توحید و الفطرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

توحید و الفطرة - نسخه متنی

سید روح الله موسوی الخمینی؛ تهیه و تنظیم: مرکز الإمام الخمینی الثقافی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التوحيد والفطرة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتمُّ التسليم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

إن الوقوف مع شخصية الإمام الخميني "قده" والبحث عن آثارها, تدفع بنا إلى الإطلالة على جوانب متعددة وكثيرة لا يمكن لأحد أن يدّعي الإحاطة بها, وإن أحد أهم وأبرز هذه الجوانب على المستوى الفكري العقائدي هو رؤية الإمام "قده" الكونية الشاملة القائمة على مبدأ التوحيد الفطري لله سبحانه وتعالى ومن جهة أخرى بلورة الرابطة والصلة بين هذا الإنسان وخالقه وصياغتها وفق هذه الرؤية التوحيدية, ولذلك فإن الإمام "قده" باعتباره عارفاً وفيلسوفاً إلهيا فإنه يتميز بنظرته هذه, حيث أن الباحث المنصف يرى في الإمام الشخصية الفكرية الثابتة والمقنعة في هذا الجانب وفي الجوانب الأخرى.

وهذا الكتاب ( التوحيد والفطرة) الذي أعدّه المركز ما هو إلا عيّنة من فيوضات هذا الفكر الأصيل والوضّاء للإمام "قده" حيث يأتي هذا الأثر في إطار سلسلة من النتاجات التي تهدف إلى تحقيق الغاية التي أخذها المركز على عاتقه لجهة نشر وتوثيق فكر الإمام الخميني"قده".

وعلى أي حال فإن هذا الكتاب هو مجموعة من الموضوعات المنتقاة والتي لها صلة بموضوع التوحيد, والتي أخذت من مؤلفات الإمام وخاصة كتاب ( الأربعون حديثاً) لنقدم من خلالها بعضاً من الأثر للفكر العقائدي عند الإمام الخميني"قده" حيث نترك للقارىء التزوّد والإنصاف من خلال هذه القيمة عسى أن ينفعنا الله وإياكم إنه على كل شيء قدير.

مركز الإمام الخميني الثقافي

التوحيد والفطرة

في معنى الفطرة

إعلم أن المقصود من " فطرة الله" التي فطر الناس عليها هو الحال والكيفية التي خلق الناس وهم متّصفون بها والتي تعد من لوازم وجودهم, ولذلك " تخمّرت" طينتهم بها في أصل الخلق. والفطرة الإلهية ـ كما سيتبيّن فيما بعد ـ من الألطاف التي خصّ الله تعالى بها الإنسان من بين جميع المخلوقات. إذ أن الموجودات الأخرى غير الإنسان إما أنها لا تملك مثل هذه الفطرة المذكورة وإما أن لها حظاً ضئيلاً منها.

وهنا لابدَّ من معرفة أن الفطرة, وإن فسرت في هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث بالتوحيد, إلا أن هذا هو من قبيل بيان المصداق, أو التفسير بأشرف أجزاء الشيء, كأكثر التفاسير الواردة عن أهل بيت العصمة "عليهم السلام", وفي كل مرة تفسر بمصداق جديد بحسب مقتضى المناسبة, فيحسب الجاهل أن هناك تعارضاً, والدليل على أن المقام كذلك هو أن الآية الشريفة تعتبر " الدين " هو "فطرة الله " مع أن الدين يشمل التوحيد والمباديء الأخرى.

وفي صحيحة عبد الله بن سنان فسرت الفطرة على أنها تعني "الإسلام", وفي حسنة زرارة فسرت بالمعرفة, وفي الحديث المعروف " كل مولودٍ يولَدُ على الفطرة, جاءت في قبال " التهوَد " و"التنصَر" و"التمجُّس", كما أن الإمام الباقر "ع" في حسنة زرارة المذكورة فسّرها بالمعرفة. وعليه فالفطرة ليست مقصورة على التوحيد, بل إن جميع المباديء الحقة هي من الأمور التي فطَر الله تعالى الإنسان عليها.

في تحديد أحكام الفطرة

لابدّ أن نعرف بأن ما هو من أحكام الفطرة لا يمكن أن يختلف فيه اثنان, من ناحية أنها من لوازم الوجود وقد تخمّرت في أصل الطبيعة والخلقة. فالجميع, من الجاهل والمتوحش والمتحضر والمدني والبدوي, مجمعون على ذلك. وليس ثمّة منفذ للعادات والمذاهب والطرق المختلفة للتسلّل إليها والإخلال بها. إن اختلاف البلاد والأهواء والمأنوسات والآراء والعادات, التي توجب وتسبّب الخلاف والاختلاف في كل شيء, حتى في الأحكام العقلية ليس لها مثل هذا التأثير في الأمور الفطرية, كما أن اختلاف الإدراك والإفهام قوة وضعفاً لا تؤثر فيها. وإذا لم يكن الشيء بتلك الكيفية فليس من أحكام

/ 33