ترتیب المدارک و تقریب المسالک لمعرفة أعلام مذهب مالک نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ترتیب المدارک و تقریب المسالک لمعرفة أعلام مذهب مالک - نسخه متنی

قاضی عیاض

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الله ابن داود. وذكر لنا أن شيخه أبا عبد
الله الذكي كان يثني عليه كثيراً، ويقول:
ما اجتمع لأحد من أهل إفريقية، ما اجتمع
لأبي إسحاق. أو كما قال. أراه سكن طرابلس،
وأصله من قفصة، وبها كان مدة.
أبو بكر محمد ابن أبي القاسم اللبيدي
كان من أهل العلم والأدب والفهم الحسن،
وجلس بأمر السلطان مجلس أبيه، بعد موته،
سنة أربعين، قبل الفتنة، بعد أن استدعاه
إليه في جماعة من أهل العلم. فنوّه به
وشرّفه، وخلع عليه خلعة تليق بأهل العلم.
وكان معظماً في الناس لنفسه وأبويه
ومكانته عند السلطان. وكان حسن المعاشرة
طلق الوجه، مبادراً لقضاء حوائج الناس،
مكارماً لهم، يجيد قرض الشعر، جميل
الصورة، واسع الحال. كانت له مشية حسنة،
وملبس نظيف، وتوقر مفرط. وكان النساء
يتصدين لرؤيته، وحسن إشارته. وتمادت
الرئاسة بالعلم والقضاء في بيته، الى
وقتنا هذا.
أبو حفص عمر بن ساروا، اللواتي
من فقهاء صقلية ومشاهيرها. وكان شاعراً
أديباً. وهو القائل يفخر بقومه لواته، من
قصيدة أولها:
لمن تعزى المكـارم والأيادي
ورد الخيل ذاهبة الـهـوادي
سوى قومي الذين سمت نفوس
بهم شرفاً الى السبع الشوادي
وله أيضاً:
أأجازيك أم أعـاديك سـفـلا
أم تراني أراك للسـب أهـلا
سب ما شئت لست ممن يجازي
أنا بالسب إن شتمتـك أولـى
محمد بن عبد الصمد
كان هذا الرجل من علماء وقته، بالقيروان.
وغلب عليه الزهد. وكان ممن انقطع وأخذ في
وعظ الناس وتحذيرهم. وكان يجتمع إليه،
ويسمع منه حتى حضره صاحب القيروان. فحكى
أبو الطيب بن الكماد الأديب القيرواني: أن
المعزّ صاحب القيروان كان تحيل حتى استعار
منه بعض كتبه، يريد أن يطلع شيئاً منها،
فأقامت عنده أياماً، ثم ردها إليه، لأنها
السبب. وأحسبه بخط فيها: زعمت ملوك الفرس،
وحكماء السند والسياسة، أن أهل المعرفة
والوعظ وتأليف العامة، وإقامة المجالس
أضرّ الأصناف وأقبحهم أثراً في الدول.
فيجب أن يتدارى أمرهم، ويبادر الى حسم
الإيذاء منهم، وأبلغ ما يكون في ذلك، عرض
المال عليهم، فإذا قبلوه، كفي أمرهم. ففهم
ابن عبد الصمد، أنه قصده بذلك، فاستعمل
الخروج الى الحجّ، وخرج معه من عامه. ثم
عاد فأخذته الفتنة الناشئة، بالقيروان
وهو به.
أبو الحسن بن سليمان
سكن المهدية، وكان خير فقهائها، في هذه
الطبقة. فأخذ على التونسي رحمه الله في
نازلته.
عبد الحق بن محمد بن هارون السهمي القرشي
أبو محمد. من أهل صقلية. تفقه بشيوخ
القرويين والصقليين. فمن شيوخه بصقلية:
أبو بكر ابن أبي العباس، والفقيه أبو بكر
بن عبد الرحمن، وابن عمران الفاسي، وعبد
الله بن الأجدابي، وأبو عبد الله مكي
القرشي. وتفقه مع التونسي والسيوري، وبابن
بنت ابن خلدون وغيرهم، وحجّ مرتين. فلقي في
إحداهما أبا محمد عبد الوهاب بن نصر، وأبا
ذر الهروي، آخر بعد أن أسنّ، وكبر وبعد
صيته. فلقي بمكة إذ ذاك إمام الحرمين، أبا
المعالي العالم المتكلم. وذلك سنة بضع
وخمسين، فباحثه وسأله عن مسائل أجابه عنها
أبو المعالي، هي مؤلفة مشهورة في أيدي
الناس. وكان عبد الحق يعترف بفضله، ويقول:
لولا كبر سني، ما فارقت عتبة منزله. وكان
الآخر يجله ويعترف بفضله. سمعت شيخنا أبا
القاسم عبد الرحمن بن محمد يقول: - وكان
معهما إذ ذاك بالحجاز - إنهما اجتمعا،
وحانت الصلاة، فقدم أبو المعالي شافعي
المذهب، وتكرر عبد الحق بعد هذا ببلاد
مصر، الى أن توفي بها. وكان فقيهاً فهماً
صالحاً ديّناً مقدماً. بعيد الصيت، شهير
الخير، مليح التأليف. وألف كتاب النكت
والفروق لمسائل المدونة، وهو أول من ألف،
وهو مفضل عند الناشئين من حذاق الطلبة.
ويقال إنه قدم بعد ذلك على تأليفه، ورجع عن
كثير من اختياراته وتعليلاته فيه، واستدرك
كثيراً من كلامه فيه. وقال: لو قدرت على
جمعه وإخفائه لفعلت، أو نحو هذا. وألف
أيضاً كتابه الكبير في شرح المدونة،
المسمى بتهذيب الطالب، ونبه فيه على ما
استدركه، على كتاب النكت. وله استدراك على
مختصر البرادعي. وكان له حظ من الأصول
والفروع، وله عقيدة رويت عنه. وله جزء في
ضبط ألفاظ المدونة. وذكره ابن عمار
المتكلم، فقال: إمام مشهور بكل علم متقدم،
مدرس للأصول والفروع. وذكره ابن سعدون
فقال: كان من الصالحين المتقين فيه قدر أهل
العلم، وسكينتهم، وإذعانهم للحق. كثير
الإنصاف. وأنشد له ابن القطان من شعره:
أرى فتن الـدنـيا تـزيد وأهـلـهـا
يخوضون بالأهواء في غمرة الجهل

/ 454