بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
كل العالم . إن مفهوم التوتاليتارية هو مفهوم مطابق لطبيعة الليبرالية الجديدة التي يتبناها اليمين الأمريكي المتطرف بزعامة الرئيس جورج بوش, الذي يمارس فاشية و"أبلسة" للنظام الدولي الجديد، و للأسواق, و لوسائل الإعلام. و خير دليل على ذلك، عاصفة التدابير المضادة للحريات المدنية التي اعتمدت في الولايات المتحدة. فغداة أحداث 11 أيلول/سبتمبر أنشيء قضاء استثنائي وحصل وزير العدل السيد جون اشكر وفت على إقرار القانون المناهض للإرهاب و المعروف بـ" القانون الوطني ", الذي يسمح للسلطات بتوقيف المشتبه بهم لفترة غير محددة و إبعادهم و سجنهم في زنزانات انفرادية, ومراقبة بريدهم و محادثاتهم الهاتفية و اتصالاتهم عبر الانترنت, و تفتيش مراكز إقامتهم من دون إذن قضائي . و كي لا يتعرض العسكريون الأمريكيون لأي ملاحقة بسبب ارتكابهم جرائم حرب في الخارج، فإن واشنطن عارضت إنشاء محكمة الجزاء الدولية, ولا تزال تعارضها. و صادق الكونغرس على قانون حماية الأمريكيين أثناء الخدمة الذي يسمح للولايات المتحدة باتخاذ أقصى الإجراءات وصولا إلى الاجتياح, من أجل استعادة أي مواطن أمريكي مهدد بالمثول أمام محكمة الجزاء الدولية هذه . و الحا ل ,منذ فرضت الولايات المتحدة هيمنتها على النظام العالمي عملت إدارة الرئيس بوش على بناء نظام بوليسي عالمي, وسلطة توتاليتارية كونية لامنظورة ,يخدمان المنطق التوتاليتاري ,و الطبيعة التوتاليتارية لليبرالية الجديدة , في السعي إلى التعبئة الإيديولوجية ضد العراق و العرب و المسلمين. وأمراض هذه السلطة التوتاليتارية أو الفاشية الجديدةأمراض أمريكية بامتياز، نشير في هذا الصدد إلى ظاهرات أساسية : 1-انتهاك القانون الدولي بشكل فاضح و سافر، و تهميش الأمم المتحدة، و تحديد الولايات المتحدة وحدها معايير الحياة السياسية الدولية باسم " تفوق أخلاقي " مزعوم ,و من أجل فرض قانون الإمبراطورية الأمريكية الفاشي على عالم اليوم، الذي يخدم أهدافها و مصالحها الإستراتيجية، متجاهلة بصورة متعمدة أن العالم هذا الذي نعيش فيه شبع من حكم الإمبراطوريات الإستعمارية التعسفية . 2-الصهيونية في إدارة الرئيس بوش: تواجهنا الصهيونية اليهودية و الصهيونية المسيحية بالتلازم، و الدعم المطلق الذي تقدمه الولايات المتحدة لدولة الكيان الصهيوني و هو ليس دعما لدولة أجنبية، بل هو دعم لدولة لا تعدو كونها مظهرا من مظاهر الفاشية الأمريكية، و قاعدة عسكرية استيطانية للإمبريالية الأمريكية في قلب الوطن العربي. 3-العدوانية السافرة، و استخدام القوة العسكرية وسيلة لدفع شبح الأزمة الداخلية التي تنذر بالانفجار، بعد مسلسل فضائح الشركات الأمريكية الكبرى الذي تفجر خلال الشهور الأخيرة ,و الذي أفصح عن العديد من مساوئ و إخفاقات النظام الرأسمالي الأمريكي، الذي كان ينظر إليه بعضهم باعتباره " النموذج " الذي يجب أن يحتذى به في البلدان التي تأخذ بنظام " اقتصاد السوق ". أخيرا، إن العدوانية العسكرية المنفلتة من عقالها، و الفاشية التي تمارسها الإمبراطورية الأمريكية ضد الأمم و الشعوب و الدول التي تبدي نزوعا إلى الإستقلال الوطني و التنمية المستقلة، أو فك الروابط مع الامبريالية و الخروج من منطق العولمة الرأسمالية المتوحشة، تعكس درجة التوحش و الفاشية و التوتاليتارية التي بلغتها هذه الليبرالية الجديدة التي تبناها اليمين الأمريكي المتطرف. إن التوتاليتارية الليبرالية الجديدة تسعى إلى السيطرة على العالم لخدمة أهداف الإمبراطورية الأمريكية و ليس إلى الحرية، و إلى اغتيال الديمقراطية الفتية في العالم الثالث . و النظام التوتاليتاري الأمريكي بزعامة بوش يمارس أكثر أشكال النهب و الاستغلال و القهر وحشية و فظاظة، و هذا العدو الرئيس للديمقراطية ليس في مراكز النظام الرأسمالي و حسب, بل في العالم الثالث . و يبدو أن امكانات التطوير الديمقراطي في الوطن العربي تتناسب عكسا مع الهيمنة