توتالیتاریة اللیبرالیة الجدیدة و الحرب علی الإرهاب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

توتالیتاریة اللیبرالیة الجدیدة و الحرب علی الإرهاب - نسخه متنی

توفیق المدینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


توفيق المديني
التوتاليتارية الليبرالية الجديدة
والحرب على الإرهاب
دراســـة
مقدمة
- 1 -
هل يجوز نعت الليبرالية الجديدة، أو
الليبرالية العولمية، أو الليبرالية
المتوحشة " ديكتاتورية الأسواق " و "
ديكتاتورية تقنيات الاعلام الجماهيري "،
بالتوتاليتاتورية ؟ .
دأبت الإيديولوجية السائدة في الغرب على
نقد و وصف النظام الشيوعي الذي كان سائدا
في روسيا و دول أوروبا الشرقية بالنظام
التوتاليتاري. و قد كان لمفهوم
التوتاليتارية، الذي يعرف بالشمولية، دور
كبير في إسقاط التجربة التاريخية
للشيوعية. و من أهم خصائص هذه
التوتاليتارية، تميزها بعدد من الثوابت و
العلامات الفارقة : الحزب الشمولي الواحد،
الدور المركزي للايديولوجيا، إلغاء
الحدود الفاصلة بين الدولة و المجتمع،
تقديم دولة السلطة على سلطة الدولة، تضخم
أجهزة القمع و الإرهاب و افتراسها
المجتمع، نفي مشروعية الصراعات الداخلية
و تقديس مبدأ الانصهارية .
غير أنه مع انتصار إيديولوجيا
النيوليبرالية، أو الليبرالية الجديدة في
زمن العولمة، التي تزعزع أسس الحياة
الاجتماعية في مختلف أنحاء المعمورة
شمالا و جنوبا، و التي تقوم على المرتكزات
التالية: الدعوة المتطرفة إلى الحرية
الاقتصادية, و إنكار دور الدولة في ضبط
آليات و حركة النظام الرأسمالي والتخفيف
من شروره الإجتماعية (تحديدا في مجال
التوزيع و العدالة الإجتماعية)، هيمنتها
على المنظمات المالية الدولية (صندوق
النقد الدولي والبنك الدولي) ,و تعاملها مع
البلدان النامية من منطلق التكيف و ضرورته
مع السوق الرأسمالي العالمي، و ابعاد
الدولة و اضعافها، و ترك آليات السوق لكي
تعمل طليقة، برزت في العالم الغربي
إيديولوجيا نقدية هي الأكثر شيوعا اليوم،
إيديولوجيا مضادة للعولمة الرأسمالية
المتوحشة، تصف الليبرالية الجديدة أو
الليبرالية المتوحشة، بإيديولوجيا كاملة
لإدارة الأزمة في النظام الرأسمالي
العالمي .
فهناك اليوم في صفوف مناهضي العولمة، من
يرى أن الليبرالية الجديدة تعبير عن
توتاليتارية الأسواق، و عن توتاليتارية
تقنيات الاعلام الجديدة، و أن الذي شجعها
على اكتساحها في التطبيق مختلف مواقع
الساحة العالمية، ضعف قوى اليسار، و هو
الضعف الذي بلغ ذروته بانهيار دول شرق
أوروبا والاتحاد السوفياتي .
ويترافق مع ازدهار الليبرالية الجديدة
هذا، و حتى في البلدان الرأسمالية الأكثر
تقدما، انحسار مهم لدور السلطات العامة
بدءا بالبرلمان , و تخريب بيئي و تصاعد
انعدام المساواة، وتسارع الفقر و
البطالة، أي كل ما يمثل نقيض الدولة
الحديثة و المواطنية. و نشهد أيضا فصلا
جذريا بين تطور تقنيات الإعلام الجديدة من
جهة، و مفهوم تقدم المجتمع من جهة أخرى .
فالليبرالية الجديدة التي جاءت مع صعود
رونالد ريغان إلى السلطة في الولايات
المتحدة الأمريكية، و مارغريت تاتشر في
بريطانيا، في بداية عقد الثمانينات من
القرن الماضي، كانت نتيجتها تعميق
الفوارق الطبقية الحادة داخل البلدان
الغربية عينها. فهناك اليوم 60 مليون فقير
في الولايات المتحدة الأمريكية أغنى بلد
في العالم. و كذلك يمكن احصاء 50 مليون فقير
داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، أول قوة
تجارية في العالم .في الولايات المتحدة
يملك 1 % من السكان 39 % من خيرات البلاد، و
على الصعيد العالمي تفوق ثروة 358 شخصا من
أصحاب المليارات من الدولارات الدخل
السنوي لـ 45 % من السكان الأكثر فقرا أي 6، 2
مليار نسمة .
من هنا دأبت الإيديولوجيا اليسارية
الجديدة المناهضة للعولمة الرأسمالية
المتوحشة، على نعت هذه الليبرالية
الجديدة بالتوتاليتارية, لكي نشهد في عالم
اليوم قلبا واضحا لمفهوم التوتاليتارية. و
لكن قبل أن نغوص في تحليل سمات النظام

/ 278