توتالیتاریة اللیبرالیة الجدیدة و الحرب علی الإرهاب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

توتالیتاریة اللیبرالیة الجدیدة و الحرب علی الإرهاب - نسخه متنی

توفیق المدینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الرأسمالي العالمي التوتاليتاري، الذي
تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، علينا
أن نميز بين الليبرالية الكلاسيكية
الغربية و بين الليبرالية الجديدة
المتوحشة التي يتبناها اليمين
النيوليبرالي الأمريكي,التي تعبر عنها
نازية بوش أفضل تعبير .
ما هو جوهر الإيديولوجيا الليبرالية ؟
ظهرت الأفكار الليبرالية في عصر التنوير
و حتى الثورة الصناعية
(1750 - 1850 )، و هي تشكل منارة مضيئة و عظيمة في
تاريخ تطور البشرية. فالليبرالية متناقضة
جذريا مع الإيديولوجيا الإقطاعية، أي
أنها ضد فكرة الماوراء حين أكدت على
موضوعية الطبيعة و المادة. و هي ضد الوحي و
الميتافيزياء حين أكدت على العقلانية و
العلم. و هي ضد الاستبداد حين أكدت على
الحرية و هي ضد سحق الفرد و امتصاصه في
المجموع، حين أكدت على أولوية الفرد. فقد
جاءت الليبرالية كانتصار باهر على النظام
الاقطاعي الذي ساد في العصور الوسطى، و هو
النظام الذي كان يستند على الاستبداد و
العبودية و قهر حرية الفرد و حقوقه و شكل
حينذاك بمؤسساته وقيمه و علاقاته عائقا
أمام تطور الرأسمالية في ظهورها .
و هكذا فإن الأفكار الليبرالية هذه شكلت
منظومة للإيديولوجية متكاملة لليبرالية،
التي عبرت عن مرحلة تاريخية محددة، هي
مرحلة الرأسمالية الوليدة والصاعدة، و عن
اتساق متطلبات تقدم البشرية مع متطلبات
صعود الطبقة البرجوازية. و لم يكن من
الممكن انتشار الأفكار الليبرالية في
مختلف دول القارة الأوروبية، و في
الولايات المتحدة الأمريكية لو لم تكن
متفقة إلى أبعد الحدود مع حرية الفرد التي
قادته إلى محاربة الاستبداد على الصعيد
السياسي، وإلى العقلانية على الصعيد
المعرفي، و إلى العلمانية، و تحرير
المرأة، والديمقراطية التي تشكل التخطي
الديالكتيكي لهذه الليبرالية .
و قد ارتدت المبادئ الليبرالية هذه طابع
فتوح دائمة للبشرية، رست في أساس
المجتمعات الحديثة (حتى إذا تجاوزت
الليبرالية ),إلا أن حرية المشروع
الاقتصادي التي بدت في ظل المجتمع
التقليدي، بمنزلة مبدأ عقلاني، يحرر ولا
يضطهد, و يطلق قوى الأنتاج، أصبحت فيما بعد
تظاهرة لا عقلانية، و أداة للاستغلال و
لمزيد من التفاوت الاجتماعي على حد قول
ياسين الحافظ في كتابه عن التجربة
التاريخية الفيتنامية.
أما الليبرالية الجديدة، فقد جاءت بمنهاج
جديد لإدارة الرأسمالية في زمن العولمة. و
قد كشفت عن عدد من الحقائق أهمها :
1-تتسم العولمة الرأسمالية المتوحشة
الحالية باستقطاب الرساميل والتدفقات
الاستثمارية، و بالتالي بتركيز الثروة و
الرأسمال في البلدان الرأسمالية الصناعية
المتقدمة، خاصة في الولايات المتحدة .
2-يزداد إفقار العالم الثالث و تهميشه و
تتخذ عمليات نهبه السافرة والمقنعة طابعا
همجيا .
3- تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا
رئيسا في صياغة هياكل القوة الاقتصادية من
خلال قوتها السياسية و العسكرية .و منذ
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية هيمنتها
المطلقة على النظام الدولي الجديد في ظل
القطبية الأحادية، حاولت أن تصيغ العالم
على شاكلتها و مثالها, ونشر سلطتها في
العالم الفوضوي الذي وصفه هوبس. و
الولايات المتحدة لاتثق بالقانون الدولي
ولا بالمواثيق الدولية, و هي تنظر الى
تحقيق الأمن, كما الدفاع عن الليبرالية
الجديدة, عبر حيازة القوة العسكرية
واستخدامها.وهي تزداد ميلا الى العمل
العسكري في شكل أحادي الجانب, وترفض
المبادرات أو القرارات التي تتخذ تحت راية
مؤسسات دولية على غرار الأمم المتحدة مثلا,
وتشك في القانون الدولي وتؤثر العمل خارج
نطاقه حين ترى ذلك ضروريا - كماهو الحال في
حربها المرتقبة على العراق- أو حتى مفيدا
لمصالحها فحسب.
ولقد ارتبط صعود الليبرالية الجديدة في
الولايات المتحدة و أوروبا منذ
الثمانينات وحتى يومنا هذا بتولي اليمين
المتطرف أو اليمين النيوليبرالي مقاليد
السلطة , و هو اليمين الذي لا يعبأ مطلقا
باعتبارات العدالة الإجتماعية و أهمية
التوظيف الكامل في عصر العولمة. يقول
اغناسيو رامونيه في كتابه " الجغرافية
السياسية للفوضى " إن سادة العالم الجديد،

/ 278