بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
المعولم، إلى درجة أن المدن الكبرى هي التي تجلب وحدها القسم الأكبر من النمو، و الثروة، و السلطة. فإنتاج طوكيو يقارن اليوم بإنتاج بريطانيا، و يساوي مرتين إنتاج البرازيل . ويبدو أن الإقتصاد المعولم اليوم بين- متروبوليتان(مختص بالعاصمة) إلى حد كبير أكثر منه بين- قومي. فالديناميكيات المتروبوليتانية ليست الإطار الفيزيائي للرأسمالية المعولمة الجديدة فقط، بل إنها في قسم كبير منها هي المحرك و الجوهر، و هي سوف تنشر أشكالا اجتماعية، و مؤسساتية و ثقافية متميزة أكثر فأكثر. ويروج الخطاب السياسي للنيوليبرالية الجديدة إلى أن زمن الدولة القومية قد ولى , و أن التحكم على المستوى القومي عديم الفاعلية بوجه العمليات الاقتصادية و الاجتماعية الكونية(هورسمان و مارشالHorsman Et Marshall )1994). كما يقال ان السياسات و الخيارات السياسية القومية قد نحيت جانبا بفعل قوى السوق العالمية التي باتت أعتى من اكثر الدول جبروتا. فرأس المال متحرك, حر من أي روابط قومية, و هو يستقر حيثما تملي المنافع الاقتصادية, أما العمل فهو مستقر قو ميا و جامد نسبيا, و ان عليه أن يعدل آماله السياسية كي يواجه الضغوط الجديدة للقدرة التنافسية العالمية. و بناء عليه فالنظم القومية المتميزة, التي تكفل حقوقا و اسعة و حماية اجتماعية للعمل, صارت بالية... إن هذا الخطاب الجديد يستند إلى عقيدة ليبرالية مناوئةللسياسة. وهي ترى أن الإقتصاد الكوني الجديد, المتحرر من قيود السياسة,و أن التجارة الحرة, و الشركات العابرة للقوميات و أسواق رأس المال العالمية,قد حررت الاعمال من كوابح السياسة, و مكنتها من أن تزو د مستهلكي العالم بأرخص المنتجات و أكثرها كفاءة. و أن العولمة تحقق المثل العليا لليبراليي التجارة الحرة في القرن التاسع عشر مثل كوبدن Cobdonو برايت Bright, أي عالم منزوع السلاح , حيث نشاط الاعمال هو الأول , و حيث لامهمة للسلطة السياسية سوى حماية نظام التجارة الحرة العالمي(3). ان النيو ليبراية تسمح للشركات و الأسواق بتوزيع عوامل الإنتاج بما يحقق لها أعظم منفعة من دون تدخل الدولة. غير أن هذه الصورة التي حصلت في مجال الاتصالات أضعفت أهمية الحدود بين الدول، و بالتالي زادت من الضغط على الدولة القومية، مهددة الكثير من وظائفها بعدما أصبح العالم قرية صغيرة. فالإنتاج و التوزيع و الاستثمار و تقديم الخدمات أصبحت من مهام الشركات العابرة للقوميات، و انحسر تدخل الدول في الحياة الاقتصادية ،لكن وعلى الرغم من الضعف الذي اعترى الدولة، خاصة في الشؤون الاقتصادية، إلا أنه مازال لها دور كبير في الحياة السياسية، فهي مسيطرة على حدودها وعلى حركة انتقال الناس عبر هذه الحدود، فأغلب السكان لا يستطيعون التنقل بسهولة بين دولة و أخرى باستثناء قلة قليلة من أصحاب الأموال و المهارات، بينما غالبية مواطني بلدان العالم الثالث لا يجدون الترحيب في الدول المتقدمة، فأمريكا و أوروبا التي طبقت النظام العالمي الجديد تريد فتح الحدود أمام إنتاجها و إغلاق حدودها أمام انتقال الأشخاص، فهي تريد حدودا مفتوحة مع جميع البلدان اقتصاديا لأن ذلك في مصلحتها. إذا كانت العولمة قد لعبت دورا في تحويل الكرة الأرضية إلى مدينة كبيرة، و سعت إلى إسقاط الحواجز التاريخية و النفسية بين الأمم، فإن الثابت أنها لم تستطع تحقيق العدالة بين الشعوب. . و مع ذلك، فإن المدافعين عن العولمة يرون أن مستوى تطور الأحوال المعيشية لسكان الكرة الأرضية شهد تقدما ملموسا في تاريخ الإنسانية خلال الخمسين سنة الأخيرة. فمنذ عام 1960، انخفضت معدلات وفيات الأطفال إلى النصف في البلدان النامية، و معدلات سوء التغذية إلى 33 %، و تم إرجاع نسبة الأطفال الذين هم في سن الدراسة ولم يلتحقوا بالمدارس من النصف إلى الربع. كما أسهمت العولمة في انقاذ أكثر من 150 مليون من الفلاحين الفقراء الصينيين من الفقر المدقع . أما البلدان الأكثر انفتاحا على التجارة الدولية، فهي تتمتع بنمو سريع أكثر من البلدان الأقل انفتاحا. و هي أقل فقرا، و تتمتع بمستوى جيد من التوظيف، ولديها مستشفيات و مدارس أفضل. فقبل ثلاثين سنة كان مستوى أحوال المعيشة في غانة يساوي المستوى عينه في كوريا الجنوبية. غير أن هذه الأخيرة أصبحت الآن عضوا في منظمة التعاون و التطور الاقتصادي (OCDE ). و يكفي القيام بالمقارنة بين وضع كوريا الجنوبية و كوريا الشمالية، للتأكيد على أهمية الفارق .