضت النصوص المدوَّنة في كتب التأريخ والحديث لأهل السّنة أنفسهم، وحاسبتها في سندها وفي دلالتها فكانت من ناحية السند متواترة وقطعية ومن ناحية دلالتها واضحة.
غير انا هنا نريد أن نعتمد طريقة البحث التأريخي.
فما هو الدليل التأريخي على وجود فكرة النص لدى جيل الصحابة وخاصة
الصفحة 18
من دعا منهم لعلي وانتصر له؟
أنا اعتقد انّ دراسة الحركة الشيعية الداعية لعلي بعد الرسول (ص) هي التي تقدّم لنا هذا الدليل، وتؤكد لنا بكل وضوح ان الحركة كانت مؤمنة بالنص ومنطلقة من هذا الأساس.
سندرس هنا:
أ ـ منطق الحركة.
ب ـ طبيعة الحركة.
ونرى من خلال هذه الدراسة وجود فكرة النص لدى جيل الصحابة.
أ ـ منطق الحركة:
ما هو منطق الحركة؟
وماذا يقول الدعاة للامام علي (ع)؟
والإمام علي (ع) بالخصوص حينما كان يرشح نفسه للحكم ماذا كان يقول؟ وأي مفهوم كان يعطي لهذا الترشيح؟ هل ذكرت هنا فكرة النص والاستخلاف؟
وهل ذكرت فكرة الاختيار الإلهي الذي يؤمن به الشيعة في امامة علي واهل البيت؟
الحقيقة ان هناك تصحريحات عديدة لرجال الحركة تضمنت فكرة النص، والاختيار الإلهي، مما لا يدع اي مجال للشك في ان الدعوة لعلي لم تكن رأياً شخصياً رآه بعض الصحابة، وإنّما الرسول (ص) هو الذي استخلف علياً واهل البيت (ع).
انظروا...
ذات مرّة تحاور (ابن عباس) ـ وهو الناطق باسم الشيعة يوم ذاك ـ مع الخليفة الثاني، وتذاكروا موضوع الخلافة.
الصفحة 19
قال عمر: ان قريشاً اختارت لأنفسها فاصابت ووفقت.
فأجاب (ابن عباس): لو أن قريشاً اختارت لأنفسها حيث اختار الله عزّ وجلّ لها لكان