التصنع وروح العصر المملوكي - تصنع و روح العصر المملوکی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصنع و روح العصر المملوکی - نسخه متنی

احمد فوزی الهیب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التصنع وروح العصر المملوكي

الدكتور أحمد فوزي الهيب

التصنع وروح العصر المملوكي

دراســـة

تـقديم

الأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر

التقديم للأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر

بين يدي القارئ كتاب طريف شغل موضوعه عصراً بكامله ، هو العصر الذي تلا سقوط بغداد في يد المغول سنة ( 656 هـ = 1258م ) ، وكان الأمر فيه صار إلى المماليك ، وهم يعودون في أنسابهم إلى سلالات الرجال ، من الترك والشراكسة ، الذين أخذ نفوذهم ينمو في العصر العباسي ، منذ أيام المأمون ومن جاء بعده ،واصطنعهم الملوك الأيوبيون من بعد.

بقيت العربية في دولة المماليك هي لغة الدولة الرسمية ، وكانت القاهرة ودمشق تنهضان برعاية ما يصدر عنها من كتب العلم والأدب ، إذ كان سلاطين المماليك يقربون أصحابها منهم ، ويحبون أن يذكروا فيها محبتهم إنشاء المساجد والمدارس التي سموها بأسمائهم . وقد خلف أعلام الفكر الأدبي والعلمي من المصنفات والموسوعات والقواميس والمصورات ما يملأ مكتباتنا اليوم ، ويعوض بعض خسارتنا الفادحة بما أحرق الغزاة المغول وأغرقوا في قدومهم إلينا ، من مئات الآلاف من المخطوطات في شتى نواحي المعرفة العلمية والأدبية والفلسفية .

وإذا كان لكل عصر طوابعه التي تسم اتجاهات الفكر و الفن فيه ، استجابة لحقائق حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، فطابع هذا العصر الذي أصبحنا نسميه ( العصر المملوكي ) خمود النشاط الإبداعي فيه ، بعد كارثة الاجتياح المغولي ، وتخلخل هوية المجتمع السياسية والاجتماعية ، وانقطاع لغة الكتابة عن لغة الحياة الجارية ومشكلاتها وقضاياها ، ورجوع الكاتب والشاعر فيه إلى الاستقاء من النماذج الأدبية السابقة ، وإعادة صوغها بما يتفق مع طوابع العصر التي انتهت إلى الكلف بالصناعة كلفاً شديداً ، يمثل انقطاع ( المبدع ) عن الحياة ، ومجرياتها، والانفعال بأحداثها ، إلى الكتاب ولغته الساكنة واللعب على أبنيته اللغوية وصوره بما يشبه لعب البهلوانات أو لعب ( الأكروبات ) في تعبير أحد المستشرقين الفرنسيين ، على نحو لا يخلو من الطرافة ، وإن خلا من حقائق الوجود العميقة التي ينتج الأدب لمخاطبتها وحفز الناس إلى فهمها وتقويمها .

هكذا صار التصنع في الشعر وصوغ صوره لا يتعدى اللفظ إلى عمل المخيلة الحقيقي في إبداع الصور الشعرية . وصار هذا التصنع أقرب إلى أن يكون هو السلوك الفكري لصاحبه ، محوَّلاً عن مجاريه الإبداعية ، إلى ممارسة القفز على سطوح الكلمات والعبث بمربعاتها ، إذا صح التعبير ، بما لا يخلو من الطرافة ، إلى حد يذكر قارئه أحياناً بلعبة ( التغماية ) التي تفجأ اللاعب بما لم يكن ينتظر أن يراه !.

وهذا الذي نذر الأخ الصديق الدكتور أحمد فوزي الهيب نفسه لجلاء هذه الظاهرة ،فأرّخ لها ، وتابع مظاهرها ومصادرها عبر السنين ، وعرض لنماذجها ، وعلل لها بما يحقق للقارئ أوفى حظ من الاطلاع على فلسفتها الجمالية التي جهد أصحابها في التماسها.

وقد لاحظ نمو هذه النزعة إلى التصنع منذ نشوء ظاهرة البديع التي كتب لها ، في بدايتها ، ابن المعتز كتابه المعروف ( البديع ) ، حتى استوت في كتب المتأخرين الذين تباروا في ابتكارها إلى ما يزيد عن مئة وأربعين وجهاً ، فأصبح من حق قرائنا و متعلمينا ومثقفينا أن ينعموا بقراءتها في كتاب الأخ الصديق الدكتور الهيب قراءة منهجية، ويمتعوا أنفسهم بطرافة صياغتها وابتكارات صورها وبدراستها ، في مصادر أصحابها ومبتكريها ، دراسة تتميز معها خصائص أسلوبية في التعامل مع الأصوات ( في الجناس بأنواعه مثلاً ) ، ومع التقابل ( في الطباق بأنواعه أيضاً ) ، ومع التذييل والتدبيج وأنواع البديع اللفظي الأخرى ، ومع وجوه البديع المعنوي ، بحيث يكون لهذه

/ 66