بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
العلم بسبته. تقدم ذكر أبيه. وسمع من أبيه وطبقته. وحجّ مع ابنه القاضي، أبي عبد الله محمد، وسيأتي ذكره. وكان أبو القاسم هذا من رؤوس فقهاء سبتة في وقته، ومفتيهم. وعليه دارت الشورى، أيام قضاء محمد بن عتاب، بعد موت المشيخة قبله. وكان حسن الأخلاق، ذا علم وفضل ونباهة. توفي سنة تسع وأربعين وأربعماية. عثمان بن سعيد بن حمادة بصري الأصل. سكن سبتة، تقدم ذكر أبيه. وكان عثمان من أعيان فقهائها، ونبهائها. صاحب نظر وكلام وجدال وحجة. وتفقه على طريقة العراقيين. سمعت أنه لم يكن يُقرن في وقته بسبتة، وأنه لم يكن بالمغرب، أقوم منه، بحجة. أُخرج عن سبتة عند دخول برغواطة، بعد الثلاثين للمناقشة التي بين أهلها، وبين قطانها من أهل بصرة المغرب. فسكن غرناطة وله بها عقب. سعيد بن خلف الله بن إدريس بن سليمان البصري المعروف بالرياحي. أبو عثمان، سبتي، من أهل العلم والفضل والدين. سمع من عبد الرحيم بن أحمد بن العجوز، ومن أبي عبد الله ابن الشيخ وغيره، من أهل بلده. وأرى له رحلة وسماعات بالأندلس. وكان منقبضاً زاهداً، متبتلاً صاحب سلامة، وعفاف وخمول، وتقشف وعزلة. وكان مقامه ليله ونهاره بمسجده، بزقاق الخير. ولم يكن له عيال أكثر دهره. فكان يلازم المسجد المذكور فيه. يكتب ويفتي، ويقرئ ويؤخذ عنه، فإذا احتاج الى ضرورة الناس، خرج الى دار قريبة له هنالك. وهناك كان يصنع غداءه، ويؤتى به الى المسجد، وكان أكثر دهره، صائماً. وكان الفقيه أبو عبد الله بن عيسى، شيخنا يقول: كنت أراه في الجامع قائماً يصلي، وربما كان يغلق عينيه لئلا يرى ما يشغله. وكان من جملة من يستفتى. وذكر أن أبا عبد الله بن عتّاب، قال لمن سأله بقرطبة، عن مسألة السبتيين: أليس عندكم ابن خلف الله? وأثنى عليه. وكتب بيده كثيراً من الدواوين. قل ما رأيت كتاباً مشهوراً في المذهب، إلا وقع إليّ بخط يده، وسوى ذلك من كتب التفسير، وغيرها، انتهى. قاسم بن محمد بن هشام الرعيني المعروف بابن المأموني. سبتي شهير البيت بها. أخذ عن عبد الرحيم بن العجوز، وابن الشيخ، وابن يربوع ونظرائهم بسبتة. ورحل الى الأندلس، فسمع من ابن الدبّاغ، وأبي محمد الباجي، ورحل الى المشرق، فحجّ ولقي مسلماً المالكي، وسمع من عبد الوهاب بن منير، وأبي محمد عبد الغني الحافظ، وأبي القاسم بن أبي يزيد، وغيرهم من المصريين. ثم انصرف فسكن المرية. وقد أخبرت أنه سكن إشبيلية أيام القاسم بن حمود، قبل هذا، وكانت له بها مكانة. وقد أخذ عنه جلة من مشيختنا وغيرهم. وحدثوا عنه، منهم أبو المطرف الشعبي، وأبو بكر ابن صاحب الأحباس القاضي، وأبو محمد غانم الأديب المالقي، وابنه حجاج بن غانم الفقيه، وغيرهم. وله كتاب في المناسك، رواه عنه ابنه. من أهل الأندلس أبو بكر محمد ابن قاضي القضاة أبي العباس أحمد بن ذكوان، تقدم ذكر أبيه، وجده. قال ابن حيان: قرأ العلم، وسمع الحديث، وعكف على النظر، وتوسع في الكتب، حتى كان الحذّاق يتباهون بمجالسته. وكان قد خطط إثر موت أبيه، وهو شاب بمكانه، فسلك أسد مسالك أبيه، الى أن جاء عما قريب، أجود نسيج وحده. وكان قد جمع أشتات الفضائل مع رفعة المنصب، وعزة القدر والعلم والرحابة والأدب، وعزة النفس، ولم يكن من نمطه بالأندلس، أكثر كتباً منه، ولاه المعتمد خطة المظالم، الخاصية. ثم وليَ القضاء بقرطبة، بعد موت يونس بإجماع أهلها عليه. وكان حميد السيرة، شديد المذهب صليب القناة، حمي الأنف، رامه الرئيس ابن جهور، على أخذ مال الأوقاف، لينفقه على المصالح. فلم يوافقه عليه. وألحّ ابن جهور عليه. فلم يساعده، وسد بابه عن الحكم، فاحتشم منه. وتوفي سنة خمس وثلاثين مخترماً أول كهولته. ولم يكمل أربعين سنة. مولده سنة خمس. فحزن الناس لفقده. وأرغبوا لجنازته. وانهاروا لقبره، مع رئيسهم ابن جهور، ورثاه جماعة منهم، أبو الوليد بن زيدون بقوله: أعجب بحال السرو كيف تحـال ولدولة العلـياء كـيف تـدال لا تفسحن للنفس في شأو المنى إن اغترارك بالمنى لـضـلال يا قبره العطر الثرى لا يبعـدن حلو من الفتيان فـيك حـلال ما أنت إلا الجفن أصبـح طـيه نصل عليه من الشباب صقـال مَن للعلوم فقد هوى العلم الـذي وسمت به أنواعها الأغـفـال مَن للقضاء يعزّ فـي أثـنـائه إيضاح مظلمة لهـا إشـكـال وُدّعتَ عن عمر عمرتَ قصيرَه بمكارم أعمـارهـن طـوال أبو المطرف عبد الرحمن بن أحمد بن مختار