ترتیب المدارک و تقریب المسالک لمعرفة أعلام مذهب مالک نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ترتیب المدارک و تقریب المسالک لمعرفة أعلام مذهب مالک - نسخه متنی

قاضی عیاض

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ترتيب المدارك وتقريب المسالك
لمعرفة أعلام مذهب مالك
للقاضي عياض
يُعَدُّ أكبر موسوعة تتناول ترجمة رجال
المذهب المالكي ورواة "الموطأ" وعلمائه،
وقد استهلَّ الكتاب ببيان فضل علم أهل
المدينة، ودافع عن نظرية المالكية في
الأخذ بعمل أهل المدينة، باعتباره عندهم
من أصول التشريع، وحاول ترجيح مذهبه على
سائر المذاهب، ثم شرع في الترجمة للإمام
مالك وأصحابه وتلاميذه، وهو يعتمد في
كتابه على نظام الطبقات دون اعتبار
للترتيب الألفبائي؛ حيث أورد بعد ترجمة
الإمام مالك ترجمة أصحابه، ثم أتباعهم
طبقة طبقة حتى وصل إلى شيوخه الذين عاصرهم
وتلقى على أيديهم.
والتزم في طبقاته التوزيع الجغرافي لمن
يترجم لهم، وخصص لكل بلد عنوانًا يدرج
تحته علماءه من المالكية؛ فخصص للمدينة
ومصر والشام والعراق عناوين خاصة بها، وإن
كان ملتزما بنظام الطبقات.
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي أسبغ على عباده بفضله
نعماً لا تحصى، وقدر على ما شاء بعدله أن
يطاع ويعصى، وعين بين أهل الجنة والنار
بقضيتي القضاء، وميز في ظهر آدم بين
طائفتي السعادة والشقاء، ثم انتقى منهم
ليتمم عدله خواص وأصفياء، وجعل فيهم رسلاً
وأنبياء، ليوضح بهم لمن أراد هداية
منهاجه، ويقيم على من صد عنه وصرف عن آياته
حجاجه، فبذلوا في ذاته جدهم، ونصحوا
العباد جهدهم، إلى أن اختار الله تعالى
لهم ماعنده وقضى كل واحد منهم ما كتب له من
أثر ومدة، عليهم من صلوات الله ما لا يحيط
به حصر ولا عدة، ثم تمم الله على المؤمنين
بفضله، وختم أنبياؤه ورسله، بأرجحهم
ميزاناً، وأرفعهم مكاناً، وأكرمهم
أخلاقاً، وأطيبهم أعراقاً، وأطولهم في
الفضائل باعاً، وأكثرهم أمة وأتباعاً،
أبي القاسم، سيد ولد آدم، صلى الله عليه
وسلم، كما شرف وكرم، فجاهد في الله حق
جهاده، وزايل الجلايل الصعبة في إرشاد
عباده، حتى أقاموا على سواء محجته، وأخذهم
طوعاً وكرهاً ببالغ حجته، وسافهم في
السلاسل إلى جنته، ودخلوا في دين الله
أفواجاً بدعوته، فأنجز الله به وعده، وعبد
تعالى وحده، وخصه بخير أمة أخرجت للناس،
وآزروه في إقامة شرعة في حياته، وخلفوه في
حياطته وحمايته بعد وفاته، نص في غير موطن
على تفضيلهم، وأمر بالاقتداء بهم، وتوعد
على اتباع غير سبيلهم، بوأهم دار وحيه،
ومأوى دينه، ومتبوى شرعه، ومهبط ملائكته،
ومهاجر نبيه، ومنزل كتابه، ومختم مثوى
رسله، ومجثم الخير كله، كهف الإيمان
والحكمة، ومعدن الشريعة والسنة، وسراج
الهدى الذي بنوره ضاء أقطار المشارق
والمغارب، وينبوع العلم الذي استمدت منه
سائر الأدوية والمذائب ثم خلفهم في كل قرن
باتباع صدق وعدل، واخلاف هدى وفضل، وأكناف
معرفة وعلم، ومعادن خير وحلم، اختار منهم
أئمة المسلمين، ونصب منهم أعلاماً للدنيا
والدين، فبينوا للناس ما نزل إليهم،
وشرحوا لهم ما أشكل عليهم، وانقادوا لما
ثبت من السنن لديهم، واعتبروا
باستنباطهم، وصحيح اجتهادهم، حكم ما لم
ينص على عينه، وقاسوا - بما فهموا من الشرع
- حكمه في غيره، ولم يزيغوا عن سنن
التحقيق، ولا أخذوا بنيات الطريق، ولا
حكموا الآراء المضلة في الدين، ولا
انهملوا انهمال الملحدين، و تنطعوا تنطع
المعتدين، بل تبعوا آثار من مضى قبلهم،
واقتفوا في التمسك بأصول الشريعة سبلهم،
ولم يضرهم خلال من خالفهم من الفرق، ولا
شغب من لج في هواه ومرق، فالموفق من اقتفى
آثارهم، وغاير شرود من شرد وأتباعهم، وعلم
أن الحق مع هذا النمط الذي هدى الله واقتدى
بهداه، ولم يعرج على ناعق نعق وان اختدع
العقول بلهجة صداه، جعلنا الله ممن اتبع
فعلم، واقتفى ما مر عليه السواد الأعظم.
وبعد فلما تكررت رغبات الأصحاب، شملنا
الله وإياهم بسعادته، لإمضاء ما كانت
النية اعتقدته، وتبييض ما غدت الهمة قد
سودته: من كتاب حاو لأسماء أعيان المالكية
وأعلامهم، وتبين طبقاتهم وأزمانهم، وجمع
عيون فضائلهم وآثارهم، ونظم نثر فنون
سيرهم وأخبارهم، تشمل منفعته، وتجمل
معرفته، وتستغرب فوائده، وتستعذب مصادره
وموارده، إذ هو فن لم يتقدم فيه تأليف
جامع، ولا اختص به تصنيف رائع، يوصل
الطالب إلى الغرض، ويقف بالراغب على
البغية، مع شدة حاجة المجتهد والمقلد
إليه، وضرورة الفقيه والمتفقه إلى ما
ينطوي عليه، إلا ما جمعه عبد الله بن محمد
بن أبي دليم القرطبي، من ذلك، ومحمد بن
حارث القروي، مع تقدم زمنهما، وما اقتضته
الشيخ أبو إسحاق الفيروزأبادي في موضع
ذكرهم من مختصره، وكل الكتب فما شفت
غليلاً، ولا تضمنت من الكثير إلا قليلاً،
على أن ابن أبي دليم اتسع اتساعاً حسناً،

/ 454